يوم القدس العالمي: مأثرة جهادية إسلامية لاجتثاث الغدّة السرطانية من فلسطين المحتلّة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۷۱۰
تأريخ النشر:  ۱۴:۲۸  - الأربعاء  ۲۴  ‫یولیو‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
*يوم القدس العالمي الذي سنّه الأمام القائد الخميني رحمه الله تعالى، هو يوم ملحمي يجسّد مفهوم التضامن الإسلامي لقضية إسلامية تاريخية باقية ما بقيت السموات والأرض، يعمل الجميع على حلّها حتى تعود القدس إلى حاضنتها الإسلامية والعربية معزّزة ومكرّمة، ومع تعاظم الخطر الصهيوني الذي يهدّد القدس في ظل الاتفاقيات الاستسلامية التي وقعها بعض النهج العربي مع العدو الصهيوني، لا يسعنا إلاّ أن نتذكر بإجلال وإكبار الإمام الخميني رحمه الله تعالى، الذي أعلن مأثرته الثورية التي أطلق العـنان لها بتاريخ السابع من آب عام 1979م، باعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يوماً للقدس العالمي ليكرّس نهجا كفاحيا يجسد من خلاله النموذج الإسلامي الجهادي الحقيقي، الذي انتصر لقضايا الأمة الإسلامية جمعاء، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرها قضية القدس الشريف، هذه القضية التي حازت على جانب كبير من اهتماماته الجهادية في وقت مبكر قبل الثورة، وهو يعيش في منفاه عندما عبّر عن مواقفه الثورية بشجاعة، ولم يصمت على مسلسل الجرائم الصهيونية بحق إخوة الدين والإسلام في فلسطين المحتلة، فأطلق صرخته المدوية لرفض هذا الواقع الإجرامي، فدعا الشعوب الإسلامية والعربية والحكّام من منفاه، لرفع الظلم والقهر عن كاهل الشعب الفلسطيني.  
*أمّا عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة سماحته، فإنه أطلق العنان لمأثرته الجهادية ليضع الأمور في نصابها، أمام الأمّة الإسلامية لتتحمل مسؤولياتها وتستشعر الخطر الصهيوني الذي يهدد القدس بدعم ومساندة الاستكبار العالمي. 
*بهذا اليوم التاريخي أعلن سماحة الإمام والقائد المسلم الكبير انحياز الثورة الإسلامية بشكل معلن، لفلسطين والقدس وأصبحت الجمهورية الإسلامية في إيران طرفا أساسيا واستراتيجيا، في معادلة الصراع الوجودي مع القوى المعادية للإسلام لا سيما الصهاينة العدو الأول للأمة العربية والإسلامية. 
*لقد أثبتت المأثرة الجهادية لسماحة الإمام، نظرته الثاقبة لوضع الحلول الجذرية الجهادية المناسبة لتصحح مسار الأمة في إدارة الصراع مع قوى الاستكبار العالمي، واستحداث وعي جديد يمكنّها من استعادة دورها الجهادي في جميع الميادين بعد تغيبه لفترة طويلة. 
*لهذا فإن انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كان أكبر من ثورة لأنها تحوّل عالمي ومفصل تاريخي، ما بين الانحطاط والنهوض، وما بين الحق والباطل، فكانت فلسطين المحتلة والقدس في عقل ووجدان الإمام، الذي سكن وجدان الأمة كزعيم مسلم قبل وبعد الثورة، ليس لأنّه عالم دين فقط، بل لأنّه القائد الملهم الذي استطاع بحنكته ودرايته تحطيم أهم ركائز الاستكبار العالمي وأدواته، وبناء الدولة الإسلامية الحديثة وحمل هموم الأمّة التي عالجها وشخّصها بشكل دقيق ووضع الحلول المناسبة، وكانت القضية الفلسطينية من أولوياته على صدر اهتماماته، فكان الهدف من يوم القدس العالمي جمع المسلمين الذين توحدهم أولى القبلتين وثالث الحرمين، تحت راية الإسلام لمواجهة قوى الاستكبار العالمي والصهيونية، وكل من يدور في فلكهم من القوى الرجعية التي منحت العدو الاستكباري فرصة ذهبية لتحقيق أطماعه وأهدافه، التي عجز عن تحقيقها بالحروب منذ أكثر من ستين عاما، لقد استجابوا ( القوى الرجعية العربية) لشروطهم واملاءاتهم العدوانية وأطماعهم التوسعية ليجعلوا من فلسطين المحتلة والقدس نقطة انطلاق باتجاه الأمّة، لترجمة مشاريعهم ومخططاتهم العدوانية، التي تستهدف إخضاع الأمّة وتفتيتها وإثارة النعرات الدينية والطائفية والعرقية والقومية، من أجل السيطرة على مقدراتها وثرواتها وتسويق الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة، بشكل شرعي وقانوني من خلال مشاريعهم ومخططاتهم الاستسلامية، ليكون الامتداد الطبيعي للحلف الاستكباري العالمي الذي يدعم ويساند المشروع الصهيوني منذ ولادته وحتى اليوم، لضمان تفوقه العسكري والمساهمة في تطوير بنيته الصناعية التكنولوجية، ليتحول إلى قاعدة استعمارية متقدمة لتغلغل الاحتكارات الدولية العملاقة، في أسواق المنطقة وضمان السيطرة عليها وحمايتها وفرض مشروعهم الجديد على الأمّة، تحت يافطة النظام الإقليمي الشرق أوسطي الجديد، الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من النظام الاستعماري العالمي الجديد، وما يجري في سورية اليوم الدليل على ذلك المشروع. 
*لهذا السبب كانت المأثرة الجهادية في هذا اليوم المجيد من شهر رمضان المبارك، الذي تجاوز حدود الجمهورية الإسلامية، ليعم معظم الشعوب الإسلامية، ليقرع جرس الإنذار بتشكيل حلف إسلامي جهادي مواز، للحلف الاستكباري العالمي لمواجهة أهدافه ومخاطره وأطماعه العدوانية في منطقتنا، لتحطيمها على صخرة صمود الأمة واجتثاث الغدة السرطانية من قبلها في فلسطين المحتلة، وتحرير أرض العرب والمسلمين بشكل كامل وشامل واستعادة الحقوق المغتصبة في فلسطين المحتلة و كل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. 
*أعلن الإمام الخميني عن تعيين آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوما عالميا للقدس، يوم انتصار الحق على الباطل. وفي هذا اليوم يبرهن الشعب الإيراني المسلم المنجب للشهداء، وعن طريق المظاهرات والمسيرات المليونية التي يقيمونها، عن عدائهم المبدئي والأصلي "لإسرائيل" هذا الكيان الصهيوني الزائل بإذن الله، وفي هذا اليوم ضمت أغلب الشعوب المسلمة في الأقطار الأخرى أصواتها إلى الشعب الإيراني المسلم، وأقامت المظاهرات الحاشدة المعادية لأمريكا ولإسرائيل، ولكنه تم قمع أغلب هذه المظاهرات من قبل عملاء أمريكا والحكومات العميلة الحاكمة، حقّا فإنّ يوم القدس هو يوم انتصار المستضعفين على المستكبرين....

المحامي محمد احمد الروسان - عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

رأیکم