سورية: هل بدأ الفصل الأخير - صالح عوض

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۶۹۲
تأريخ النشر:  ۱۵:۵۰  - الاثنين  ۰۸  ‫أبریل‬  ۲۰۱۳ 
يبدو أنه قد بدأت استراتيجية جديدة تجاه سوريا تنفذها الإدارة الأمريكية ومعها حلفاؤها الغربيون سيما فرنسا تعتمد على النأي بوجودهما المسلح وتدخلهما المباشر عن مسرح العمليات واللجوء إلى القيام بتدريب خاص لآلاف المعارضين السوريين على أسلحة وأجهزة متطورة والدفع بهم ضمن خطط عسكرية دقيقة لتمزيق جغرافية سوريا وكسر الدولة السورية.
هذا القول لم يعد تحليلا واستشرافا، بل كلام واضح تنقله صحيفة واشنطن بوست بالتفاصيل بالأمس وما قدمته من مسوغات امريكية لإقامة منطقة عازلة على خط الحدود الجنوبية لسورية "تقوم الإدارة الأمريكية والأردن بتدريب المعارضة السورية". ونقلت الصحيفة أن التدريب بدأ في العام الماضي، ليتم توسيع نطاقه والإسراع فيه.

وقال مسؤولون أمنيون أردنيون: "إنه كان من المقرر استكمال تدريب نحو ثلاثة آلاف من أفراد الجيش السوري الحر بحلول نهاية جوان المقبل، ولكنه تم تقديم الموعد إلى نهاية أفريل الجاري على ضوء "الانتصارات" على الحدود.. وتهدف إقامة منطقة عازلة إلى تحويل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة إلى مأوى دائم لآلاف المنشقين، وكانت إدارة أوباما قد أرسلت نحو 150 عسكري أمريكي إلى الأردن في العام الماضي، ولكنها رفضت مرارا التعليق على تقارير تحدثت عن قيامهم بتدريب مسلحين سوريين".

يأتي هذا الكلام الصريح مع ما اعلنه الرئيس الفرنسي بأن فرنسا تفكر جديا في تزويد بعض المجموعات السورية بالسلاح، والكلام نفسه يعلنه المسؤولون الانجليز..ولا يمكن التحدث عن تسليح غربي أمريكي للمجموعات المسلحة، إلا اذا فعلا كانت العملية قيد التنفيذ.. وتشترك في ذلك أجهزة أمنية عربية على رأسها السعودية والقطرية، حيث يتم تعزيز الدفع بالسلاح والمال عن طريق حدود تركيا ولبنان والأردن.

لعل من كان لا يعرف طبيعة المعركة وأطرافها أصبح الآن على يقين بأن المعركة هي معركة الغرب الصليبي ضد معاقل المقاومة في الأمة.. وهم لا يهمهم ابدا كنا يساريين او يمينيين شيعة أو سنة، مؤمنين او كافرين دكتاتوريين او ديمقراطيين.. يهمهم شيء واحد فقط انه التمكين لعملية نهبهم المستمر لثرواتنا ومنعنا من امتلاك قرارنا وحرماننا من مشاركة الانسانية في ركب التقدم العلمي..

ما يجري في سوريا خطير بلا شك، ولا داعي لتكرار الحديث ... نحن اليوم نتحدث عن تطور اضافي خطير في الاستراتيجية الغربية تجاهنا والتي تقضي بتفتيت الدولة وإقامة كيانات طائفية وقومية وجهوية لتأبيد تخلفنا وضعفنا وتحقيق أمن اسرائيل وتفوقها الاستراتيجي.

ان الإدارة الأمريكية تشرف عن كثب وتراقب بدقة تطورات الأحداث وتحاول بكل وسائلها الخبيثة في بلداننا لاسيما التي حصل فيها الحراك، وذلك قصد حرفها عن غاياتها الإنسانية وتوريطها في فتن القتل الذاتي للطموح والهدف.

يبدو أن هناك نجاحات قد حققتها الخطط الأمريكية في كثير من البلدان.. ولكن بلا شك ستتواصل المحاولات الأمريكية في مصر وسورية والعراق بشكل مكثف.. ففي مصر تلويح مستمر لحكامها الجدد كي لا ينصرفوا نحو أمتهم، وكان هذا واضح تماما من كلام كيري المنتقد للإخوان بالأمس، أي بعد أن بدأ تفعيل العلاقة الإيرانية المصرية.. وفي العراق بعد ان فشل الأمريكان في جعل العراق قاعدة لمحاربة سوريا، وفي سوريا لتكسير الدولة او على الأقل إنهاكها لدرجة إخراجها من الفعل المقاوم للكيان الصهيوني.. وهكذا يتضح في الأقاليم الثلاثة ان العلاقة بإيران اصبحت خط احمر امريكيا على اعتبار انها محاولة لتجميع قوى المنطقة ضد المشروع الصهيوني والأمريكي.. فهل ينتبه العرب والمسلمون فيزيلوا ما بينهم من حواجز وهمية.. ذلك ما ينبغي أن يكون.

رأیکم