العراق : التابوتُ الّذيْ أرعبَ صانعَهُ... ليلةَ زفافِ آخرِ شهيدٍ للإعلامِ لسنة 2014م

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۹۶۹
تأريخ النشر:  ۱۷:۴۵  - الجُمُعَة  ۰۹  ینایر‬  ۲۰۱۵ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
كانت للزيارة المليونية في مدينة العسكريين المقدسة استنهاض للغيرة والشرف والحفاظ على المذهب والعقيدة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء استنفر الجيش العراقي والحشد الشعبي وأبناء العشائر والوطنيين والعاشقين لأرض العراق والمقدسات  ، هبوا جميعاً  بصوت واحد وقوة مشتركة ضد كيان الكفر والإلحاد  إرهابيي (داعش) والزمر الحاقدة التي تحتضن هذه القاذورات في بيوتها...

كان الإعلامي(عدي راضي خليفة الربيعي) أحد الجنود المرابطين بكاميرته التي توثق كل مشاهد الحياة في مدينة العسكريين المقدسة (سامراء) وهي تستقبل الحشود المليونية على طول الطريق النافذ من بغداد إليها وبالعكس ،  ففي كردستان الحبيبة موالون تحشدوا على القدوم لتعزية صاحب العصر والزمان  بأبيه الإمام الشهيد في مكان غيبته.

كان (عدي) يسجل ويصور ويرسل كل موقف بدقة متناهية وحرص شديد إلى وكالات الأنباء العراقية والأجنبية  عن المسير المليوني، ويقف عند كل شخص من خدمة الزائرين الذين تركوا بيوتهم وعوائلهم وفلذات أكبادهم ناذرين أنفسهم للعقيدة والمذهب وهم يرسمون خدمتهم نوراً على نور ويقدمونها على طبق الولاء إلى القادمين لتعزية الإمام الغائب في استشهاد الإمام الحسن العسكري في أصعب الظروف التي تواجه العراق خاصة في تلك الجهة التي يتناسل بها التكفيريون بشكل غريب وملفت للنظر تحت إعلام دولي وحصانة شبه دولية مستترة بغطاء يقلق جميع المسلمين في كل أصقاع العالم ... لكن العراقيين وولائهم لأئمة أهل البيت وحفاظاً على الفكر والعقيدة التي رسمها الحسين الشهيد بدمه الطاهر في كربلاء  ، النازف على يد أجداد هؤلاء الشراذم الحاقدين على سيرة أهل البيت بكره لا يتصوره بشر ولا تستطيع أن تفككه رؤى عمالقة الباحثين في بطون الكتب رغم الحقائق والأدلة الواضحة والبينة...

وهو ينقل الحدث بما هو وعلى طبيعته وكرر الشهادة بينه وبين نفسه حين ألقى عليه صديقه النجار سلاماً حاراً يختلف عن التحايا التي  عليها يومياً في الصباح والمساء ...ليطلب من عدي أن يلتقط له صورة يظهر من خلالها الضريح الشريف للأماميين العسكريين ليجعلها ذكرى في بيته في هذه السنة التي لم تشهدها سامراء سابقاً وبهذه الكثافة من الزائرين المعزين المتحدين لكل تهديدات الإرهاب الأسود... ابتسم الإعلامي عدي مرحّباً بالفكرة ولكنه بذات الوقت طلب من النجار مكافئة على الصورة... استغرب النجار من طلبه ولكنه كان من المعجبين جداً بصور عدي ولقطاته الثمينة التي تنقلها كل المواقع الإلكترونية للعتبات المقدسة في العراق وتنشرها كل الصحف والمجلات والفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام التي تتربص الحدث في زيارة الإمام.

فقال النجار : ماذا تريد يا أستاذ عدي؟... ابتسم عدي ليقول  : أيها الفنان في صناعة الأخشاب الصامتة ومحولها إلى تحف ناطقة أريد أن تصنع لي تابوتاً على مقاسي...استغرب النجار من طلبه وأخذته العبرة لأن يبكي  وبصوت أجش وقال :

- فاجأتني أيها الإعلامي الجميل ...أظنك تمزح أو لا تعي ماذا تقول

-أيها النجار النبيل هذا شرطي الوحيد كي آخذ لك لقطة تتعجب لها بصائر كل من يشاهدها وستتذكرني دائماً.

-إذن أنت مصر على صناعة التابوت.

-نعم ...

وأخذ النجار يمازحه ويدعو له بطول العمر وهو يأخذ مقاس طول عدي ومن ثم تركه عدي مبتسماً وهو يسير ويؤكد عليه صناعة التابوت على مقاسه وحسب حجمه وطوله وإلا لن يرى صورته بجانب ضريح الإمامين.

وفعلاً  بدأت بصناعة التابوت على سبيل الوفاء بالكلمة لصديقي لكي أنال صورتي التي أحلم بها...

لكن الفاجعة أن صديقي المصور لم يمر عليَّ في مسائه وانقبض قلبي عليه، وأدركت أن الإنسان المؤمن الذي ينذر نفسه لخدمة الإمام قد أيقن   طريق الشهادة التي يحلم بها كل مؤمن، وبقيت أنتظر حتى جاء خبر سقوط قذيفة على موقع إعلام العتبة العسكرية أسفر عن استشهاد إعلامي وجرح كوكبة من الإعلاميين والزائرين.

لم أبارح محلّي حتى يأتي صديقي ... لكنه لم يأتِ وجاء ذووه على التابوت الذي طلب صناعته فزف شهيداً إلى جنات الخلد بالتابوت الذي قمت بصناعته وكأن للموت علامات يتبع بعضها بعضاً وكأنه يعلم.
الكلمات الرئيسة
رأیکم