موقع "إسرائيل" في مشروع الشرق الأوسط الجديد

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۷۳
تأريخ النشر:  ۱۳:۲۱  - الخميس  ۱۴  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
كتب الصحفي محمد بوري في صحيفة أيدينليك مقالاً من جزئين: عن دور "إسرائيل" في مشروع الشرق الأوسط الجديد. وعن الدور الأميركي في خدمة المصالح الإسرائيلية, كما يتناول ظاهرة معاداة السامية في الولايات المت
حدة الأمريكية، ورد الفعل الشعبي على هيمنة اليهود على الثروات الأميركية. الجزء الأول: خدمة أمريكا لـ"إسرائيل"، والتيار المعادي للسامية الصاعد, أما الجزء الثاني فيتناول دور "إسرائيل" في معادلة الشرق الأوسط الجديد. ويقول بوري:
 
الولايات المتحدة الأميركية تلاقي صعوبة في حمل عبء "إسرائيل"
اليوم كي نفهم حقيقية ما يجري ضمن الجغرافيا الإسلامية في سياق مشروع الشرق الأوسط الجديد يجب علينا أن ندرك كنه دور "إسرائيل" في هذا المشروع، وأين تقف منه. وسنستعرض في هذا المقال ظاهرة المناهضة لسياسة "إسرائيل" الآخذة بالتصاعد في الولايات المتحدة الأميركية.
 
الشعب الأميركي لم يعد يريد دعم "إسرائيل"
أنشأت "إسرائيل" عام 1948 كدولة مصطنعة بمساعدة أمريكا وبريطانيا. وكانت مثل الخنجر المسلط في قلب النفط العربي – الإسلامي في المنطقة.
كما تحتاج النبتة إلى سماد صناعي وبيوت بلاستيكية حتى تعيش في مناخ مختلف عن مناخها الطبيعي, كذلك "إسرائيل" تحتاج إلى دعم مماثل حتى تتأقلم وتتمكن من العيش في جغرافيا مختلفة عن جغرافيتها، بل ويمكن القول أنها جغرافيا عدوّة لها. هذا الدعم أعطتها إياه، وما تزال، الدولة الأميركية. ولكن خلال السنوات العشر الماضية بدأت ردات فعل بالظهور وإعلاء الصوت ضد هذا الدعم الذي يبلغ من العمر ستين عاماً. ولكي نعرف حجم ردات الفعل هذه يكفي أن نلقي النظر على التقرير المحضر عام 2012 بعنوان "الدعم الخارجي الأميركي لإسرائيل" من قبل مؤسسة التأسيس الفكري الوطنيThe Council for the National Interest Foundation (CNIF). ونستنتج من التقرير أن ردات الفعل الأميركية للدعم الإسرائيلي هي كالتالي:
• الدعم الأميركي الكبير لـ"إسرائيل" أدى إلى مقتل عدد كبير من الناس, كما حمل ميزانية الولايات المتحدة الأميركية عبئاً كبيراً يقدر بمليارات الدولارات. وهذا يؤدي إلى تشويه سمعة وهيبة الولايات المتحدة الأميركية في العالم, وإلى الحد من الحريات داخل الدولة نفسها وتعرض الدولة إلى تهديدات لا لزوم لها.
• جزء كبير من الشعب الأميركي والدبلوماسيين والخبراء العسكريين يعارضون هذه العلاقات الخاصة. وبالرغم من ذلك يصر اللوبي الصهيوني على الاستمرار في السياسة التي تؤدي إلى نتائج مأساوية في المنطقة وكوارث تضر بالشعب الأميركيي.
• إن ولاية نيو جيرسي، التي تبلغ 7.5 مليون نسمة، أمنت لهذه "الدولة" الصغيرة دعماً أكبر من الدعم الذي أمنته لها بقية دول العالم.
• ما بين عامي 1950- 1953 عندما كان عدد سكان "إسرائيل" 1.6 مليون, قامت الولايات المتحدة الأميركية بضخ مليون دولار لها.
• المكلفون بالضرائب الأميركية يدفعون لـ"إسرائيل" كل يوم 8 مليون دولار.
• خلال الأربعين عاماً الماضية قام المكلفون بالضرائب الأميركية بضخ حوالي 200 ألف دولار لكل عائلة صهيونية تتألف وسطياً من خمسة أفراد.
• يكون الدعم المالي لـ"إسرائيل" في بداية السنة المالية نقدياً. ولأن أمريكا لا تستطيع إدارة البلاد إلا بالديون, يتم تفسير ذلك من قبل الرأي العام الأميركي كالتالي: "نحن نتدين من أجل إعطاء المال لإسرائيل، وندفع فوائد على المال الذي ندفعه لها. ومن جهة أخرى تضع إسرائيل أموالها في بنوك الولايات المتحدة الأميركية لتجني فائدة منهم أيضاً".
• "إضافةً للدعم المالي الذي نقدمه لإسرائيل إننا نقدم لمصر سنوياً 1.5 مليون دولار وللأردن 843 ألف دولار كي يتعايشوا بصداقة مع تل أبيب".
• يخمن التقرير الذي أعدته اللجنة الاقتصادية للأكاديمية الحربية الأميركية في عام 2002 أن حجم الدعم المالي المقدم لـ"إسرائيل" خلال 60 عاماً الماضية بلغ حوالي 3 ترليون دولار.
• خلقت إسرائيل لنفسها عداءً كبيراً بسبب سياستها العدوانية وإخلالها بالقانون الدولي وحقوق الانسان وقرارات الأمم المتحدة. كما إن الولايات المتحدة الأميركية تتأثر بشكل سلبي بسبب دعمها لها ولأنها أول داعميها رغم العداء الذي تجنيه من وراء ذلك.
 
التيار المعادي للسامية في أميركا تنامى خلال السنوات العشرة الماضية
هذه الشكاوى الواضحة في التقارير الرسمية أشعلت بالوقت نفسه فتيل العداء للسامية عند الرأي العام الأميركي. ولمعرفة المدى الذي وصله هذا العداء يكفي أن نلقي نظرة على وسائل الإعلام الاجتماعية.
يعتقد بعض الأميركيون أن البيروقراطيين الكبار والنظام التمويلي والبنوك، التي تدير وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة التابعة للتيارين الديموقراطي والجمهوري، والتي تؤثر على صنع السياسة الداخلية والخارجية، تقاد من قبل الصهاينة. وبالنسبة لهم إن هؤلاء يتجاهلون مصالح أغلبية الأمريكيين ذوي الأصول الأوربية لصالح الأميركيين ذوي الأصول اليهودية. إن المهن المهمة في أميركا مثل الطب والمحاماة تكون بيد اليهود بشكل عام. كما أن 48% من أصحاب المليارات في أمريكا من اليهود. اليوم يتحكم اليهود بـ70% من الثراء الأميركي. ومن الملفت للنظر أن نسبة 2% من السكان تتحكم بمعظم الثروات الأميركية. إن هذه الديكتاتورية التلمودية (الطغيان التلمودي) جرّت أميركا إلى حربي العراق وأفغانستان بعد هجوم 11 أيلول, والآن يحاولون في حرب محتملة مع إيران أن يدمروا أعظم دولة في العالم لحماية مصالح إسرائيل.
في مختلف أنحاء العالم نرى حالات مماثلة لعداء السامية, إن هذا التيار الآخذ بالتصاعد يجمع الإسلام المتطرف واليمين واليسار المتشدد في نقطة مشتركة.
يعتقد اليمين المتشدد أن اليهود يفكرون بمصلحتهم الشخصية فقط، ويدمرون أسس الثقافة والاقتصاد الوطني. ولأن اليهود أقلية مسيطرة على معظم اقتصاد وسياسة العالم فإنهم في كل أزمة اقتصادية عالمية يكونون بمثابة كبش الفداء. هذه الحقيقة سارية حتى يومنا هذا.
إن عدد الذين يعتقدون أن حالة أمريكا في يومنا هذا شبيهة بحالة ألمانيا في عام 1929 عندما كانت تحت حكم اليهود ليس بقليل. إن هذا الميل الجديد، الذي ظهر قبل عشرة أعوام، مازال في تصاعد مستمر. السنة الماضية نزل إلى الشوارع 99% من االشعب الأميركي ضد فئة الأغنياء البالغة نسبتهم 1% تحت شعار "احتلوا وول ستريت". ولأن أغلب الأغنياء الأمريكيين من أصول يهودية فمعنى ذلك أن هذا الحراك سيزيد معاداة السامية.
وبوجود ميل كهذا يصعب على أميركا الاستمرار في تقديم ستة مليارات دولار سنوياً إلى "إسرائيل" من قبل مكلفي الضرائب لديها، وخاصةً أن واشنطن تغوص في الديون.
رأیکم