لماذا هذا التلاعب بمصیر صیدا وهویتها وثقافتها؟!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۶۷
تأريخ النشر:  ۲۰:۳۹  - الجُمُعَة  ۰۱  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
آیة الله النابلسی:
أشار العلامة الشیخ عفیف النابلسی إلى أن "الأیام الماضیة شهدت أحداثاً مؤسفة وغریبة عن مدینة صیدا التی لا نعرفها اجتماعاً إلا فی انفتاحها وتعایش أبنائها الجمیل مسلمین ومسیحیین، ولا نعرفها نضالیاً إلا أنها مدینة المقاومة وبوابة الجنوب إلى فلسطین والأمة". فی خطبة صلاة الجمعة اعتبر العلامة عفیف النابلسی مدینة صیدا أنها کانت ساحة فریدة فی التقارب السنی - الشیعی، ومثالاً یُحتذى به على مستوى العلاقات الاجتماعیة والدینیة بین المسلمین. وکانت صرحاً من صروح الوحدة الوطنیة فی وجه مشاریع التقسیم والحرب الأهلیة. وکانت صیدا منطلقاً وموئلاً للمقاومتین الوطنیة والإسلامیة التی کان لهما فیها بطولات وتضحیات عظیمة. وأضاف: ونحن لا نزال نذکر بخیر رجالاتها الکبار کمعروف سعد ونزیه البزری ومصطفى سعد والشیخ سلیم جلال الدین، وشهدائها الأبرار کنزیه القبرصلی وجمال الحبال وغیرهم الکثیر الذین أعطوا لصیدا هویتها الاسلامیة والوطنیة. وأکد النابلسی " لم نکن کمسلمین شیعة إلا جزءًا من روح هذه المدینة وحیویتها الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة، ولم نکن إلا مساهمین فی تقدمها وازدهارها وسلمها واستقرارها. کنا مع جمیع الصیداویین من مختلف المذاهب والطوائف نعیش معاً الآلام والآمال واثقین من لُحمتنا ووحدتنا وأخوتنا التی کانت مثالاً رائعاً على حقیقة الإیمان بالأخوة والأرض والوطن، حتى خرج العدو الإسرائیلی من هذه المدینة فانتصرت إرادة المقاومة على إرادة الاحتلال، وإرادة الوحدة على إرادة التقسیم". وتابع: "إنّ هذه المدینة لم تعرف یوماً التحریض والفتنة، فلماذا یُراد لها الیوم أن تعیش هذا الفصل الأسود من فتنة تعم المنطقة؟ لماذا یُراد لها أن تعیش الاستقطاب المذهبی وهی لم تعرف یوماً إلا إسلاماً واحداً وأخوة إسلامیة واحدة". وشدد على أن هذه المدینة اختلط الدم السنی والشیعی معاً لیکون هذا الوطن عزیزاً کریماً. وفی هذه المدینة اختلط الدم اللبنانی مع الدم الفلسطینی للدفاع عن مظلومیة الفلسطینیین وقضیتهم. وفی هذه المدینة کانت الاعتصامات والمظاهرات من أجل السلام والوحدة والاستقرار. فلماذا یُراد أخذها إلى التطرف والعصبیات والغرائز؟! لماذا هذا التلاعب بمصیر صیدا وهویتها وثقافتها؟ ولماذا هذا التحمّس المقیت للتوتیر والتفجیر وقطع الطرق! لماذا هذه الحملة المذهبیة لتحریر شقق ومجمعات وکأنها حملة لتحریر الأراضی المقدسة فی فلسطین، ألیس من المعیب أن یصدر کل ذلک من هنا، من صیدا؛ صیدا الجمیلة بتنوعها وانفتاحها؟! إلى أین یرید أن یصل البعض، وما هذه الفتنة التی تتسرب إلى هذه المدینة التی تُستغل من أعداء لبنان لتدمیر الحیاة والمحبة والعیش المشترک بین اللبنانیین وللقضاء على المقاومة. وأضاف: لکن لیعلم الأعداء أن أهل صیدا الأوفیاء سیحافظون على هویة هذه المدینة وعلى أصالتها. لن یتفرق السنی عن الشیعی ولن یبتعد المسلم عن المسیحی ولن یتخلی اللبنانی عن حمایته للفلسطینی. وسیبقى الجمیع أهلاً وأخوة وعائلة واحدة. أما نحن، فلن نذهب، سنبقى. سنبقى فی هذه الأرض الطیبة إلى جانب أخوتنا نردع الفتنة ونقاتل العدو الإسرائیلی وندعو إلى الخیر والمحبة والألفة ونحوّل کل جهودنا وطاقاتنا لخدمة هذه المدینة. إنّی أدعو أهل صیدا للتنبّه من الأخطار الموجودة والداهمة. أدعوهم إلى وقفة حقیقیة مع ضمائرهم وإیمانهم لردع هذا الشر وأن لا تکون صیدا مجدداً طریقاً إلى حرب أهلیة جدیدة. ونحن على مشارف ذکرى معروف سعد، على أهلنا فی صیدا أن یتذکروا هذا الرمز الوحدوی المقاوم حتى لا تضیع البوصلة ولا تضیع المدینة فی أسر الفتنة! وختم النابلسی: أیها الصیداویون تنبهوا من أن یجعل البعض مدینتکم مدینة للفوضى والفتنة بعد أن کانت مدینة للتنوع والتعایش. تنبهوا ممن یرید أن یجرّ الجمیع والبلد إلى حرب أهلیة. احذروا أن لا یخرج من صیدا إلا الخیر وإلا ما یعزز وحدة اهلها ووحدة اللبنانیین جمیعاً.

رأیکم