سياسيون: اعتراف "بيريز" بقتل عبد الناصر حرب نفسية ومحاولة لجر مصر إلى مواجهة إعلامية وسياسية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۴۵۹
تأريخ النشر:  ۱۹:۴۸  - السَّبْت  ۱۸  ‫أکتوبر‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
مازال لغز وفاة جمال عبد الناصر، محيرًا حتى الآن، ورغم انتشار الشائعات حول موته المفاجئ، وتعدد التفسيرات، يوجد الآن اعتراف رسمي بتنفيذ إسرائيل عملية اغتيال عبد الناصر.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء في مقال نشر في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية للرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز،عرضه الإعلامي أحمد موسى، أكد خلاله اعتراف إسرائيل باغتيال الزعيم الراحل.

وقال بيريز في خطابه، "بعد خطاب جمال عبد الناصر في 23 يوليو 1970 علمنا أن هناك شيء يدبر وأن عبد الناصر لم يتراجع عن أفكاره، واجتمع المجلس القومي الصهيوني، لمدة ثلاثة أيام لمواجهة الرد على تهديدات عبد الناصر التي كانت واضحة في خطابه وقرر حينها تجديد الدعوة للقاء عبد الناصر والمفاوضات على انسحاب كامل من سيناء والضفة الشرقية من قناة السويس.

وأضاف بيريز قائلا "اجتمعت بالملك حسين في فندق الملك داوود على البحر الميت، وحضرت اللقاء جولدمائير، وفايسمين، وطلبنا من الملك حسين توجيه دعوة لعبد الناصر للقاء والموافقة على الانسحاب مقابل حفظ دول الجوار، وعاد الملك حسين بعد يومين وقال إن عبد الناصر لم يتجاوب مع العرض ورفض أي انسحاب جزئي من الأراضي العربية".

وتابع قائلًا، "تأكدنا أن عبد الناصر لن يرضى عن أي عرض نقدمه لانه فكره هو إبادة وجود اسرائيل، وكان علينا التخلص من عبد الناصر قبل نهاية عام 1970 وتحدثنا مع الأمريكيين عن كيفية التخلص من عبد الناصر والتهديد الذي توصلنا إليه من استخباراتنا وكان هناك خطة للتخلص من عبد الناصر من الداخل وليس في حرب وخوفاً من التدخل الروسي، وعلى الفور اتصلنا بالملك حسين وعرضنا عليه مطالبنا لكنه عارض الفكرة تماماً، وهنا بدأ الصراع الفلسطيني الأردني، واضطر عبد الناصر لطلب اجتماع قمة عربية عاجلة".

وأستطرد قائلا، استطعنا الوصول إلى عبد الناصر في اجتماع القمة العربية وبعد المؤتمر بيوم واحد مات عبد الناصر دون حرب، وبعد وفاته كان القرار بدء صفحة جديدة مع العرب من أجل السلام، وتخلصنا من عبد الناصر يعد أكبر من هزيمتنا في 73".

من جانبه، قال توحيد البنهاوى، امين عام الحزب الناصرى، ان مسالة اغتيال الزعيم عبد الناصر اثيرت اكثر من مرة، وكان اخرها ما صرح به الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، وان عبد الناصر تم اغتياله فى فندق هيلتون اثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، مشيرا الى ان اسرة عبد الناصر ترفض بشدة مسالة تشريح الجثة.

وذكر ان هذه المسألة تم اثارتها فى ذكرى وفاة عبد الناصر، وقال عبد الحكيم عبد الناصر نجل الراحل ان التاريخ سيكشف حقيقة الأمور، فنابليون تم كشف حقيقية موته بعد 150 عامًا.

وأضاف أن عبد الناصر تعرض لأكثر من مؤامرة لاغتياله، واعتراف بيريز يدفع الى تحريك دعوى أمام محكمة الجنايات الدولة ضد القيادة الاسرائيلية واتهامها بقتل عبد الناصر، وعلى المخابرات المصرية ان تحقق فى الموضوع وتظهر ما لديها من مستندات، لافتًا إلى أن إسرائيل اغتالت الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات لكنها لم تصرح بذلك رغم جميع المؤشرات، وكون اعتراف بيريز بقتل عبد الناصر، لابد الا يمر بسهولة ومرور الكرام.

وصرح انه فى الاجتماع الاول للحزب الناصرى سيناقش الامر وسيتم تكليف الدكتور سامح عاشور نقيب المحامين باتخاذ الاجراءات القانونية وتحريك دعوى ضد الصهاينة بتهمة اغتيال عبد الناصر.

واكد مختار غباشى، رئيس المركز العربي لدراسات السياسية والاستراتيجية، ان اسرائيل مدانة على طول الخط، فهى متهمة باغتيال ياسر عرفات، فضلا عن كثير من عمليات اغتيال للكوادرالفلسطينية، متسائلا" هل يرقى هذا الاعتراف إلى أجراء تحقيق دولي أو لا".

وأوضح أن المسألة لا تقتصر على الاعتراف الاسرائيلي، ولكن تكمن في رد الفعل المصري والعربي، فبعيدًا عن تشريح الجثة، فالقضية أن هناك اعتراف من شخصية مسئولة داخل الكيان الإسرائيلي.

وتابع أن المفترض ان يكون رد الفعل يرقى لمستوى الجرم بمعنى انه على اسرائيل ان تدرك انها ليس فوق الحساب ومن الأهمية ان تعاقب دوليا على اى انتهاكات وحوادث لشخصيات عربية وفلسطينية، مضيفا "اتصور ان هناك شواهد تؤكد أن اسرائيل وراء مقتل عبد الناصر، لكن من الناحية السياسية كانت هناك ابعاد اخرى ادت الى عدم اثارة الموضوع، ولكن الكرة الان فى الملعب المصرى والعربى وليس في الملعب الاسرائيلى".

وقال يسرى العزباوى، الباحث السياسى، ان اعتراف بيريز فى غاية الخطورة، والرد الوحيد عليه بتحريك دعوة جنائية ومقاضاة اسرائيل قضائيا، فهناك شبهات كثيرة حول اغتيال عبد الناصر، مما يدخل اسرائيل فى دائرة الاشتباه.

واضاف هناك دوافع كثيرة لرغبة اسرائيل فى اغتيال عبد الناصر هى حالة العداء الكبيرة معه والرد على هزيمتها الساحقة فى اكتوبر.

واختلف معهم فى الرأى، اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز المخابرات الاسبق، حيث علق قائلا" لا يمكن ان يخرج تصريح من مسئول على هذا النمط، لذا التصريح غير موثوق به وكاذب بنسبة 90%، فلا يوجد رئيس دولة يصرح بذلك. وقال ان عبد الناصر لم يتم اغتياله بل توفى بشكل طبيعى نتيجة ازمة قلبية.

واوضح طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية، ان اعتراف شيمون بيريز باغتيال عبد الناصر فى هذا التوقيت، محاولة لتحقيق شو اعلامى لابراز قدرة اسرائيل على ملاحقة الزعماء العرب، وجر مصر الى مواجهات اعلامية وسياسية.

واشار الى ان تصريحه له دلالة، خاصة ان بيريز ليس شخص عادي فى القيادة الاسرائيلية فهو مهندس القنبلة النووية واخر ما بقى من جيل مؤسسى الدولة العبرية، وكان مكلف فى الخمسينات بمهام عسكرية واستراتيجية، بالتالى تاتى اهمية ما يقوله من المواقع التى شغلها.

ولفت الى ان مصر ربما لا ترد على ذلك، فليست فى حاجة للدخول الى مواجهة اعلامية وسياسية لكن ربما تستعلم عن حقيقة التصريح، وفى حال مخاطبة الجانب الاسرائيلى سيكون الرد سلبى ومفاده ان بيريز خارج السلطة الان ولا يحتل أي موقع ولا يمثل سوى نفسه.

واستبعد أن تقوم الدولة المصرية بتحريك دعوى ضد إسرائيل، ولكن من يقوم بها بعض الجهات الوطنية والسياسية حتى لو كان فيها شو إعلامي أو مزايدة، خاصة أن بيريز جاء اسمه في قضايا متعلقة بقتل وتعذيب الأسرى المصريين، وقال لا نجزم بأن إسرائيل قتلت عبد الناصر، لكننا نعترف أنها كانت لها مصالح عسكرية تدفعها إلى فعل أي شيء آنذاك.

رأیکم