خلط أوراق وحسابات برحيل بندر بن سلطان وأزمة أوكرانيا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۹۴۱
تأريخ النشر:  ۲۳:۳۸  - الثلاثاء  ۲۵  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
«إسرائيل» أوكرانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي مؤثرة ومتأثرة بالحدث الأوكراني.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء في 23 آب العام الماضي، أي منذ ستة شهور تماماً كانت آخر الغارات «الإسرائيلية» التي تحاول الدخول على خط الحرب على سورية، والابتعاد «الإسرائيلي» عن التورّط والانصراف للتعاون الاستخباري مع السعودية، عبر ما كان يمثله التنسيق مع رئيس الاستخبارات بندر بن سلطان، لتفجير لبنان بوجه حزب الله كطريق لتغيير التوازن العسكري والسياسي الإقليمي الناشئ عن الاتجاه الأميركي للغة التفاهمات مع سورية وإيران تحت سقف التفاهم الأكبر مع روسيا.

قامت «إسرائيل»باغتيال حسان اللقيس القائد في المقاومة في 4 كانون الأول من العام الماضي، كترجمة للخيار الجديد، بعد أقل من شهرين على الترجمة السعودية الأولى للتفاهم بقيام المجموعة التابعة مباشرة لبندر المسمَّاة بـ كتائب عبد الله عزام في تنظيم القاعدة في 19 تشرين أول باستهداف السفارة الإيرانية في بيروت، بتفجيرين انتحاريين في رهان سعودي ـ «إسرائيلي» مزدوج على إقناع الأميركي المرتبك بإمكانية التغيير، ليتم في 15 كانون أول الاجتماع العلني الأول بين الفريقين في مونت كارلو عبر اللقاء الذي جمع الرئيسين السابقين للاستخبارات السعودية و«الإسرائيلية» والسفيرين السابقين لحكومتيهما في واشنطن تركي الفيصل وإيتمار رابينوفيتش، وبرغم تواصل العمليات التي استهدفت بيئة المقاومة في لبنان والرهان على حكومة أمر واقع تعزل حزب الله، كانت قراءة واشنطن للتوازنات مختلفة واستدعت التدخل لفرض الذهاب لحكومة جامعة تضم حزب الله.
الاستخبارات الأميركية ـ السعودية
تكشف «الأندبندنت» ما سبق وأشارت إليه «البناء» قبل أسبوع من أن اجتماعات بين الاستخبارات الأميركية والسعودية تمت طوال أيام في الرياض في تقويم إجمالي لتطورات المنطقة، أفضت إلى إعفاء بندر من مهامّه بناء على وعود لم تتحقق كما قالت الأندبندنت، سواء برهانه على تغيير التوازن في سورية أو على ضغط روسي بوجه سورية خلال محادثات جنيف، والحصيلة هي أن «إسرائيل» أول الخاسرين، رغم ان الرجل الصاعد في السعودية محمد بن نايف كوزير للداخلية ورئيس للاستخبارات معاً، لا يقل عداء لسورية والمقاومة عن بندر، إلا أنه منضبط كساعة سويسرية بالقراءة والتعليمات الأميركية، بما يخالف حاجة «إسرائيل» لصناعة وقائع تغيّر التوجهات الأميركية كما كان التعاقد مع بندر.
مع الإرتباك الإسرائيلي بعد رحيل بندر وتعطّل الرهانات المنفصلة عن القراءات الأميركية للمنطقة كانت «إسرائيل» تحتاج للعودة للدخول المباشر على خط الأحداث، لتأكيد حضورها وحفظ مقعدها في أي تسويات أو مفاوضات أو حسابات، لكنها كانت تخشى الغضب الأميركي من أي تشويش على الحسابات والتعهدات.
أوكرانيا والتطورات المتسارعة
جاءت أحداث أوكرانيا والتطورات المتسارعة برحيل الحكم الموالي لروسيا وتصعيد المعارضة لإسقاط صيغ التسوية والتمسّك في السعي لربح كامل بوجه روسيا وحلفائها لتخلط الأوراق وتعيد الحسابات.
أوكرانيا ليست مجرد ساحة دولية تشهد أحداثا دراماتيكية تتصل بالتوازنات الحاكمة لعلاقة روسيا بالغرب الأوروبي والأميركي، أو فقط ساحة تسهم بتحديد مكانة روسيا في السياسة العالمية من زاوية النظر الإسرائيلية، فـ«إسرائيل» أوكرانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي مؤثرة ومتأثرة بالحدث الأوكراني. ففي قلب الصراع المحتدم في اوكرانيا تحت عنوان الطوائف الدينية، ثمة قرابة مليون ونصف مليون يهودي أوكراني، منهم ربع مليون يهودي في أوكرانيا مستهدفون بالهجرة لـ«إسرائيل» ومنهم أكبر تجمّع أوكراني خارج أوكرانيا، هو كناية عن نصف مليون يهودي «إسرائيلي» يشكلون 10 تقريباً من سكان الكيان.
نفوذ «إسرائيل» في صفوف المعارضة الأوكرانية يتصل بالتمويل والأمن والإعلام والعلاقات الخارجية التي يتولاها يهود أوكرانيون في جسم المعارضة، من أمثال غاندي أكسللورد الذي قتل في المواجهات، وأمثال الملياردير فايم رابينوفيتش الذي نجا من محاولة اغتيال أو الكسندر غرانوفسكي، وكلهم لعبوا أدوارا فاعلة في أحداث أوكرانيا ومرشحون للعب أدوار أكبر في المرحلة المقبلة.
لذلك لا نستغرب عندما نسمع أن فلاديمير بنشوك صاحب شركات نفط وغاز أوكرانيا يتعاون مع «إسرائيل» في هذا المجال ومالك أسهم في عديد من شبكات الإعلام الأوكرانية، والنفوذ الإعلامي في الغرب هو الذي ينسّق العلاقات الإسرائيلية بالمعارضة الأوكرانية، وهو الذي استضاف هنري برنار ليفي اليهودي الفرنسي الذي سمّي بعرّاب الربيع العربي، والمرشح السابق للرئاسة الإسرائيلية في ساحة كييف وسط تجمّعات المعارضة.
تداعيات مرتقبة
تبلور نُضج الثمرة الأوكرانية بالإحراج الذي سببته لروسيا ومكانتها وارتباك أميركا وأوروبا في كيفية التعامل مع فرصة نصر على روسيا، والقلق من التداعيات المترتبة، سواء بخطر تقسيم أوكرانيا كما حفلت التعليقات الأوروبية والأميركية الإعلامية والدبلوماسية، أو خطر التدخل العسكري الروسي، كما حذر قادة اوروبا وأميركا، أو على الأقل ما بشر به رئيس الورزاء الروسي ديمتري ميدفيديف لجهة عدم الاعتراف بالحكم الجديد ووصفه بالانقلابي، وما يمكن أن يمهّد له ذلك من قطع خط إمداد الغاز لأوروبا عبر أوكرانيا، أو ذهاب أوكرانيا نحو الحرب الأهلية التي تهدد الجوار الأوروبي كلّه بالتفكك، بداية على أساس أرثوذوكسي ـ كاثوليكي ولاحقاً كاثوليكي ـ بروتستانتي، دفع بـ«إسرائيل» للتصرف بخطاب وسلوك جديدين وهي تقدم قراءة مختلفة للموازين، فقد نجحت بالمساهمة الجدية بقلب المعادلة في عقر دار روسيا، وعلى أميركا واوروبا أن تفهما أن «إسرائيل» ليست الطرف الضعيف الذي بات عبئاً استراتيجيّاً على حلفائه، والإعلام الإسرائيلي يبشّر كما تقول يديعوت احرونوت ومعاريف، بإمكانية تكرار التجربة في جورجيا وعلى الغرب الإنصات للصّوت «الإسرائيلي»
الجرس «الإسرائيلي»
دقت «إسرائيل» الجرس من البوابة اللبنانية ـ السورية على الحدود بغارات لا يبدو انها كانت مخصّصة لهدف عسكري يتضمن حشوداً تتصل بمعارك القلمون، ولا قوافل أسلحة عائدة للمقاومة، من سورية كما تروّج مواقع «إسرائيلية» او تدور في الفلك «الإسرائيلي»، بل هي غارات على تلال جرداء تريد أن توصل رسالة سياسية قوية مفادها لسورية وحزب الله، أن ما توقف منذ ستة شهور ها هو يعود اليوم في ظل المتغيّرات، وتريد ان تقول لأوروبا وأميركا أعيدوا حساباتكم ولا تنهزموا امام معادلة روسيا ـ إيران ـ سورية وحزب الله، وتغدقوا بتقديم التنازلات، فكانت الغارات تقديم اوراق اعتماد ودعوة لفتح حسابات سياسية عسكرية جديدة تذهب للمزيد من التصعيد على ضوء مقاربة الفرصة المتاحة أو لقدرة على التاثير.
البيان الوزاري والعودة إلى العقد
ثمة من وصلته الرسالة في لبنان فتغيّر المناخ المحيط بمناقشات البيان الوزاري للحكومة وعادت العُقد لتحول دون ولادته، في الموعد الذي كان يبدو نهائياً قبل يومين، ليعود التعقيد من بوابة الإصرار على إعلان بعبدا، بتفسير يرتبط بقراءة مشتركة بين الرابع عشر من آذار ورئاسة الجمهورية، بأن الوقت مؤاتٍ لمطالبة حزب الله بالانسحاب من سورية ولو بلغة مبطّنة.
وكانت لجنة صياغة البيان الوزاري عقدت اجتماعاً لها أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، وبعد حوالى الساعتين ونيّف رفعت اللجنة اجتماعها إلى عصر اليوم، وأفيد أن عدم إنجاز مسوّدة البيان الوزاري يعود إلى سعي وزراء فريق «14 آذار» إدراج إعلان بعبدا في البيان وبخاصة الوزيرين بطرس حرب ونهاد المشنوق.
وقد طرح لجوء وزراء من «14 آذار» لإدخال إعلان بعبدا في البيان الوزاري تساؤلات عمّا إذا كان هناك من خلفيات لدى هؤلاء تستهدف عرقلة التوافق على البيان الوزاري. ولا تستبعد مصادر مراقبة أن يكون وراء هذه الخلفيات خيوط إقليمية تريد عرقلة «إقلاع» حكومة سلام.
مصادر وزارية
وقالت مصادر وزارية إن ما استجد من خلال طرح إعلان بعبدا أمس يؤكد وجود مناورة واضحة من قبل فريق «14 آذار» تصل إلى حد اللغم للقوطبة على معادلة المقاومة التي كان تم التوصّل إلى اتفاق شبه نهائي عليها لتدرج في البيان الوزاري، إلا أن ما حصل سيصعِّب الأمور، وسيعيد النقاش إلى اجتماعات اللجنة في موضوع لم يكن مطروحاً في الأساس من خلال نقاط البحث التي أُدرجت.
أضافت، كنا وصلنا إلى مرحلة متقدمة قبل أن يدخل هذا الموضوع الخلافي المستجد، ولا يمكننا التكهّن إلى أين ستصل الأمور، فهناك أزمة، إلاّ أننا ما زلنا ضمن المهلة الدستورية التي تتيح لنا التوصّل إلى اتفاق ما.
وقالت ما من شك أن اتصالات ستجري على هامش اجتماعات اللجنة لتخطّي مثل هذه المطبّات.
الاهتمامات الأمنية
إلى ذلك ورغم الانشغال السياسي والحكومي بإعداد البيان الوزاري، بقي الوضع الأمني في أولوية الاهتمامات على خلفية الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المتطرّفة، وسعيها لضرب الاستقرار الداخلي وإشعال نار الفتنة، وهو ما ظهر جلياً بما صدر أمس من بيان تحريضي ـ إجرامي لما يسمّى «جبهة النصرة».
وفيما تستمر التحقيقات قائمة حول الانفجار المجرم الذي استهدف حاجز الجيش في الهرمل يوم السبت الماضي وقبله انفجارَيْ بئر حسن، أوضحت مصادر أمنية لـ«البناء» أن لا شيء نهائياً حتى الآن بخصوص الإرهابي الذي فجّر نفسه أمام حاجز الجيش في الهرمل، مشيرة إلى وجود بعض الفرضيات لدى التحقيق العسكري، لكن الأمور تحتاج إلى مزيد من التدقيق وجمع المعلومات.
وأوضحت أن التوقيفات التي حصلت أخيراً طالت عدداً من أبرز الأسماء المخطّطة للتفجيرات، وأن هناك الكثير من المعطيات الجديدة تمكّنت مخابرات الجيش من جمعها والحصول عليها، بما يمكّن الجيش من معرفة الكثير عن الخلايا الإرهابية وأماكن تحرّكها. وكشفت أنه جرى في الأيام الماضية إقفال عدد من المعابر غير الشرعية بين منطقة القلمون والحدود اللبنانية، بعد إدخال عدد من النقاط إلى المنطقة، لكنها أشارت إلى أن المنطقة واسعة وتتطلّب مزيداً من التعزيزات والإمكانات اللوجستية.
تعزيزات وتوقيفات
وكانت وحدات الجيش أعادت أمس التمركز على الحاجز الذي تعرّض للاعتداء الإرهابي في الهرمل التي شيّعت شهيدها محمد حسن يوسف الذي قضى في الانفجار.
وأمس أيضاً، ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 21 إرهابياً بينهم نعيم عباس بتهمة القيام بأعمال إرهابية. كذلك أوقفت وحدات الجيش في منطقة الكوكودي على طريق المطار سوريين اثنين بسيارة مسروقة والتحقيقات جارية معهما.
وكانت مخابرات الجيش أوقفت أول من أمس المدعو حسين قاسم الأطرش وهو من المتهمين بالاعتداء على الجيش والمشاركة في تنفيذ عمليات إرهابية.
ما خلفيات مذكرة توقيف علي عيد!
في سياق متصل، تفاجأت الأوساط الشمالية بمذكرة التوقيف الغيابية التي أصدرها قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا بحق الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي علي عيد بتهمة تهريب أحد المطلوبين بتفجيري «السلام والتقوى».
وقال المسؤول السياسي في الحزب رفعت عيد تعليقاً على المذكرة «إننا تحت سقف القضاء، والمذكرة هي جولة وليست نهاية المعركة مع وزير العدل أشرف ريفي».
وطرح العديد من المتابعين علامات استفهام حول توقيت صدور المذكرة، خصوصاً أنها تأتي بعد أيام من تشكيل حكومة المصلحة الوطنية وعيّن فيها ريفي وزيراً للعدل، كما أن التوقيت يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان المقصود إثارة المشاكل في وجه الحكومة.
وقد تزامن صدور المذكرة مع حملة تحركات وقطع طرقات في طرابلس اعتراضاً على بعض التوقيفات، ومع إطلاق النار على أحد أبناء جبل محسن.
لقاء قهوجي ـ الحريري
في هذا الوقت، كان لافتاً الاجتماع الذي جمع قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري في روما، حيث يقوم العماد قهوجي بزيارة لإيطاليا.
وقال قهوجي في تصريح له من روما «إن هدفنا الأساس منع الحرب السورية من الانتقال إلى لبنان»، لافتاً إلى أن الأمور تسير بشكل جيّد مع الفرنسيين في موضوع الهبة السعودية للجيش.
الغارة «الإسرائيلية»
وبالعودة إلى الغارة «الاسرائيلية» ليل أمس فقد أفادت المعلومات أن سرباً من التشكيل الجوي المعادي قوامه ست طائرات F16 شن عدة غارات جوية بدأها بالوهمية لتتولى طائرتان بالإغارة على المرتفعات والجرود المقابلة لبلدتي جنتا ويحفوفا المواجهة للحدود اللبنانية ـ السورية على سلسلة الجبال الشرقية.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان الطيران الحربي «الاسرائيلي» شن غارتين على جرود النبي شيت بالقرب من الحدود اللبنانية السورية.
ونقل مراسل المنار عن مصادر أمنية عدم تأكيدها حصول أي غارة «إسرائيلية» داخل الأراضي اللبنانية.
وقال إن الطيران الحربي «الإسرائيلي» حلق بكثافة في أجواء بعلبك والهرمل على علو منخفض.
وفي وقت أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، أن طيران العدو «الاسرائيلي» قصف «هدفاً لحزب الله» عند الحدود اللبنانية ـ السورية، من دون أن يتم التأكد ما اذا كان الهدف داخل الاراضي اللبنانية أم السورية، أفادت وكالة «رويترز» أن جيش الاحتلال «الاسرائيلي» رفض التعليق على الخبر في وقت قال مصدر أمني «اسرائيلي» أنه «حدث نشاط مكثّف لسلاح الجو بصورة غير معتادة في منطقة الشمال».
من ناحيته، أفاد موقع «النشرة» ان الطيران «الاسرائيلي» شن غارتين على الجرود السورية المقابلة لبلدتي جنتا ويحفوفا اللبنانيتين.
الى ذلك، نفى رئيس بلدية النبي شيت جعفر الموسوي أن يكون طيران العدو استهدف البلدة أو البلدات المحيطة.​

رأیکم