لعبة “الإعلام القطري” مع ثورة البحرين: جهل متعمَّد وتمرير رسائل الدوحة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۴۰۸
تأريخ النشر:  ۰۶:۲۳  - الثلاثاء  ۰۷  ‫أکتوبر‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
شنّت صحيفة “العربي الجديد” هجوماً على حزب الله اللبناني على خلفية وقوف الأخير مع شعب البحرين.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء الصحيفة التي تُعبّر عن السياسة القطريّة، ويُديرها مستشار الأمير القطري، تميم، المفكّر الفلسطيني عزمي بشارة؛ فتحت نارها على الحزب من خلال مقال نشره مسؤول صفحة الرأي فيها، الأردني معن البياري، في عدد الصحيفة اليوم الاثنين، ٦ أكتوبر.

ومن المعروف أن الدّوحة تستخدم أدواتها الإعلامية (بما فيها قناة الجزيرة وصحيفة العربي الجديد)بقصد تمرير رسائلها بطريقة غير مباشرة. فما الذي أرادت الدوحة إبلاغه إلى المعنيين من خلال مقال "رأي” تم تصميمه بما يُوافق الرّغبة القطرية؟

بحسب متابعين، فإن الدوحة تريد إعادة الشرعنة للمعارضة السورية المسلحة، في ظل التجاذب مع السعودية، والتي بدأت تُطبّق سياسة جديدة مع المعارضة السورية بالاتفاق مع الأمريكيين، وتقضي السياسة الجديدة بزيادة تقليم أظافر هذه المعارضة، وتضييق احتوائها، وصولاً إلى التخلّص منها. ويتم تطبيق هذه السياسة مع خلال العملية العسكرية التي تستهدف تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهي عمليّة من المرشّح أن تأخذ وتيرة مختلفة من خلال تنوّع الأهداف المرحلية، لتشمل البؤر المسلحة”المعتدلة” التي رعتها دول الخليج، بما فيها قطر والسعودية.

في هذا السياق، كان من الواضح أن الدوحة غير متحمّسة للذهاب بعيداً في تصفية مجموعاتها العسكرية في سوريا، وتجنّبت الدخول في اللعبة العسكرية المفتوحة التي تنخرط فيها الرياض تحت القيادة الأمريكية. في المقابل، فإن الدوحة تصرّ على إكمال "الحرب المجنونة” في سوريا، وهي تفتح”كل حساباتها” لأجل ذلك، رغبةً في تحقيق "الهدف” الأكبر، وهو إسقاط نظام بشار الأسد. ومن غير العسير ربط هذا الإصرار القطري بالموقف التركي الأخير الذي فتح الطريق للدخول العسكري في سوريا، ومن بوابة البرلمان التركي، وليس عبر التحالف الأمريكي ضد داعش، وهي المناورة التي تتقاطع مع الطريقة القطرية في إدارة ثأرها مع بشّار الأسد.

يُفهم من ذلك أنّ الدوحة معنيّة بالاستخفاف مع كلّ ما يصدر عن حزب الله وإيران، سواء فيما يخص الملف السوري أو ملف الثورة البحرانية. وهو استخاف توكله الدوحة للواجهات الإعلامية والصحافية التي تقبل أن "تروّج” لها، مادامت "الحسابات البنكية” على أفضل ما يرام.

جزء من التعمية التي يُمارسها الإعلام القطري - "الجزيرة” العربية، وصحيفة "العربي الجديد” - هو بغرض إخفاء حقيقة ما يجري في البحرين، مقابل إظهار الصّورة غير الكاملة. من ذلك مثلا، ما كتبه البياري في مقاله المشار إليه، حينما ادّعى بأن "جزءاً مما بادرت إليه (السلطة الخليفية) من إجراءات وحلول (…) لو اقتدت به السلطة الحاكمة في دمشق، لساعد كثيرا في إنقاذ سوريا من خرابها الراهن”.

تقول هذه العبارة عدة أمور تضليلية، بحسب ما يقول أحد المعارضين. ومنها أنّ الخليفيين قدّموا فعلاً”مبادرات وإجراءات” يمكن الاستناد عليها في "إنقاذ” البحرين. ووفقاً للمصدر المعارض، فإن هذا القول يتنمّ عن "جهل تام لطبيعة ما يُسمى بالمبادرات”، فضلا عن كونه "يتعارض مع كلّ المواقف الحقوقية الدولية التي أكّدت أن السلطة الخليفية غير جادة في دعواتها للخروج من الأزمة”.

الأمر الآخر، يريد البياري أن يوحي بأن الثورة البحرانية هي السّبب في استمرار "الخراب” الجاري في البلاد، وذلك لكونها لم تأخذ بتلك "المبادرات” التي قدّمها الخليفيون. وهو منطق ضمني يؤكّد على”الجهل المتعمَّد” المشار إليه، والذي يُوسّس عليه الإعلام القطري (غير الرسمي) لعبته في نقل رسائل الدوحة.

المصدر المعارض في تعليقه يؤكد أنّ البياري لم يعر انتباهاً للقوات الأردنيةوالسعودية و”المرتزقة” الذي يُحاربون الثورة في البحرين، و”هو سقوط أخلاقي وسياسي لا يؤهل الإعلام القطري تقديم النصائح لحزب الله وطهران”، بحسب ما يقول المعارض البحراني.

الكلمات الرئيسة
رأیکم