كوريا الشمالية وحقول الغاز الفلسطيني - د. فايز أبو شمالة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۷۱۵
تأريخ النشر:  ۱۱:۵۱  - الاثنين  ۱۵  ‫أبریل‬  ۲۰۱۳ 
"ولّعت كوريا" ظلت هذه الجملة تتردد على أفواه اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة في سنوات الخمسينات من القرن الماضي.
ولاسيما أن الحرب الكورية قد اندلعت بعد سنوات قليلة من اغتصاب فلسطين، وقد أدرك الفلسطينيون بعد تقسم كوريا إلى شمالية وجنوبية أن هنالك روابط قوية بين قضيتهم السياسية والأوضاع الدولية.

"ولّعت كوريا" ثانية بعد ستين عاماً من الهدوء، فمن الظلم أن يسود الظلم الأمريكي والإسرائيلي، فرئيس كوريا الشمالية كيم جونج يرى أن التصعيد مع واشنطن هو الطريق الأسرع لرفع الحصار، وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، ويستحث قواته المسلحة على الرد بالسلاح النووي إن استوجب الأمر، الرئيس الكوري حدد أمريكا عدواً، وأعلن عن انتهاء الهدنة مع كوريا الجنوبية حليفة أمريكا، وهو لا يخاف من ردة فعل أعدائه، ولا تهزه قوتهم العسكرية، وهو مقتنع أن الموت في ساحات المواجهة أفضل ألف مرة من الموت في انتظار الموت الذي قررته أمريكا وحلفاؤها على بلاده.

الرئيس الكوري يقدم للعرب والمسلمين درساً في إرادة الشعوب، وقدرتها على تطوير ذاتها، ومن ثم التحدي رغم فارق القوة الذي يتجاوز حسابات السياسيين ، فالعدو مهما كان قوياً أو ضعيفاً لا يفهم إلا لغة التحدي، والعدو مهما كان أمريكياً أو صهيونياً لا يخجل من دموع الفقراء، ولا يرحم توسل الضعفاء، العدو مهما كان لا يفقه إلا لغة المصالح، وموازين القوى، ورد الصاع صاعين، ولا يحترم العدو عدوة إلا إذا كان نداً.

الرئيس الكوري ينطق بلسان الفلسطينيين، ويقدم الجواب الشافي عن حالتهم السياسية، ففي الوقت الذي يعيش الناس في غزة بلا غاز للطهي، يعلن الصهاينة عن بدء استخراج كميات تجارية من الغاز الطبيعي، تصل قيمته السنوية إلى 13 مليار دولار أمريكي، وبينما لا يجد المواطنون في الضفة الغربية طريقهم لكسب الرزق، يسد عليهم المستوطنون منافذ الحياة الكريمة، وبينما لا يجد الموظفون في قطاع غزة والضفة الغربية رواتبهم آخر الشهر، يحار الصهاينة في الأماكن التي سيقضون فيها عطلة نهاية الأسبوع، وهم يجوبون الشوارع الالتفافية في الضفة الغربية بأحلام هانئة، وبينما يتوزع ملايين الفلسطينيين على أصقاع الأرض لاجئين، لا زالت دولة الصهاينة تحلم بضم ملايين اليهود !.

فأي ظلم تاريخي هذا الذي يسمح للغاصب بأن يهنأ بما يغتصب؟ وأي ظلم سياسي هذا الذي يترك صاحب البيت يذوي من الحصار والانتظار، بينما الغاصب يهنأ باستخراج الغاز من سواحل فلسطين، والاستثمار؟

الرئيس الكوري الشمالي يوجه رسالته الإنسانية إلى الفلسطينيين ولكل العرب والمسلمين، ويستحثهم على تدمير حقول الغاز الطبيعي التي أعلن الصهاينة عن بدء استخراج الغاز من حقولها، فمن العار أن يهنأ الصهاينة بأرض فلسطين، ومواردها الطبيعية، بينما ينزف العرب دموعهم على أبواب الأمم المتحدة يتوسلون.
رأیکم