هل ركبت إسرائيل الثورات العربية ؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۲۳
تأريخ النشر:  ۱۲:۱۹  - الجُمُعَة  ۱۵  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
كأن الثورة كانت فقط من أجل الخبز والدستور ، أما الكرامة الوطنية والمقدسات الدينية (المسيحية والإسلامية فى فلسطين) ومعهم العروبة ، والمقاومة .
فلا حظ لها فى استراتيجية تلك الثورات، الأمر الذى أدى ببعض المراقبين إلى نعتها فى مجملها بأنها ثورات ناقصة ، أو ثورات اخترقتها واشنطن (ومن ثم تل أبيب) وحولتها فى المجمل لمصلحتها حين أبقت على ذات السياسات والمواقف الإستسلامية التى كان رفضها والتخلص منها هو أهم ما يميز أى ثورة أصيلة وحقيقية وهو ما لم يحدث حتى يومنا هذا ، بل إن النقيض تماماً هو الذى حدث، حيث قام الحكام الجدد فى مصر (من الإخوان المسلمين) بتأكيد تمسكهم الكامل باتفاقات كامب ديفيد وبالتطبيع مع العدو الصهيونى وبقبول القروض من البنك الدولى (وهو بنك استعمارى بامتياز) ونفس الأمر صارت عليه ثورة تونس وليبيا واليمن ، أما سوريا فلقد كان الهدف هو تفكيك المجتمع السورى الذى كان حاضنة تاريخية للمقاومات العربية (اللبنانية – الفلسطينية – العراقية) وتفكيك الجيش وشغله عن مهامه الرئيسية فى التحرير ودعم المقاومات العربية ، وهو ما تم تقريباً بأيدى خليجية ودعم أمريكى ، وكله للأسف كان باسم الثورة ، والثورة بريئة من كل ما جرى .
على أية حال .. إن موقف الثورات العربية الحقيقية (وليس الزائفة) من إسرائيل ، كان ولايزال موضع التباس شديد ونحسب أنه سيظل كذلك لفترة قادمة إلى أن تتحدد المواقف والهويات الحقيقية عندئذ من الممكن أن ننعت تلك الانتفاضات الشعبية (بالثورات) ، أما من غير الموقف الحاسم والجذرى من الكيان الصهيونى فإنها لا تعدو استبدال أنظمة محل أخرى أكثر اهتماماً بقضايا الخبز والحريات الشكلية .
* على الجانب الآخر للمشهد السياسى العام فى المنطقة العربية بعد عامين على أول ثورة وقعت فى تونس ، يأتى الموقف الإسرائيلى ، والتآمر الدولى المرتبط به تجاه تلك الثورات ، ومحاولات ركوبها وتحويلها لصالحه ، وهو ما جرى بالفعل ، وأثبتت الأحداث المتتالية فى مصر وتونس وليبيا واليمن ، والآن فى سوريا ، صدقه للأسف الشديد ، فماذا عن المؤامرة الإسرائيلية – الأمريكية لركوب الثورات العربية.
فى البداية دعونا نتأمل ما كشفه موقع غلوبال ريسرتش الكندي من حقائق مذهلة عما يجرى فى سوريا حيث أشار قبل أيام إلى أن مخطط تدمير سورية أعد من قبل الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل في عام 2007، وأضاف الموقع في تقرير للكاتب والباحث الجيوسياسي (توني كارتلوتشي) نقلا عن مراكز أبحاث إسرائيلية ومركز كلين بريك للبحوث الأميركي الإسرائيلي المشترك ان خطة وضعت لضمان أمن إسرائيل عبر استهداف سورية الدولة الحيوية والمستقلة.
وقال الموقع إن تقريرين نشرهما موقع (مركز محاربة الإرهاب) التابع للجيش الأميركي في 2007 و 2008 كشفا عن وجود شبكات عالمية من منظمات إرهابية تابعة للقاعدة مهمتها إرسال مقاتليها إلى العراق وسورية مضيفا أن ليبيا اعتمدت كبؤرة لتدريب عناصر القاعدة وتجنيدهم لإرسالهم في مهمات وفق أجندات الناتو.
وأكد الموقع أن الغرب يعيد تكرار سيناريو ليبيا عبر استخدام شبكات تجند مقاتلين تابعين للقاعدة لإرسالهم إلى سورية بغرض اجتياحها مضيفا أن إرسال العناصر الإرهابية ما زال جاريا رغم مقتل السفير الأميركي في بنغازي على يد هذه العناصر في الحادي عشر من سبتمبر الماضي (2012) .
وأشار الموقع إلى مقالين نشرتهما صحيفة (الديلى تلجراف) البريطانية أحدهما في 11 نوفمبر من عام 2011 حول تدفق مسلحي (جماعة المقاتلين الليبيين الإسلاميين) إلى سورية من تركيا، وأن عناصر من تلك الجماعة التقت بمسؤولين أتراك في اسطنبول واعترفت بتزويدها بالسلاح من مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الليبي الانتقالي وتقديم التسهيلات لهم إذ تم تسجيل دخول (600) إرهابي ليبي.
وأشار الموقع إلى أن الحكومة الأميركية والحكومات الغربية المتواطئة معها كذبت على الرأي العام وحرفت الحقائق التي عرضتها على مجلس الأمن للتدخل في ليببا لتحويلها إلى قاعدة عمليات لما يسمى (جماعة المقاتلين الليبيين الإسلاميين).
ولفت الموقع إلى أن محافظة إدلب على الحدود مع تركيا تشهد تدفق إرهابيين وفق الخطة التي وضعت في 2007 والتي تشرح الطرق التي يسلكها الإرهابيون المدعومون من الناتو للدخول إلى سورية.
واستشهد الموقع بتقرير للكاتب سيمور هرش نشره في صحيفة (نيو يوركر) الأميركية في 2007 ويفيد بأن الحكومة السعودية وبموافقة واشنطن ستمول وتقدم الدعم اللوجيستي لإضعاف الحكومة السورية " إذ يعتقد الإسرائيليون أن تحقيق ذلك سيجبرها على إجراء مفاوضات مع إسرائيل" مضيفا أن الحكومة السورية تقاتل اليوم إرهابيين من شبكات الإرهاب العالمية والذين يـصورون في الإعلام الغربي على أنهم مقاتلون من أجل الحرية والديمقراطية.
* انتهى التقرير ولكن مضامينه الخطيرة لاتزال تترى ، حيث أنه يوضح المسكوت عنه من مخططات ومؤامرات إسرائيلية وأمريكية لاختراق الثورات والبلاد العربية ، ليس فى سوريا وحولها بل وفى مصر وتونس وليبيا أيضاً ولذلك تفصيل آخر .
* من الطبيعى جداً أن تكون إسرائيل منزعجة من الثورات العربية الحقيقية ، ولنضع دائماً تحت كلمة (الحقيقية) تلك عشرة خطوط ، لأن ليس كل ما يلمع من أحداث واضطرابات فى المنطقة ، يمكن أن نسميه ثورة ، فهذا إن حدث لهو إهانة كبيرة للثورات الحقيقية والتى تأتى ثورتى مصر وتونس فى مقدمتها ، أما ما يجرى فى سوريا وليبيا على سبيل المثال فليس سوى مؤامرة محكمة تستهدف (النفط الليبى) والمقاومة العربية التى تحتضنها دمشق ، وكل ما عدا ذلك من (حكاوى) عن حقوق الإنسان والاستبداد ، والفساد ليست سوى كلمات حق أريد بها باطل ، وهو باطل للأسف وقع فيه بعض المثقفين والثوار الشرفاء ، على أية حال نعود لنقول أن إسرائيل منزعجة، من ثورات المنطقة،وفى مقدمتها الثورة المصرية ، لأنها أفقدتها الكنز الثمين (حسنى مبارك)؛ولكن إلى أى مدى سيستمر هذا الانزعاج ؟وما هى حدوده وآفاقه ؟ الإجابة ، أتت من رئيس أخطر جهاز استخبارات فى إسرائيل،أتت من عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق،والمناسبة هى محاضرة ألقاها منذ فترةفى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (وهو معهد على اتصال دائم بالمخابرات الأمريكية والإسرائيلية وكان ولايزال العديد من خبرائنا وسياسيينا وفى مقدمتهم د.عبد المنعم سعيد رجل النظام السابق فى الأهرام من أهم زواره وأصدقائه)،فماذا قال الصهيونى العتيد عن ثوراتنا؟ .
* اعتبر يادلين أن "ربيع الثورات العربية" – كما أسماه - أهم حدث وقع في الشرق الأوسط منذ سبعينيات القرن الماضي، وأن له أهمية كبرى لإسرائيل، ولكن مسارها لم يتحدد حتى الآن، موضحاً بأن من المبكر جداً التنبؤ بتبعات ما يجرى فى مصر وليبيا وسوريا. وفضلاً عن ذلك، فإن إيران والسعودية علاوة بالكاد قد تأثرتا من هذه الاضطرابات وفق رأيه.
رأى يدلين أنه ومن أجل تقييم التبعات المترتبة عن الثوراتالتي تجتاح المنطقة، يجب أن تحلّل كل دولة على انفراد، مع افتراض أن تأثير "الدومينو" سوف يترسخ، لأن كل دولة تُواجه تحديات وانقسامات وسياقات تاريخية مختلفة. وفي حين تعاملت بعض الدول مع المظاهرات بإقالة مسؤولين، أرسلت أخرى قوات عسكرية إلى الشوارع، بينما دفعت دول أخرى المليارات لمواطنيها لقمع رياح التغيير.
وقد لفت يادلين إلى أنه وحتى الآن، يبقى "الربيع العربي" ثورة بلا قيادة، ولا يزال العالم ينتظر ظهور أولئك القادة الذين سيحددون مستقبلها، مع الإشارة هنا إلى أن عدداً من البلدان قد انضمت إلى "الربيع العربي" لكن ليس لديها الحماس للقيام بثورة فعلية .
ثم قال يادلين فى محاضرته " إن الثورات يمكن خطفها كما حدث في فرنسا عام 1789، وروسيا عام 1917، وإيران عام 1979. وفي مثل تلك الحالات، غالباً ما تكون الموجة الأولى من الثورة بمثابة انتفاضة شعبية مستوحاة من النوايا الحسنة، بينماتجلب الموجة الثانية زعيماً يبرهن على أنه حتى أكثر قمعية من النظام الذي سبقه. وبالتالي، يجب أن نكون حذرين أن لا تكون الموجة الثانية من"الربيع العربي" ثورة مضادة " طبعاً يقصد ثورة مضادة للمصالح الإسرائيلية ، يعنى ثورة حقيقية فى مفهومنا نحن للثورات !! .
وقال : إن التغيير الجوهري قد يصبح ظاهراً فقط على المدى البعيد. فعلى الرغم من أن "ربيع" عام 1948 في أوروبا كان قد فشل على المدى القريب، إلا أن الأفكار الليبرالية والوطنية التي وُلدت من تلك الحركة قد أثرت على مسار التاريخ الأوروبي طوال القرن العشرين.
إن تحليلاتنا وتوقعاتنا (يقول عاموس يادلين) يجب أن تأخذ في الاعتبار رواية النفوذ الذي لا يمكن التنبؤ به حتى الآن والذي تتمتع به وسائل الاعلام الاجتماعية والشاملة. وعلى الرغم من أن الثورة التي بدأت عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تسمح بقيام اتصالات سريعة بصورة يصعب تصديقها وتستطيع حشد الناس في الشوارع بأعداد كبيرة(أسرع بكثير من قابلية الحكومات على اتخاذ القرارات وتعبئة قواتها) إلا أنها ليست ظاهرة يمكن وحدها أن تقرر مصير الثورة.
ثم يقول : من المهم عدم الهلع، فلا يمكن لإسرائيل أن تبقى غير مبالية لعملية الدمقرطة التي تشجع تبني قيم تؤيدها "إسرائيل"، ألا وهي( الحرية والعدالة وسيادة القانون والديمقراطية) حتى لو بدت هذه التغييرات خطرة على المدى القريب. و" بما أنه نادراً ما تدخل الدول الديمقراطية في حروب مع بعضها البعض، تشكل عملية التحول الديمقراطي العربي بصورة عامة تطوراً إيجابياً للغاية بالنسبة لإسرائيل " [ انظر حجم الخبث الصهيونى فى هذه العبارة ] ، وحجم الخطر الكبير على ثوراتنا العربية (الحقيقية) إن لم ينتبه قادتها إلى ضرورة تضمين مواثيقهم ونضالهم السياسى ، بنداً ثابتاً اسمه مقاومة مخططات العدو الصهيونى ، وأن هذه المقاومة جزء لا يتجزأ من البناء الديمقراطى الصحيح للوطن .
* إن الكيان الصهيونى نظر للثورات العربية التى جرت عام 2011 ثم استمرت حتى عام 2012 إلى أنها ينبغى أن تنتهى لصالحه ولنتأمل هنا باقى رؤية (عاموس يادلين) رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق عن الثورات العربية ، إذ نجده يقول فى محاضرته المهمة التى ألقاها فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن هذه الثورات توفر فرصاً إيجابية لـ"إسرائيل " ، ولخص هذه الفرص فى أنه يتنامى الإدراك في الشارع العربي بأن إسرائيل ليست المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط. وفي حين يواجه العالم العربي مشاكله الخاصة به، بدأ يرى أن العلل الإقليمية لن تتوارى عن الأنظار ببساطة، إذا ما تم فقط حل القضايا بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين.
إذا كان السوريون يدركون أن مستقبل بلادهم يكمن في تحقيق انفتاح سياسي وإحلال السلام -- عوضاً عن الاعتماد على إيران ودعم "حزب الله" ومنظمات إرهابية أخرى ،فبإمكانهم أن يحفزوا حدوث تدهور في محور التطرف في المنطقة. والأهم من ذلك كله أنه إذا ما انتشرت الثورة إلى إيران، فعندئذ يمكن التغلب على المشكلة الأولى التي تواجه إسرائيل والشرق الأوسط. [ لنتأملإلى هذه النتيجة الخطيرة التى يخلص إليها يادلين ولنحاولربطها بالمؤامرة الكبرى التى تجرى فى سوريا اليوم باسم الثورةوهى ليست سوى خطة لتدمير سوريا وعلاقاتها مع المقاومة العربية] طبعاً مع عدم تقليلنا من أهمية المطالب الديمقراطية والإصلاحية فى سوريا ولكن ليس عبر حكومات قطر والسعودية وواشنطن وتل أبيب فهم أبعد ما يكونون عن مصالح الشعب السورى ، وما يهمهم فقط هو تفكيك سوريا وضرب المقاومة العربية !!.. نعود إلى يادلين الذى نجده يقول وفى جزء آخر من محاضرته الهامة: أنه وبالرغم من هذه الفرص، يجب على "إسرائيل" أن تواصل دراسة النتائج الأقل تفضيلاً والاستعداد لها بسبب الثورات العربية الجديدة ، ومنها :
(1) العودة إلى المواجهة العنيفة مع مصر. وعلى الرغم من أن أي من البلدين خاصة مع حكم الإخوان المسلمين لا يريد تجدد إراقة الدماء أو إعادة تخصيص الموارد لأغراض الدفاع، يجب على "إسرائيل" أن تقوم بدراسة هذه الإمكانية لكي تبقى مستعدة.
(2) عدم الاستقرار المحتمل في الأردن التي تشاركها "إسرائيل" أطول حدودها، ومع ذلك، فقد أبدت ممالك المنطقة المؤيدة لإسرائيل (يقصد الأردن والسعودية وقطر والبحرين وغيرها) حتى الآن، اهتماماً باحتياجات شعوبها، وصمدت أمام ضغط الثورة.
(3) الحذر من ميل الأنظمة العربية إلى تصدير مشاكلها إلى "إسرائيل"، سواء بالقول أو القوة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تحاول سوريا تحويل الانتباه عن الاضطرابات الداخلية، بقيامها بأعمال عنف في مرتفعات الجولان أو طلبها من "حزب الله" إثارة صراع في شمال إسرائيل.
(4) ستكون "إسرائيل" مهددة إذا أدت أي من هذه الثورات إلى قيام حالة من الفوضى. فعلى سبيل المثال، إذا ما تم حل الحكومات المصرية والسورية والأردنية أو إضعافها إلى أجل غير مسمى، فبإمكانها أن تفقد السيطرة على الترسانات العسكرية التي تشمل في بعض الحالات صواريخ باليستية وأسلحة كيماوية.
ومن ناحية صياغة السياسة الإسرائيلية – يقول عاموس يادلين - إن أولى تداعيات هذه الدروس والتي يجب أن تأتي في المقام الأول هي اتخاذ موقف "استراتيجيات سلبي" يتجنب الاعتراض والتدخل على حد سواء. ولا تستفيد إسرائيل من فرض نفسها في عملية هي ليست فيها محور الهدف. يجب على إسرائيل أن تكون حذرة أيضاً في استجاباتها لاستفزازات إيران أو قوى المقاومة الجهادية الفلسطينيةأو "حزب الله"، لا سيما إذا كانت هذه الأعمال تهدف إلى تحويل الانتباه عن الاضطرابات في مجتمع معين، مثل لبنان أو غزة.
ثم ينهى محاضرته الخطيرة بالقول : في أعقاب اندلاع الثورات العربية، سقطت بعض الأنظمة وتنحى بعض الحكام، لكن لا تزال معظم المشاكل التي يعاني منها الشرق الأوسط تقليدياً قائمة على ما هي. ورغم أن إسرائيل قد تظهر الآن بأنها لا تشكل سوى قلق سطحي وسط الأحداث الجسام التي تمر بها المنطقة، يجب علينا ألا نسمح لهذه التطورات أن تنتقص من المسألتين الإقليميتين الأكثر إلحاحاً ألا وهما: طموحات إيران النووية وعملية السلام في الشرق الأوسط. إن سعي إسرائيل لوضع سياسات فعالة خلال "الربيع العربي" يجب أن لا يطغي على الأهمية الحاسمة لهذين الموضوعين أو الفرص الجديدة لمعالجتهما " .
* هذه هى رؤية أحد أخطر أجهزة الاستخبارات الصهيونية للثورات العربية ، وهى رؤية تحتاج ليس إلى قراءة عميقة فحسب ، بل إلى رد عميق أيضاً ، ونحسب أن الرد الصحيح لثوراتنا الحقيقية وفى طليعتها الثورة المصرية هو أن تضرب وبذكاء استراتيجى، فيما يخشاه (يادلين) أى فى تقوية روح المقاومة ورفض التطبيع المجانى والمهين مع إسرائيل ، والانتباه لمؤامراتها على أمن مصر والمنطقة خاصة مع وضوح يدها فى تفكيك سيناء وإرهاق الجيش المصرى هناك بعد (تدمير سوريا وجيشها) .
إن الرد المباشر على المؤامرة الإسرائيلية لركوب الثورات العربية هو رفض هذه الثورات (طبعاً إذا كانت فعلاً ثورات وليست مؤامرات) للصلح مع إسرائيل وللسلام المذل معها .
فلا ثورة حقيقية من غير موقف جذرى من هذا الكيان فهو أصل الداء لكل ما نعانيه اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً ، ومن لا يدرك ذلك فهو للأسف لا يعرف ماذا تعنى كلمة ثورة أصلاً. 
 

رأیکم