تصريحات أمير قطر "ذريعة" بيد السعودية لمهاجمة الدوحة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۲۰۴۰
تأريخ النشر:  ۱۷:۳۴  - الأربعاء  ۲۴  ‫مایو‬  ۲۰۱۷ 
نشرت وكالة الانباء القطرية تصريحات لامير قطر تميم بن حمد آل ثاني يدافع فيها عن ايران وحزب الله، حيث انتشرت هذه التصريحات في وسائل الاعلام العالمي ومواقع التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم.
 طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- اعتبر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في تصريحاته هذه حزب الله حزبا مقاوما وايران قوة اسلامية لايمكن تجاهل مكانتها في المنطقة.

وعقب انتشار هذا التصريحات بشكل واسع اعلنت الحكومة القطرية ان موقع الوكالة القطرية تم اختراقه ولاصحة لهذه التصريحات، لكن السلطات السعودية قامت بهجوم اعلامي حاد على قطر واصرت على صحة هذا الموقف وان خبر اختراق الموقع لاصحة له.

واذا القينا نظرة على العلاقات الثنائية بين البلدين في السابق، نرى ان السعودية وقطر يختلفان حول الملفات الاقليمية وهذه القضية ليست بالجديدة ولايمكن اخفائها.

ولاينبغي نسيان ان طرح المسؤولين القطرين هكذا تصريحات ضد السعودية ليس جديدا، فعلى سبيل المثال ان تسريب مكالمة هاتفية بين حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق ومعمر القذافي الديكتاتور الليبي السابق كشف الستار عن مشروع تقسيم السعودية الامر الذي اثار ضجة كبيرة في ذلك الوقت.

كما يختلف البلدان بالاضافة الى الخلافات الحدودية، حول القضايا الاقليمية وابرزها الملف السوري والاخوان المسلمين ايضا.

وعقب تطورات 2011 ادى دعم قطر للاخوان المسلمين من جهة ومحاولة السعودية في درج الاخوان في قائمة المنظمات الارهابية، من جهة اخرى الى خلاف جدي بين الجانبين وذلك خلال اجتماع دول مجلس تعاون الخليج الفارسي في مارس 2014.

ونجم عن هذه الخلافات خروج سفراء السعودية والامارات والبحرين من قطر، لكنه تم تسوية هذه الخلافات بشكل مؤقت وعادت سفراء هذه الدول الى قطر وتعهدت الدوحة ان لايكون لها توجهات متباعدة عن توجهات باقي اعضاء هذا المجلس، وعلى مايبدو تم اتخاذ خطوات في هذا الشأن ولكن هذا الامر لم يؤدي الى ان تعود العلاقات الحميمية بين مصر وقطر التي كانت تدعم الاخوان المسلمين.

كما اظهرت الازمة السورية بشكل واضح التنافس بين قطر والسعودية وحاول البلدان الحصول على البعض من كعكة هذا الملف، حيث حاولت قطر منذ بداية الازمة السورية ان تأخذ على عاتقها مبادرة عمل المعارضة في المشهد الميداني والسياسي في سوريا وذلك عبر اتخاذ توجه مستقل وعبر الدعم المالي والعسكري للمعارضة من جهة وتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية من جهة اخرى.

وفي المقابل، دعمت السعودية فصائل من المجموعات التكفيرية الوهابية، وفي غضون ذلك ، شاهدنا ظهور خلافات كبيرة في المشهد الميداني والسياسي من ناحية "الاهداف والمصالح" بين هذه المجموعات وفي النهاية الخلاف بين داعميهم، كما لاينبغي نسيان ان تركيا في المنافسات الاقليمية بين قطر والسعودية انحازت لقطر ووقفت الى جانب الدوحة، حيث ان المواقف المشتركة بين قطر وتركيا في دعم الاخوان المسلمين تتعارض بشكل جدي مع سياسات السعودية الاقليمية التي تدعم المجموعات السلفية الوهابية.

وبدأت السعودية بالاضافة الى مواجهة محور المقاومة في المنطقة، بتعزز خطاب الاسلام السياسي السني اي جبهة السلفية الوهابية ولذلك سعت الى مواجهة تيار الاخوان المسلمين في مصر ودعمت التيارات المخالفة من أجل الاطاحة بالاسلاميين في هذا البلد.

وتحاول السعودية عقب تولي ترامب السلطة في أمريكا وبالنظر الى ان العالم العربي يعاني من أزمة القيادة، لزعامة العالم العربي ويمكن تفسير هذا الرأي من خلال الاجتماع الاخير لكبار مسؤولي 17 دولة اسلامية في الرياض.

ومن جهة اخرى، تسعى دول كقطر ومصر وسلطنة عمان والى حد ما الكويت لاتخاذ سياسات مستقلة عن السعودية، الامر الذي يبدو واضحا بشكل كامل في مواقف قادة هذه الدول، حيث تسعى قطر ليكون لديها توجه مستقل عن السعودية وان يكون لها دور اقليمي نشط كما تسعى لتطبق سياساتها عبر قناة الجزيرة التي تعتبر سلاحا اعلاميا لها.

ويشير التوقف قليلا عند خطوات هذا البلد في التطورات الاقليمية وابرزها في لبنان واليمن وفلسطين ومصر وفي سوريا ايضا، الى ان هذا البلد الصغير على وشك تعزيز مكانته الاقليمية بعيدا عن السعودية وهذا الامر استشاط قلق السعودية.

وبالنظر الى النقاط المذكورة ان الخلافات بين قطر والسعودية متجذرة ومتأثرة بالتوجه الحالي لهذين البلدين، وحسبما يرى المراقبون السياسيون من الممكن ان تؤثر رسائل هذه الخلافات على علاقات البلدين مستقبلا.

وتحاول قطر اعادة تعريف دورها عبر تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة ويمكن تفسير هذا من خلال علاقاتها الجيدة مع تركيا وروسيا وسعيها للتقارب من ايران، وكما نعلم جميعنا ان امير قطر كان من بين قادة الدول العربية الذين هنأوا الرئيس حسن روحاني وطالب بتعزيز العلاقات مع ايران.

وبالتزامن مع تصعيد الهجوم الاعلامي والنفسي السعودي على قطر اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية القطري سيزور موسكو غدا بغية تبادل وجهات النظر مع نظيره الروسي.

وتشير هذه الخطوات الى ان قطر تنوي عدم الرضوخ لسياسات السعودية في المنطقة التي تسعى لعزل باقي الدول العربية، ويمكن تفسير الهجوم الاعلامي السعودي الاخير على قطر في هذا الصدد، كما يشير الى ان مساعي السعودية لم تكن ناجحة كثيرا في تسوية الخلافات وتعزيز العلاقات العربية وان هذه الخلافات كـ"نار تحت الرماد" يمكن اشتعالها في اي لحظة ممكنة.

المصدر/ تسنیم

الكلمات الرئيسة
رأیکم