قطر.. وتخريب الانتخابات الإيرانية - د. نسيب حطيط

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۲۶۰
تأريخ النشر:  ۱۹:۳۴  - الخميس  ۰۶  ‫یونیه‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
صدرت الأوامر الأميركية و"الإسرائيلية" من قاعدة "العيديد" الأميركية، ومن مكتب الاتصال "الإسرائيلي" في الدوحة، للقيام بأعمال التخريب قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية في إيران.
استكمالاً  للدور المشبوه الذي تؤدّيه قطر الصغرى تنفيذاً للمخططات الأميركية "الإسرائيلية" لتخريب العالم العربي والإسلامي، وتسويق العدو "الإسرائيلي" في الساحات العربية؛ سياسياً واقتصاديا وأمنياً، وحتى على المستوى الفكري، عبر بعض مفكري الكنيست "الإسرائيلي"، وفي مقدمتهم عزمي بشارة، وطعن الإسلام وتحريفه عبر الشيخ القرضاوي، تسللت قطر الصغرى إلى الساحة الإيرانية  على مشارف الانتخابات الرئاسية، التي أزعجت مقدماتها الإدارة الأميركية والغرب، حيث يتنافس أبناء الثورة على مقام الرئاسة لحفظ الثورة وحمايتها، ولم تستطع كل المحاولات الغربية لإحداث الشقاق بين أبناء الثورة، خصوصاً بعدما اتخذ الشيخ هاشمي رفسنجاني موقفاً وطنياً ودينياً وأخلاقياً وتقبل قرار مجلس صيانة الدستور الذي استبعده من سباق الرئاسة.

صدرت الأوامر الأميركية و"الإسرائيلية" من قاعدة "العيديد" الأميركية، ومن مكتب الاتصال "الإسرائيلي" في الدوحة، للقيام بأعمال التخريب قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية، واستشعر "الحمدَيْن" قوتهما بأنهما المطية الأكثر حظوة عند الموساد و"السي آي آي"، وأنهما فازا بالتكليف للقيام بأعمال التخريب والفتنة المذهبية  في إيران، وظناً بأنهما انتصرا في ليبيا وأسقطا القذافي ثم أسقطا زين العابدين بن علي وأسقطا حسني مبارك في مصر، وهما على مشارف شراء قناة السويس ومنظومة السلطة، ونجحوا في إخراج بعض قيادات "حماس" من محور المقاومة وتدجينها، ويخوضون معارك تدمير سورية وإسقاط النظام، ويموّلون الجماعات التكفيرية في مالي ويشترون الأولمبياد، ويشترون تراث وحاضر فرنسا وأنديتها الرياضية، فظنوا أنهم قادرون على شراء إيران وتخريبها.

لكن المشكلة أن الغاز الأمني القطري لا يستطيع الانتشار أينما شاء، ولا ينتصر إلا في الساحات الضعيفة، ويرتد على أهله في الساحات القوية، والساحة السورية مثال واضح على الفشل القطري التركي، وإذا ما عجزت أميركا عن إسقاط الثورة الإسلامية في إيران منذ اعتداءات صحراء طبس إلى الحرب العراقية الإيرانية إلى الحصار الاقتصادي والسياسي والطبي، فهل ستنجح قطر الصغرى؟ الجواب واضح بأن الفشل سيكون من نصيب قطر.

لكن يبقى السؤال: لماذا ورّطت أميركا "الحمدَيْن" بهذه المغامرة؟ هل هي بداية العقاب الأميركي لقطر لفشلها في سورية متلازماً مع تأديب أردوغان التركي؟

هل تريد أميركا شطب قطر من الخارطة السياسية، لإعادة فتح الطريق أمام السعودية، على أن تتحمل إيران مسؤولية ضرب قطر وإرجاعها إلى حجمها الحقيقي، الذي يماثل "قنينة الغاز" التي تعبَّأ بأي "أمير"، أو تستعمل لمرة واحدة كعبوات القداحات لإشعال السجائر؟

لأول مرة يتخلى الإيرانيون عن الدبلوماسية والهدوء في التصريحات ويهاجمون قطر مباشرة ليسمع الأميركيون و"الإسرائيليون" وحلفاؤهم بأن إيران قادرة ومصممة على الرد، وأن محاولات صناعة "الثورة الخضراء" أو الثورة الحمراء عبر الاغتيالات والتفجيرات، سيكون الرد عليها قاسياً ومباشراً، وأول الخاسرين ستكون قطر وأحلامها الوهمية.

يريد الأميركيون تخريب الديمقراطية الإيرانية الحقيقية، لإطفاء واحة الحرية والديمقراطية على ضفاف الخليج، الذي يصادره الملوك والأمراء وتصادره أميركا مع ملوكه وأمرائه ونفطه وأمواله.

الثورة الإسلامية في إيران تجربة إسلامية ديمقراطية أخضعت الديمقراطية للمعايير الإسلامية، بحيث ينتخب الشعب "المسلم" الأكثر كفاءة لتنفيذ أحكام الإسلام، خلافاً لما يقوله السلفيون بأن الديمقراطية كفر، ويفهمون أن الديمقراطية هي حكم الشعب، بينما تقول التجربة الإسلامية في إيران "أن الحكم لله" والخيار للشعب لمن يتولى تنفيذ أحكام الإسلام الشرعية بناء على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

لم يفهم الغرب الديمقراطية تحت سقف الإسلام، ولن يفهم السلفيون كيف يطوع  الإسلام الديمقراطية لصالح أحكامه والربط بين الحاكم والشعب والفقيه في غياب الرسول عليه الصلاة والسلام أو الإمام.

التجربة الإسلامية في إيران تختلف عن تجربة "الإسلاميين الجدد"، فهي التزمت بالثوابت والمبادئ الإسلامية، وتصدت للواقع وتحكمت به، فلم تعترف بـ"إسرائيل" ولا باتفاقيات كامب ديفيد، ولم تتخل عن تحرير فلسطين أو نصرة الشعوب المظلومة، ولم تعادي التطور العلمي والحداثة وصولاً إلى الملف النووي.

ولم تتخل عن السلف الصالح، بل أظهرت الإسلام بوجهه الحقيقي الأصيل؛ دين النظام والترتيب والجمال دين العلم والإبداع والثقافة ودين الحب والسلام والعزة والكرامة ودين التعايش والحوار والاتحاد،لا كما يظهره التكفيريون و"الإسلاميون الجدد" بأنه دين الذبح والقتل والاغتصاب، أو كما يظهره إسلام "التنمية والعدالة" في تركيا الذي يطيع الله سبحانه وتعالى من العاشرة مساء حتى السادسة صباحاً، ويمنع بيع الكحول، ثم يعود في النهار إلى عصيانه، وكأن عبادة الله سبحانه ضمن الدوام الرسمي الذي يقرره أردوغان وحكومته!

لقد انتصرت إيران بثورتها وإسلامها الأصيل، ولن تهزمها أميركا ولا عملاؤها القطريون وغيرهم، وستبقى إيران بتلاحم الشعب والقيادة والقوات المسلحة من جيش وحرس ثوري والتعبئة الشعبية، ويكون لإيران رئيس جمهورية يخدم الثورة ويعمل لتحقيق أهدافها.. ويمكن أن لا يبقى أمراء قطر حتى انتخاب الرئيس الجديد في الولاية المقبلة.
رأیکم