سوريا :اغتيال أبرز قائد عسكري للمسلحين في الغوطة!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۴۲۲
تأريخ النشر:  ۲۳:۳۴  - الاثنين  ۰۵  ‫مایو‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
تفاقمت خلافات المسلحين في الغوطة الشرقية التي وصلت حد التناحر، وذلك على خلفية الهزيمة التي تعرضت لها في أبرز وأهم معقل لها في المنطقة، بلدة المليحة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء التناحر بين الفرق والجماعات العسكرية التابعة للمعارضة وصل حدّ دموياً في الغوطة الشرقية، حيث تجسّد اليوم بإغتيال أحد أبرز القياديين الميدانيين فيها المدعو "عدنان خبية” مُكنّى بـ "ابي عمار” الذي يعتبر القائد العسكري لـ "جيش الاسلام” أحد أقوى الأذرع العسكرية في المنطقة وقائد «سرية القيادة في لواء شهداء دوما». لُصقت تهمة الاغتيال بفصائل مسلحة موجودة في "دوما” التي باتت على فوهة بركان، تنذر بتناحر الفصائل فيما بينها على وقع خلافات "المليحة”.

يعتبر "عدنان” من أخطر المطلوبين في سورية ويحمل رقم 3 في قائمة مطلوبي "الغوطة”، كما كان قد أقدم على أعدام 36 جندياً من الجيش السوري بعد أن تم أسرهم في عملية اقتحام إحدى القطع العسكرية خلال العام 2012.

أسباب الخلاف هي الاتهامات المتبادلة بالتخلي عن "نصرة” البلدة، وصولاً لتغطية فرار المسلحين. وبحسب المعلومات، فإن فصائل مُحدّدة ساهمت في تحفيز المسلحين على الخروج من البلدة بعد الضغط العسكري الذي شكلته عملية الجيش السوري، فيما رفضت فرق عسكرية أخرى هذا الأمر مطالبة بإستكمال القتال حتى آخر نقطة دم، وفي حال عدم القدرة، التراجع قليلة وخلق جدار حماية على حدود "المليحة” وعدم نقل المعركة إلى "دوما” او المناطق القريبة الاخرى، وفق ما أوردت بعض التنسيقيات.

التنسيقيات جاهرت بـ "رصاص الغدر”، حيث لم تخفِ كيفية إغتيال أبرز قيادييها، موجهة سهام الاتهام نحو طرف لم تحدّده، مسلحاً، ينشط في "دوما”. بحسب معلومات "الحدث نيوز” المستقاة عن مصادر مطلعة، فإن أصابح الاتهام بإغتيال "أبي عمار” موجهة بكل وضوح إلى جبهة النصرة، ذلك مبني على إشارات التنسيقيات نفسها، وعلى عدّة عوامل يملك المصدر بعض تفاصيلها.

ويقول المصدر من حيث تحليله ومتابعته لمجرى سير الأمور، انّ "أبي عمّار” كان من مؤيدي إنسحاب الفصائل المسلحة من المليحة بعد خرقها الاخير عبر ثلاثة جبهات، حيث إعتبر ان لا إمكانية عسكرية في الإستمرار في قتال الجيش وحزب الله داخلها، على الرغم من أنه جاهر أولاً برفضة الانسحاب، لكن الوقائع الميدانية فرضت عليه تغيير مواقفه، معتبراً انّ الاستمرار في القتال بالمليحة هو بمثابة "الانتحار العسكري”،.

ولكي يُخفّف من نسبة الخسائر طلب في إجتماع عقد يوم السبت الماضي للفصائل المسلحة في دوما التي تقود عمليات المليحة مغ غرفة العمليات التي تقودها جبهتي "النصرة” و "الجبهة الاسلامية”، انّ يقوم هؤلاء بتغطية إنسحاب ما تبقى من مسلحين في داخل "المليحة” نحو تخومها من جهة "الشمال” على حدود "كفر بطنا” وخلق هناك جدار ناري يُدعّم عسكرياً إنطلاقاً من القرية الاخيرة التي تُمد عسكرياً من "دوما” ومن ثمّ يُصار إلى تدعيم جبهة المدينة في وجه الجيش، سارداً الوضع الميداني الصعب في المليحة التي باتت بحكم الساقطة عسكرياً.

ويتابع المصدر انّ هذا الطلب رُفض بشكل كامل من جبهة النصرة التي طالبت بإستمرار القتال في داخل البلدة، وإرسال تعزيزات من "دوما” وسائر المناطق الاخرى نحوها، لكنّ "أبي عمّار” كان يُجاهر بالاسباب التي تدفعه لاتخاذ قرار تغطية الإنسحاب على الرغم من رفض النصرة وهو كان يردّد بأنه "لا يريد التفريط بالفصائل في معركة ليست في صالحنا”، حيث تقول المصادر من الداخل انّ "الإجتماع فضّ على خلاف وصل حد الإتهام بالعمالة وتهديد كل من يتجرأ على الإنسحاب من البلدة أو من يدعمهم”.

فجر اليوم الأثنين، علمنا من مصادر ميدانية انّ الجيش سيطر على المليحة بشكل كامل وهو يُلاحق فلول المسلحين فيها، لكن النسبة الأكبر منهم قامت بالانسحاب بعد ظهر الأحد على دفعات، منها من إتجه نحو الجنوب الشرقي "زبدين” متخذاً من المزارع ممراً، ومنها من إتجه نحو "دوما” و "كفر بطنا” عبر الشمال الذي كان آخر بقعة حصينة للمسلحين، بعد ان فرقهم قصف الجيش الذي لاحقهم بالطائرات وأوقع منهم أعداداً في المزارع الشمالية أثناء عملية الفرار.

ويعتقد المصدر انّ "جبهة النصرة” لها مصلحة في إغتيال "أبي عمّار” نتيجة هذا الأمر بعد تهديده بشكل مباشر في إجتماع الفصائل وغرفة العمليات، وربما دخلت مجموعة أخرى على خط الخلاف لتوقع الشقاق بين الطرفين، هنا لا يستبعد المصدر فرضية إختراق الجيش لهذه الفصائل وإستغلال الخلافات بتصفية "ابي عمار” وتسعيرها أكثر.

"عدنان خيبة” إنضم إلى المتمردين التكفيريين بعد دخول الأزمة في العسكرة، حيث عمل يومها مع الجيش الحر، قبل ان ينتقل إلى الجبهة الاسلامية "جيش الاسلام” يوم تشكيله، لكنه بقي على وفاق كامل مع "الحر”، وكان يقود أيضاً «سرية القيادة في لواء شهداء دوما».

رأیکم