هل ينتهي السقف الزمني الممنوح للسعودية وفرنسا قبل انجاز الحرب الأميركية علی سوريا؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۹۶۶
تأريخ النشر:  ۱۴:۳۰  - الثلاثاء  ۱۰  ‫ستمبر‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
يقر دبلوماسي عربي يعمل في الأمم المتحدة منذ عقود أن الادارة الأميركية تمر بمرحلة حرجة للغاية، قد تكون الأصعب منذ نشأتها، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تكون فيها مدفوعة إلى عنق الزجاجة وليست صاحبة القرار في ذلك، فمشروع توجيه ضربة عسكرية لسوريا لم يكن في حساباتها على الاطلاق، بل هو حصيلة ضغوط اسرائيلية وسعودية عليها، كما هو نتيجة لوقوعها في فخ استدراجها المباشر إلى الرمال السورية المتحركة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء فحسابات الرئيس باراك أوباما تقوم على مبدأ الانسحاب الكامل من بؤر التوتر بدءاً من أفغانستان مروراً باعادة جدولة سلم الأولوية لسياسات أميركا الخارجية بما يؤدي في المحصلة النهائية إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية الناجمة عن توزيع القوى العسكرية الأميركية خارج الحدود.
غير أن ما وصفها الدبلوماسي المعني بـ"مافيات السلاح والنفط"، نجحت إلى حد بعيد في حشر أوباما في زاوية العمل العسكري من خلال الاستناد إلى تقارير استخبارية وهمية من جهة، ووعود واغراءات على غرار وعود سعودية وقطرية بتغيير المشهد الشرق أوسطي من خلال تزخيم الربيع العربي عبر اسقاط النظام السوري واخضاع الساحة اللبنانية التي تشكل الحديقة الخلفية لاسرائيل بعد محاصرة "حزب الله" والقضاء على نفوذه وفاعليته، وبالتالي اسقاطه من المعادلة الاقليمية من جهة ثانية.
ويكشف الدبلوماسي أن ما يدور في أروقة الأمم المتحدة وكواليسها لا يشبه المواقف العلنية والتصريحات الكلامية والاعلامية على الاطلاق, إنما العكس هو الصحيح فالحركة الدبلوماسية المحمومة تنشط على خط ايجاد المخارج التي تحفظ ماء الوجه للدول المندفعة باتجاه الحرب، بعد أن أكدت التقارير الحديثة الواردة أن اطلاق الرصاصة الأولى يعني اشعال حرب اقليمية مدمرة لن ينجو منها حلفاء واشنطن ولا الدول الأوروبية القريبة من محاور الصراع، خصوصاً أن موسكو تبدو في مكان أفضل من ذلك المحشورة فيه واشنطن، إن كان لجهة اقتصاداتها أو لناحية تحالفاتها المتينة مع الصين وايران، في مقابل صورة مهزوزة لتحالفات واشنطن ووضع اقتصادي لا يسمح لها بدخول ساحة حرب غير معروفة النتائج ولا سقف زمني لها.
في الموازاة، يعتبر الدبلوماسي أن فرنسا والسعودية هما من يعيشا المأزق الحقيقي، في ظل سقف زمني منحته الادارة الأميركية لرئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان لتغيير المشهد السوري وهو نهاية أيلول الحالي، والا فإنها ستلجأ إلى خطط بديلة عنوانها البحث الجدي في الحلول السياسية، حتى لو كانت على حساب المملكة وفرنسا، وما البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي الذي يشير إلى ضرورة معاقبة النظام السوري من دون أن يحدد الضربة كيفية العقاب وماهيته سوى فتح ثغرة في جدار الأزمة، من المرجح أن تشكل في وقت من الأوقات المخرج المطلوب للمملكة، بينما تأمل الثانية أن تجد المخرج المطلوب لها من خلال البرلمان الفرنسي من جهة وموقف الاتحاد الأوروبي الداعي للعودة إلى مجلس الأمن من جهة ثانية، وذلك بعد تقارير رفعتها الأجهزة الأمنية الفرنسية تعرب بمضمونها عن خشية من استهداف القوات الفرنسية في أفريقيا كرد محتمل على الاندفاعة الفرنسية.
ويخلص الدبلوماسي المعني إلى الاعتبار أن مرحلة البحث عن حلول سياسية بدأت فعلاً، من دون أن يعني ذلك أن المساعي الدبلوماسية ستصل حكماً إلى النتائج المرجوة، وإن كانت نجحت حتى الآن بترحيل مشروع الضربة العسكرية إلى أيام طويلة اذا لم يكن أسابيع وأشهر تنتهي مع عودة الحديث الأميركي عن ضرورة الانسحاب من أفغانستان بعد التأكيد على مؤتمر جنيف 2.
رأیکم