قرار أممي يهزّ بيت العنكبوت

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۸۱۴۹
تأريخ النشر:  ۱۵:۰۹  - الاثنين  ۲۶  ‫دیسمبر‬  ۲۰۱۶ 
رغم ان القرار الذي صدر عن مجلس الامن الدولي يوم الجمعة الماضية، والذي طالب “اسرائيل” بوقف البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا يتضمن اي عقوبات، الا ان ردود الفعل التي اثارها داخل الكيان الصهيوني، والمواقف المتشنجة لرئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين في هذا الكيان، كشفت عن ان شيئا جللا قد اصاب “اسرائيل”.
طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-يبدو ان زعماء الكيان الصهيوني، لم يتوقعوا ان يوجه اليهم مجلس الامن الدولي صفعة بهذه القوة، لاسيما في هذه الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية خاصة، والشرق الاوسط بشكل عام، وهم الذين اعتادوا على شرعنة جرائمهم بقوة الفيتو الامريكي والغربي، منذ عقود.

يعتبر القرار الذي تبناه 14 من اعضاء مجلس الامن الدولي، بينهم اربع دول دائمة العضوية وهي فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، هو اول قرار منذ 1979 لادانة "اسرائيل” على سياستها الاستيطانية، وطالبها بالوقف الفوري والكامل لانشطتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية.

زعماء الكيان الصهيوني كانوا يعتقدون ان المرحلة الراهنة التي تعصف فيها الفتن والفوضى والحروب بالمنطقة، هي مرحلة ذهبية بالنسبة لهم، فالعالم منشغل عنهم وعن بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية والقدس، بـ”داعش” والجماعات التكفيرية، الا ان المصادقة على القرار، خيب امال الصهاينة، واكد ان العالم لم ولن يغفل عن جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، وفي مقدمتها جرائم بناء المستوطنات.

يوم الاحد 25 كانون الاول / ديسمبر، استدعى رئيس الوزراء "الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، السفير الأمريكي في تل أبيب دان شابيروا، على خلفية امتناع امريكا  عن استخدام حق النقض "الفيتو” ضد القرار، كما استدعت وزارة الخارجية "الإسرائيلية” في نفس اليوم، جميع سفراء الدول ال 14 التي صوتت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي، كما اوقفت سلطات الاحتلال الصهيوني، التنسيق المدني مع الفلسطينيين ردا على تمرير القرار.

مصادر "اسرائيلية” اكدت ايضا، إن نتنياهو أمر وزراء حكومته بالامتناع عن السفر إلى البلدان التي صوتت لصالح القرار أو مقابلة مسؤولين منها على مدى الأسابيع الثلاثة القادمة لحين تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة.

وفي ذات السياق أمر وزير الحرب "الاسرائيلي” افيغدور ليبرمان اجهزة الامن "الاسرائيلية”، بوقف جميع اشكال التنسيق مع الفلسطينيين في الشؤون المدنية مع الابقاء على التنسيق الامني. اما وزير الامن العام جلعاد اردان فقد دعا الى الضم الكامل للمستوطنات "الاسرائيلية”، ردا على القرار. من جهته قال وزير التعليم نفتالي بينيت ان حزبه سيقترح قريبا مشروع قرار لضم مستوطنة معالي ادوميم الواقعة شرق مدينة القدس المحتلة.

بعض المراقبين يعتقدون ان سبب ردة الفعل الخارجة عن كل ما هو مألوف للمسؤولين الصهاينة ازاء القرار الاممي، تعود لخشيتهم من ان يزيد من احتمال مقاضاة "اسرائيل” في المحكمة الجنائية الدولية، كما يخشون من ان يشجع القرار بعض الدول على فرض عقوبات ضد المستوطنين "الاسرائيليين” والسلع التي تنتجها المستوطنات.

رغم ان الاعتقاد السابق يستبطن جانبا من الحقيقة الا انه ليس كل الحقيقة، فردة فعل الصهاينة ازاء القرار، تعود في جانب كبير منها الى الشخصية الصهيونية المرعوبة والخائفة على الدوام، من اي تحرك يستهدفها حتى لو كان استعراضيا، فالرعب والخوف يستوطنان هذه الشخصية، ولم تفلح كل الامكانيات العسكرية في الغرب وامريكا، من تحريرها من الرعب الذي تعيشه، فهي ورغم امتلاكها السلاح النووي، ورغم ان ابواب ترسانات الاسلحة في الغرب مفتوحة على مصراعيها امامها، الا انها مازالت تطلب المزيد، وتشعر ان التهديد يحيط بها، وقد يداهمها في اي لحظة.

اساس هذا الخوف لدى الشخصية الصهيونية، يعود الى انها غريبة على ارض فلسطين، وهذا الخوف يكشف عن كذب مزاعمها بارض فلسطين، فأصحاب الارض الحقيقيين لا يمكن ان يكونوا بهذا الجبن المخزي وهم على ارضهم ومدعومون من العالم الغربي وعلى راسه امريكا، فهم ترتعد فرائصهم ويجهشون بالبكاء، في اي منازلة من المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وحتى امام سكاكين المطابخ التي يحملها الشباب الفلسطيني، فرعب نتنياهو وكبار المسؤولين في كيانه من القرار الاممي  ، كشف عن ان "اسرائيل” اوهن من بيت العنكبوت.

(شفقنا)
رأیکم