حزب الله اذا وعد وفى

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۴۹۲۶
تأريخ النشر:  ۱۴:۲۳  - الأَحَد  ۱۰  ‫ستمبر‬  ۲۰۱۷ 
نجح حزب الله خلال مسيرته الجهادية في رسم صورة تكاد تكون مثالية لمقاتليه الاشداء، تتسم بالصدق في الخطاب والوفاء بالعهود، رغم انه قارع اشرس عدوين ظهرا في التاريخ المعاصر للعرب والمسلمين، وهما الصهاينة والتكفيريين.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- نُبل شخصية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفروسية مقاتليه، امران اعترف بهما العدو قبل الصديق، فـ”الاسرائيليون” يأخذون كل ما يقوله السيد نصرالله على محمل الجد ولا يشككون فيما يقول حتى في اصعب ظروف الحرب، فاذا ارادوا معرفة حقائق الحرب كانوا يصغون الى خطابات السيد نصرالله وليس الى قادتهم واعلامهم.

لم يستخدم مقاتلو حزب الله اساليب لا تتفق مع اخلاق الفرسان، فكان التعالي عن استخدام اساليب الجبناء، هو ديدن رجال نصرالله، الامر الذي فرض احترام حزب الله حتى على الجهات والاحزاب التي تختلف مع حزب الله في الرؤية السياسية داخل لبنان، فهذه الجهات والاحزاب مهما اختلفت مع حزب الله الا انها لا تختلف حول مصداقية قيادته وفروسية رجاله.

كلنا سمع قصة “الدواعش” الذين استسلموا لحزب الله في سوريا على الحدود مع لبنان وتقرر نقلهم في قافلة مع اسرهم من الحدود السورية اللبنانية الى دير الزور، رغم انهم ذبحوا اسرى من حزب الله والجيش اللبناني وكان بامكان مقاتلي حزب الله سحقهم، الا انهم وفروا لهم ممرا امنا للخروج ولم يتعرضوا لهم، لكن الذي حدث ان طائرات امريكية هي التي اعترضت سبيل القافلة لاغراض سياسية مفضوحة.

اليوم مرة اخرى تجلى وفاء حزب الله بالعهود وبشكل اخرس الاصوات الطائفية والحاقدة داخل لبنان وخارجه وكشف زيفها ودجلها، عندما قام بتسليم نقاط استراتيجية على الحدود مع سوريا الى الجيش اللبناني.

هذه الحقيقة اشار اليها قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون خلال مراسم تشييع جنود لبنانيين استشهدوا على يد “داعش”، عندما اكد على إن الجيش اللبناني سينتشر على طول الحدود الشرقية للبلاد بأكملها مع سوريا، وسيظل هناك بعد أن استعاد في الآونة الأخيرة السيطرة على مناطق من “داعش”.

كان واضحا أن تصريحات  قائد الجيش اللبناني جاءت تاكيدا لما قاله الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله في يوليو / تموز الماضي، من ان الحزب سيكون مستعدا لتسليم أراض تحت سيطرته إذا طلب الجيش اللبناني ذلك.

عندما يتحدث حزب الله عن المعادلة الذهبية “الشعب الجيش المقاومة”، فهو يتحدث عن الدرع الحصين الذي يصون لبنان من عبث العابثين وطمع الطامعين وخبث المتربصين بلبنان واهله، فهزيمة التكفيريين وفي مقدمتهم “الدواعش”، على يد الجيش اللبناني ومقاتلي حزب الله، تمثل في حقيقتها هزيمة ثالثة لـ”اسرائيل” بعد هزيمتي عامي 2000 و 2006 ، فالتكفيريون الوجه الاخر للصهيونية، واللافت ان من كان ينتقد “مغامرات” حزب الله مع “اسرائيل” في دفاع مبطن عن الاخيرة، ينتقدون اليوم حزب الله لتصديه للتكفيريين وابعاد شرورهم عن لبنان، في دفاع مبطن عن التكفيريين.

وفاء حزب الله لوعوده كان العنصر الذي يقلب دائما سحر الطائفيين والحاقدين والصهاينة عليهم، فبالامس القريب كانت هذه المجاميع الموتورة تقيم الدنيا ولا تقعدها، في الحديث عن “محاولات” حزب الله للسيطرة على الحدود بين سوريا ولبنان من اجل ان تتحول الى معابر لايران للوصول الى البحر المتوسط ، وهي نغمة طالما رددتها امبراطوريات اعلامية تابعة للمحور الامريكي، وهي امبراطوريات لذت بالصمت هذه الايام ولم تنقل سطرا واحدا عن خبر تسليم حزب الله للنقاط الحدودية التي يسيطر عليها للجيش اللبناني، فمثل هذه الاخبار تعريها اكثر مما هي عارية.

ماجد حاتمي / شفقنا

رأیکم