يوم الأرض: يوم الألم والأمل - أ.د. يوسف رزقة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۵۴۰
تأريخ النشر:  ۰۹:۵۴  - الثلاثاء  ۰۲  ‫أبریل‬  ۲۰۱۳ 
يشكل يوم الأرض عنوانا للصمود في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني الثلاثون من مارس من كل عام هو يوم خاص للأرض الفلسطينية المحتلة.
 اليوم فيه تخليد لذكرى الاحتجاجات الفلسطينية ضد التهجير والطرد الذي مارسته الدولة الصهيونية ضد أصحاب الأرض الفلسطينية في قريتي إقرث وبرعم في شمال فلسطين المحتلة. القادة الفلسطينيون داخل فلسطين المحتلة في عام 1948 هم الذين فجروا هذا اليوم، وجعلوه يومًا سنويًا للذكرى لتخليد شهداء ذلك اليوم وتخليد بطولات المدافعين عن أرضهم ضد الاحتلال وضد التمييز العنصري، منذ 30 مارس 1976م وحتى اليوم.

يوم الأرض هو تنبيه فلسطيني إلى أن جوهر الصراع مع الاحتلال هو الأرض الفلسطينية، فالصهيونية العنصرية تريد أرضًا بلا سكان، لذا يجدر بحكومة الاحتلال وأحزاب الدولة المحتلة عمل كل ما يمكن عمله من أجل إخلاء أرض فلسطين المحتلة من سكانها الفلسطينيين، ولا مانع من استخدام القوة، والقانون، والإرهاب في عمليات الإخلاء والطرد عن أجزاء من الضفة الغربية والقدس المحتلة، فيما يسميه التسوية وتبادل الأراضي، أود أن أذكره وأذكر كل فلسطيني، ما معنى الأرض؟ وما معنى يوم الأرض في الذاكرة الفلسطينية؟! ولا بأس أن أجرح ضميره بهذه الأرقام ذات الدلالة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية استنادًا إلى ما نشرته الإدارة المدنية الصهيونية التي تدير شؤون الأراضي في الضفة الغربية أن ما خصص للفلسطينيين من الأرض الأميرية من عام 1967 وحتى الآن لا يتجاوز 1% من الأرض، بينما خصصت للمستوطنين المغتصبين ما نسبته 37% من الأرض.

ووفقًا لما نشرته الصحيفة فإن المستوطنات تشغل 30 % من إجمالي مساحة الأراضي الأميرية في الضفة. وهذه الأرقام تؤكد أن الصراع في فلسطين هو صراع على الأرض، ولن يحل السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم حتى يسترد الفلسطيني ما اغتصب من أرضه، فالأرض عند الفلسطيني هي السلام، وهي المستقبل، ولا مستقبل في المنطقة لمن لا يملك أرضه. لذا قلنا إن يوم الأرض هو يوم الأمل والألم، ويوم الكرامة والوطن.

للأرض في فلسطين، أو قل عند الشخصية الفلسطينية قيمة لا تدانيها قيمة أخرى، ولا أعرف شعبًا في العالم ينظر إلى الأرض كما ينظر إليها الفلسطيني، فهي عنده الوطن، والكرامة، والعرض، والوجود، والحرية، والحاضر، والمستقبل، الأرض عند الفلسطيني الأم والأب، ومن يبيع أرضه للعدو المحتل خائن وعميل ويستحق القتل، ومن يستشهد دفاعًا عن أرضه ووطنه، إنما يستشهد دفاعًا عن عقيدته التي جمعت بين الدين والوطن.

إذا كان الثلاثون من مارس هو يوم للألم بسبب ما وقع من اضطهاد وأفعال عنصرية، فهو أيضًا يوم الأمل، لأن الدماء التي نزفت في 30/3/1976م زرعت في النفوس يوم الأمل، والأمل بالأرض، وبالعودة، وهو أمل ينمو مع كل عام، ومع كل عام يتنادى الفلسطينيون من أجل حماية أرضهم ووطنهم.

في يوم (الأمل-والألم) أود أن أذكر المفاوض الفلسطيني الذي لم يعد يدرك قيمة الأرض، وتنازل عن 78% من أرض فلسطين المحتلة للعدو دون أن تدمع له عين، أو يرف له جفن، وما زال يملك في داخله رغبة في التنازل.


رأیکم