انتخابات رئاسية ونيابية في كينيا تستهل بـ 17 قتيلاً

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۷۷۰
تأريخ النشر:  ۲۱:۴۰  - الاثنين  ۰۴  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
بدأَ الناخبون في كينيا الادلاءَ باصواتهم في انتخاباتٍ عامة تخيم عليها مخاوف من اندلاع اَعمال عنف شبيهة بالتي وقعت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وقبيل بدءِ التصويت قتل 17 شخصاً بينهم عدد من رجال الشرطة المكلفين بالحفاظِ على السلام في الانتخابات على يد مجموعة مسلحة.

وسيختار الكينيون في هذه الانتخابات رئيسا جديدا للبلاد علاوة على مجلسي نواب وشيوخ وحكام للولايات واعضاء مجالس محلية جديدة.

ويتنافس على الرئاسة في هذه الانتخابات ثمانية مرشحين، ولكن السباق الحقيقي هو بين رئيس الوزراء رايلا أودينغا ونائبه أوهورو كينياتا، حسب ما أفاد به مراسلنا.

وسيمثل كينياتا، وهو نجل زعيم استقلال كينيا جومو كينياتا، قريبا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بتهمة الضلوع في التخطيط لأعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الاخيرة.

ويواجه وليام روتو، المرشح لمنصب نائب الرئيس في قائمة كينياتا، تهما مشابهة. وينفي الرجلان التهم الموجهة لهما.

وكان الرئيس مواي كيباكي، الذي لم يترشح في الانتخابات، قد حث الكينيين على الادلاء بأصواتهم بهدوء كما حث المرشحين الخاسرين على تقبل الخسارة برحابة صدر.

فتحت مراكز الاقتراع في كينيا ابوابها صباح الاثنين بعد ليلة شهدت مقتل عدد من الشرطيين بالرصاص في مومباسا (شرق)، لاجراء انتخابات عامة يخيم عليها شبح اعمال العنف الدامية التي فجرتها الانتخابات الرئاسية الاخيرة في نهاية 2007.

وبالرغم من التاخر في بعض المراكز، فتحت مكاتب التصويت بصورة عامة في الموعد المقرر في الساعة 6,00 (3,00 تغ) في جميع انحاء كينيا لاستقبال الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة ولم يذكر وقوع اي حوادث قبل الظهر.

وخلال الليل قتل عدد من الشرطيين بالرصاص في مومباسا، ثاني كبرى مدن البلاد الواقعة على سواحل المحيط الهندي.

واكد قائد الشرطة الكينية دافيد كيمايو ان "هناك خسائر في الارواح لدى الطرفين" بعد "مواجهة مع اشخاص يشتبه في انهم ينتمون الى المجلس الجمهوري لمومباسا" وهو مجموعة محلية انفصالية دعت الى مقاطعة الانتخابات.

وبالرغم من ابطال القضاء العام الماضي الحظر المفروض على المجلس الجمهوري لمومباسا منذ 2010، الا ان السلطات لا تزال تعتبر المجموعة اجرامية واعتقلت معظم مسؤوليها في تشرين الاول/اكتوبر.

وقال شارل اوينو انه "باستثناء الاحداث في مومباسا، الوضع هادئ" ونشرت الشرطة 99 الف عنصر على كامل الاراضي لضمان الامن خلال الانتخابات.

ويصوت حوالى 14,3 مليون ناخب كيني ست مرات الاثنين: فهم سيختارون رئيسا جديدا وسيجددون للجمعية الوطنية التي تضم عددا من النساء، وسينتخبون للمرة الاولى مجلسا للشيوخ و47 حاكما يتمتعون بسلطات واسعة واعضاء المجالس المحلية.

ومن المقرر اغلاق مراكز التصويت في الساعة 17,00 (14,00 تغ).

وبدأت عمليات التصويت في المدرسة الابتدائية في كيبيرا الحي الفقير الشاسع في نيروبي، بتأخير يقارب الساعة وابدى الناخبون الذين وصلوا في وقت مبكر ووقفوا في صف انتظار طويل نفاد صبرهم بالصراخ والطرق على الابواب قبل ان يتم فتح المركز.

وقال دوني كاين العاطل عن العمر من كيبيرا البالغ من العمر 34 عاما "وصلت في الساعة 3,45 (1,45 تغ). جئت في وقت مبكر جدا لتجنب صفوف الانتظار الطويلة" متمنيا ان تجري "انتخابات سلمية".

وكان حي كيبيرا الواقع في دائرة رئيس الوزراء رايلا اودينغا، احد المرشحين الاوفر حظا، من البؤر الرئيسية لاعمال العنف التي اندلعت اثر الانتخابات السابقة في نهاية 2007.

وكان اعلان هزيمة اودينغا امام الرئيس المنتهية ولايته مواي كيباكي (81 عاما) غير المرشح لولاية جديدة اثار حركة احتجاجات عنيفة تحولت الى مواجهة سياسية واتنية غير مسبوقة، ما ادى الى سقوط اكثر من الف قتيل ونزوح اكثر من 600 الف شخص.

واوهورو كينياتا خصم اودينغا الرئيسي، متهم من القضاء الدولي بارتكاب جرائم ضد الانسانية لدوره المفترض في المجازر التي تلت الانتخابات السابقة ويتخوف كينيون من تكرارها.

وفي مومباسا تشكلت صفوف طويلة قبل الفجر وتوجه الناخبون باعداد كبيرة الى مكاتب التصويت بدون ان يكون العديد منهم على ما يبدو على علم بالاحداث التي جرت خلال الليل.
وقال دانيال مبوغا "اردت ان اكون الاول لكن الصف لا يتقدم" وهو وصل منذ الساعة 3,00 لكنه لا يزال ينتظر مع مئة ناخب اخر.
وفي العديد من الدوائر في منطقة دلتا نهر تانا التي شهدت عام 2012 مواجهات اتنية اوقعت مئة قتيل ويشتبه بانها كانت مدبرة تمهيدا للانتخابات المحلية، لم يتمكن العديد من الناخبين من الادلاء باصواتهم لعدم ادراجهم على القوائم الانتخابية.

وفي كيسومو احد معاقل اودينغا ادى انقطاع الكهرباء الى تاخير بدء الاقتراع نصف ساعة في احد المراكز الرئيسية في وسط المدينة.

وقالت سوزان موريل (30 عاما) المؤيدة لرايلا اودينغا "نمنا هنا الليلة الماضية لاننا نريد ان يحصل تغيير" مضيفة "نريد التغيير لكننا نريد السلام وسنقبل بالنتيجة لاننا واثقون من اننا سنفوز".
رأیکم