ونش القصر الجمهورى... بقلم أحمد منصور

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۰۷
تأريخ النشر:  ۱۴:۵۳  - الأربعاء  ۰۶  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل يوم السبت الماضى، وكنت أستعد للنوم، حينما دق جرس هاتفى، فوجدت أحد أصدقائى المقربين، وفور جوابى عليه قال: «هل سمعتَ عن المصيبة التى وقعت؟»، قلت: «أى مصيبة؟» .
  قال: «لقد حاول المتظاهرون حول قصر الاتحادية قبل قليل أن ينتزعوا أحد أبواب القصر الرئيسية بعدما أحضروا ونشاً وربطوه فى الباب»، وظل صاحبى يواصل الحديث ويروى القصة، بينما أنا صامت لا أعرف ماذا أقول، حينما أنهى صاحبى كلامه قال: «أحمد.. هل تسمعنى؟ هل أنت معى؟»، بعد قليل قلتُ له: «نعم أنا معك أنا أسمعك لكننى فى حالة من الصدمة والذهول لا أعرف ماذا أقول؟»، هل بلغت الجرأة والاستهانة بالحرس الجمهورى والأمن والرئاسة من قبل هؤلاء إلى هذا الحد؟ صحيح أن الشرطة قبضت على الفاعلين وتحفظت على الونش كما جاء فى الأخبار بعد ذلك، لكن السؤال هنا له شقان؛ الأول كيف بلغت الجرأة بهؤلاء أن يفعلوا ذلك؟ وماذا سوف يفعلون حينما ينتزعون بوابة القصر إن أفلحوا فى ذلك؟ والشق الثانى المهم أين الحرس الجمهورى الذى كان الناس يرتعبون من اسمه خلال عهود الرؤساء السابقين؟ أليس هو المسئول عن حماية القصر؟ وهل هذا القصر الذى سبق أن قلتُ، وسأظل أقول، إنه قصر الشعب وليس قصر «مرسى» أو أى حاكم يقيم فيه، لم يعد هناك أحد يحميه إلى درجة أن يأتى هؤلاء بالونش ويقومون بربط الباب به ويحاولون نزعه؟
لقد تابعنا كلنا بألم خلال اليومين السابقين ما حدث حول القصر الجمهورى من محاولات لاختراقات البوابات وحرق القصر، وبالفعل احترقت غرفة الحرس وبعض الأشجار داخل القصر، لكن الإعلام والسياسيين اختزلوا المشهد كله فى تعرية وسحل المواطن حمادة صابر، وكأن كل ما حدث لا يمثل أى جريمة لدى هؤلاء، وقد تعجبت حينها لتصريحات قائد الحرس الجمهورى الذى ناشد المتظاهرين الالتزام بالتظاهر السلمى وضبط النفس دون أن نرى مدرعة واحدة من مدرعات الحرس الجمهورى تقف أمام القصر لكى تبث الرهبة والخوف فى نفوس هؤلاء البلطجية والمجرمين، ولا ندرى لو قام هؤلاء بالهجوم على بيت أى من ضباط الحرس الجمهورى أو بيت السيد قائد الحرس هل كان سيلتزم ضبط النفس ويتركهم ينتزعون باب بيته أو يحرقونه دون أن يمارس حقه فى الدفاع عن بيته، أم إن قصر الشعب ليس له أحد يحميه؟ ولماذا تُترك الشرطة وحدها تواجه هذا الموقف وتتحمل عواقبه دون أى ظهور لضباط وجنود الحرس الجمهورى لحماية قصر الشعب، وهل سوف نفاجأ فى المرة القادمة بأن البلطجية قد نجحوا فى دخول القصر ونهب محتوياته كما فعلوا فى بعض مبانى مديريات الأمن والمحافظات خلال الأيام الماضية، ضمن مسلسل بث الفوضى القائم فى مصر، وهنا لا نطالب الحرس الجمهورى بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، أو بمفهوم أدق المخربين، الذين يخربون مصر واستقرارها، ولكن مجرد وقوف مدرعات الحرس الجمهورى أمام القصر وبواباته كفيل ببث الخوف فى نفوس المتظاهرين وإبعادهم عنه وتجنب الكوارث اليومية التى تحدث، لأن الجيش له مهابته ومكانته فى نفوس المصريين فى ظل العداء القديم مع الشرطة، الذى ما زال قائماً، ومن ثم فإن دفع الشرطة لتكون وقوداً دائماً لمواجهة البلطجية ومثيرى الشغب والعنف ثم توجيه الاتهامات إليها كلما حدثت تجاوزات من قِبلها واستخدام هذه الأخطاء فى تشويه المشهد الحقيقى للجرائم التى تجرى بحق الوطن بأجمعه، كما أن كل الناس يعلمون أن مهمة حماية المنشآت الرئاسية تقع على الحرس الجمهورى وليس على جنود الأمن المركزى الذين يظهرون متهالكين من التعب والإرهاق أمام بوابات القصر، إن قصر الحكم الذى هو قصر الشعب هو معيار المهابة للدولة وللناس، وسقوط هذه الهيبة بهذه الطريقة المهينة أمر يجب ألا يقبله الشعب، أما العبارات القذرة والشتائم القبيحة التى تملأ أسوار الجمهورى فهى جريمة أخرى لا يعاقب عليها الذين كتبوها ولكن يعاقب عليها الذين تركوهم يكتبونها.
رأیکم