لا لسحل مواطن.. نعم لسحل الوطن... بقلم يحيى حسن عمر

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۰۶
تأريخ النشر:  ۱۴:۴۸  - الأربعاء  ۰۶  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
تاجروا بكل شىء، تاجروا بدماء الشهداء، يرفعون قمصانها متى أرادوا وينزلونها متى أرادوا .
تاجروا بأجساد النساء، ولولوا على فتاة مسحولة انكشف جسدها حين كان ذلك يخدم قضيتهم، وغضوا الطرف على حالات الاغتصاب الثابتة حين كان ذلك يؤثر على صورتهم، تاجروا بقوت ومصالح هذا الوطن وهللوا فرحًا أنهم نجحوا فى وقف إسقاط بعض الديون عن مصر، تاجروا بآلام ومعاناة الفقراء وتباكوا على الاقتصاد وحالته وهم ليل نهار يضربون الاقتصاد بإشعال الفتن وإبعاد المستثمرين قولًا وفعلًا عن التفكير من الاقتراب من مصر، تاجروا بأمن مصر حين دافعوا عن حرق المقرات وعصابات البلاك بلوك ووصلت اعتداءاتهم إلى بيوت الله والتعدى على الخطباء على منابرهم، والآن يتاجرون حتى بتماسك مصر ووحدة أراضيها ومصير جمهوريتها الثانية ومؤسساتها المنتخبة.
بالأمس وقفت ميليشياتهم تهاجم القصر الجمهورى بالمولوتوف، وقد وقعوا قبلها بيوم وثيقة نبذ العنف!، وقال قائلهم غدًا (الزحف) على الاتحادية لإسقاط (النظام)، وقال صباحى مازلنا نستكمل الموجة الثالثة من الثورة، وقال البرادعى: العنف والفوضى سيستمران حتى تتحقق مطالبنا، وقرنوا الأقوال بالأفعال، حلفاؤهم من الألتراس وأدعياء الثورة قطعوا كوبرى أكتوبر عشر مرات خلال عشر أيام، وقطع مسار مترو الأنفاق حوالى سبع مرات، وقطعت مسارات السكك الحديدية والطرق، وسلبت الفنادق وسرقت المحال وحرقت سيارات الشرطة ومنشآت عامة وخاصة، وخلال ذلك رصدت أكثر من عشرين حالة اغتصاب فى التحرير –عند أدعياء الثورة- كل هذا تحت سمع وبصر سادتى زعماء جبهة الخراب دون تنديد صريح ووقفة حازمة من أجل الوطن، لكنهم استخدموا العنف ذراعًا سرية لهم، وفى الوقت ذاته أعطوه غطاءً سياسيًا بل وأخلاقيًا، وغضوا الطرف عن تجاوزاته من قتل واغتصاب وإحراق وسلب، فهى منفعة متبادلة.
ووسط  كل هذا السحل للوطن، وتعريته اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا فى الداخل والخارج، ووسط مشاهد الحرق والفوضى ومحاولة إنزال علم مصر فى بورسعيد، وغير ذلك من مشاهد تفتيت الدولة يأتى مشهد مواطن يتجمع حوله جنود الأمن يسحلونه ويعرونه فتقوم قيامتهم- زورًا وخداعًا- وتختفى كل المشاهد، ولا يبقى إلا هذا المشهد وحده يتحدثون عنه فى فضائياتهم ومنتدياتهم فى حالة عبثية جنونية تشبه المشاهد التى نقرأ عنها فى التاريخ للعبث الذى يسبق الكوارث الكبرى وسقوط الحواضر.
أأنتم أيها الخونة غاضبون حقًا من سحل هذا المواطن ولم تغضبوا مثلها من مشهد حرق مجند بالمولوتوف الذى ألقاه حلفاؤكم ؟!!، أأنتم أيها الخونة غاضبون حقًا من سحل هذا المواطن ولم تغضبوا مثلها من اغتصاب الفتيات على يد حلفائكم ؟!!، أأنتم أيها الخونة غاضبون حقًا من سحل هذا المواطن ولستم غاضبين من حرق منشآت البلاد التى يتلقط حلفاؤكم الصور أمامها رافعين اصبعى النصر على مصر!.
ورغم أن وزارة الداخلية أسرعت بإصدار بيان يوضح تحويل الجنود إلى التحقيق ويوضح ملابسات الواقعة إلا أن المشهد العبثى لابد أن يأخذ مداه، فوجدت المئات كل منهم يضع المادة 36 من الدستور التى تتحدث عن كرامة المقبوض عليه !!، فى تجاهل لبيان الداخلية، وبيان حالة مصر الآن !!، يا سادة، تتحدثون عن المادة رقم (36)، ألم يأتكم نبأ المادة رقم (1) التى تتحدث عن أن مصر موحدة، فى الوقت الذى تغضون فيه الطرف عن التصريحات والأفعال الفاجرة عن الانفصال، من جمهورية المحلة إلى جمهورية بورسعيد ودولة القناة، ألم تأتكم نبأ المادة رقم (7) التى تذكر: الحفاظ على الأمن القومى، والدفاع عن الوطن وحماية أرضه، شرف وواجب مقدس، بينما تتجاهلون قطع الطرق الرئيسية والسكك الحديدية، وتتجاهلون الاعتداء على رجال الجيش وآلياته فى بورسعيد. 
إن سادتى فى جبهة الإنقاذ يظنون أن تعرية هذا المواطن المسكين فرصة ستغطى تعريهم، وأن سحله سيغطى على سحلهم للوطن......وهيهات.
 
رأیکم