الأدلة الحقيقية لـ«تأجيل» الضربة المفترضة على سوريا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۹۲۳
تأريخ النشر:  ۱۶:۲۸  - الثلاثاء  ۰۳  ‫ستمبر‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
أسئلة كثيرة تناولتها الدوائر الديبلوماسية الغربية والعربية نهاية الاسبوع الفائت مع اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما قراره إحالة «الضربة العسكرية» المفترضة للنظام السوري الى الكونغرس للمصادقة عليها.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء أبرز هذه الاسئلة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية رفيعة مواكبة، تمحورت حول النقاط الآتية:

1 – ألم تكن الادارة الاميركية، وعلى رأسها الرئيس باراك اوباما، على علم مسبق مثلاً بالحسابات والتداعيات قبل هذه الضربة وإعلان نيتها تنفيذها (بغضّ النظر عن توقيت حدوثها)، لكي يصار لاحقاً الى استلحاق ذلك، ويصبح من الضروري والمُلحّ احالتها الى التصويت في الكونغرس كونه يمثل الشعب الاميركي! أي هل كانت الادارة الاميركية غافلة عن هذا الامر؟ ام انّها اتّخذت ذلك حجّة للتراجع عن الضربة؟

2 – لماذا كانت هذه الاندفاعة الفجائية لقوات التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، في اتجاه حتمية وضرورة حصول "ضربة تأديبية” ما للنظام السوري. ثم بدأت هذه الاندفاعة بالتراجع والتفتيش عن المخارج لذلك!؟

3 – لماذا اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين انّ روسيا لن تدخل في حرب من اجل النظام السوري، ثم فجأة تغيّرت الاجواء وباتت روسيا وايران تشكّلان رأس الحربة في الدفاع عن هذا النظام ضد ايّ اعتداء خارجي قد يستهدفه، حتى ولو كان موضعيا!؟

4 – لماذا سرّبت دوائر الادارة الاميركية المختصة في الاساس المواقع والاهداف السورية المنوي قصفها الى وسائل الاعلام العربية والغربية، قبيل الاعلان عن الضربة، ثمّ سكتت عن كلّ ذلك فجأة! خصوصا أنّ من يريد توجيه ضربة لا يعلن عنها مسبقاً ولا يعلن عن اهدافها ولا المواقع التي ينوي قصفها؟ وما الذي جرى واستدعى هذا التسريب ثمّ بدّده وتغاضى عنه؟

5 – هل كانت الضربة مدروسة ومنسّقة و”مدوزنة”، إذا جاز التعبير، بين واشنطن وموسكو، ثم طرأ تعديل على هذه "الدوزنة” لدى الادارة الاميركية، فرفضت موسكو الامر وحصل التأجيل!؟

6 – ما خلفية هذا "السيناريو الفاشل” الذي وضع الرئيس بشّار الاسد ونظامه منذ البداية في قفص الاتهام، على خلفية استعماله السلاح الكيماوي ضد شعبه، وقرّر معاقبته، ثم جعل منه اسطورة النظام الذي لا يمكن قهره أو إسقاط رئيسه، بل جعله على عكس ذلك، أقوى نظام في العالم باعتباره عصيّاً على النظام العالمي؟ وهل يمكن القول إنّ الضربة أُلغيت،ام أُجّلت الى حين اكتمال ظروفها، وبالتالي ستكون حتمية..!!؟

المصادر الديبلوماسية نفسها لا تجزم بأنّ الضربة قد أُلغِيت، ولكنّها تلفت الى ملاحظتين:

الملاحظة الاولى، أنّ الهدف الاساسي من الضربة المفترضة ضد مواقع محددة في سوريا هو الردع عن استعمال الاسلحة الكيماوية لمرّة جديدة، ليس ضد الشعب السوري، بل الخوف هو من إمكانية استعماله في وقت ما ضد اسرائيل، فصحيح انّ غاز "السارين” قتل نحو 1462 شخصاً سوريّاً بينهم اكثر من 400 طفل، غير انّ الحرب الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف عام تقريباً ذهب ضحيتها حتى الآن اكثر من 110.000 آلاف قتيل، ولم تحرّك الدول الكبرى ساكناً، واكتفت ببيانات الاستنكار، فيما تداعى كبارها واجتمعوا وتشاوروا وهيّأوا الاجواء لتوجيه الضربة، بعد أن تأكّدوا من استعمال الكيماوي في الداخل السوري، وتخوّفوا من امكانية اللجوء اليه ضد اسرائيل، ما يؤكّد انّ الضربة أُجِّلت ولم تلغَ على الأرجح، طالما إنّ مبرر حدوثها لا يزال موجوداً.

الملاحظة الثانية، أنّ تأجيل الضربة الظاهر مردُّه في العمق الى مفاوضات تجري تحت الطاولة وليس في العلن بين الدول المعنية، وتحديداً بين واشنطن وموسكو على مستوى الكبار، وبين واشنطن وايران على مستوى ادنى، وضمنهم اسرائيل، وفحوى هذه المفاوضات يتمحور حول امكانية حصد نتائج "الضربة المتوقّعة” من دون حصولها، بمعنى امكانية سحب السلاح الكيماوي او تحييده بضمان روسي فعليّ لا كلامياً، ليس خوفاً من امكانية أن يستعمله النظام ضد شعبه، بل خوفاً من ان يستعمله في لحظة ما ضد إسرائيل، او خوفاً من ان يتمّ تسهيل تمريره الى المتشدّدين في الداخل السوري لضرب اسرائيل، وهنا بيت القصيد في كلّ هذه الهمروجة!
رأیکم