الكويت تستضيف ندوة ' تلاقي اللغتين العربية والفارسية'

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۲۰۱۷
تأريخ النشر:  ۰۹:۱۱  - الأربعاء  ۲۴  ‫مایو‬  ۲۰۱۷ 
في احتفالية تحت عنوان ' تلاقي اللغتين العربية والفارسية و اثره علي الحضارة الاسلامية ' اقامت رابطة الصداقة الكويتية – الايرانية اليوم اولي فعاليتها في رحاب صالة الجمعية الثقافية الاجتماعية و بحضور نخبة من الادباء و المثقفين و السفير الايراني في دولة الكويت.
الكويت تستضيف ندوة ' تلاقي اللغتين العربية والفارسية'
 طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وافاد مراسل ارنا ان الندوة ركزت علي الدور البارز الذي لعبته الثقافات العربية و الفارسية في سمو الحضارة الاسلامية و ازدهارها علي مر العصور مؤكدين علي ضرورة ايجاد وسائل و آليات لتعزيز المشتركات الادبية و الفنية و الثقافية بين البلدين و استثمار تجارب و خبرات الحضارتين في سبيل النهوض برفعة الامة الاسلامية .

د. يعقوب الشراح كان اول المتحدثين حيث تناول آفاق التواصل الثقافي العربي الفارسي مشيرا' الي المحطات التاريخية المتنوعة التي تبين مدي عمق هذا التداخل و ضرورة تسليط الضوء عليه .

الشيخ الدكتوراحمد حسين الباحث الاسلامي و عضو مجلس التقريب بين المذاهب الاسلامية اشار الي ان تلاقي اللغتين العربية والفارسية لم يكن تلاقيا' لغويا' فحسب بل كان عبر الفعل التواصلي الذي يخلق حوارا' و مساحة انسانية ذات صفة و مزايا فريدة.

سمير ارشدي استاذ اللغة الفارسية بجامعات الكويت قدم بحثه تحت عنوان (العربية والفارسية ثقافة واحدة بلغتين) قال فيه:لا شك في ان الشعوب الاسلامية جميعها كان لها سهم و دور في بناء صرح الحضارة الاسلامية ولكن علماء و مفكري ايران كان لهم حصة الاسد حيث هجروا الاهل و الديار و التحقوا بالمدارس النظامية في بغداد و حلب و دمشق حينما كان العالم الاسلامي آنذاك مفتوحا' علي مصراعيه دون تمييز و دون حدود و فواصل و كتبوا مؤلفاتهم بالعربية حيث استوعبت كافة العلوم و الفنون فهذا سيبويه الشيرازي اول واضع و مؤلف لقواعد اللغة العربية وذاك جابربن حيان الطوسي الكيميائي المعروف و محمد الخوارزمي اكبر رياضي ايراني و زكريا الرازي الفيلسوف و الطبيب مكتشف الكحول. الفارابي و ابن سينا و البيروني و الجرجاني و السهروردي و خواجه نصير الدين الطوسي و صدر الدين شيرازي و مئات غيرهم شاركوا اخوانهم العرب في بناء الحضارة الاسلامية التي اسهمت بعد ذلك في بلورة الحضارة الاوروبية.

و اضاف ارشدي :لقد مرت الحضارة الاسلامية بفترات شموخ و انحطاط و اجتازت منعطفات مصيرية حاسمة و فتحت جيوش الدولة الاسلامية اقاليم و عواصم كثيرة لكن الحضارة العربية لم تتجاوب و تتفاعل مع اي حضارة كما انسجمت و تأقلمت مع الحضارة الفارسية و بلغ مستوي التفاعل و التواصل الفكري الادبي العربي الايراني اوجه و قمته ابان القران الرابع للهجرة حيث شاهدنا الحضارة الاسلامية تحلَق بجناحيها العربي و الايراني .

وتسائل 'كيف وصل الاحتكاك و التعاطي الي هذ الحد و كيف يمكننا احياؤه في خضم التقدم التقني الهائل الذي يشهده عالم الاتصالات واندلاع ثورة المعلومات و الانترنيت'قائلا'لقد استطاع اجدادنا ان يهجروا مسقط رأسهم قاصدين البلاد العربية ليتقنوا اللغة العربية و يكتبوا بها نتاج بحوثهم و دراساتهم بالعربية و التي مازال بعضها يدرس حتي اليوم في جامعات اوروبا . ما الذي استقطبهم و ماهي المحفزات التي دفعتهم لأن يتركوا بلدهم و يقطنوا المدن العربية التي تمركزت فيها المدارس والجامعات ليتعلموا و يعلموا و يبدعوا' .

ومضي يقول 'كيف يمكن ان نستعيد هذه الحالة اليوم و نعيد احياء ها من جديد و اين مفتاح هذا التواصل الادبي . لماذا نجهل ادبكم وتجهلون ادبنا ولا تفصلنا سوي كيلومترات محدودة ، نشرب من ماء واحد و ناكل من نفس السمك و نستنشق نفس الاوكسيجين ولكن لغة التواصل بيننا متعثرة . ان الحضارة العربية لم تألف و تنسجم مع اي حضارة اخري كما تفاعلت مع الفارسية و من خلال التحامهما تألقت الحضارة الاسلامية و عاشت احلي ايامها و اكثرها ازدهارا' . الدين الحنيف وصل الي تركيا و الاندلس واوروبا و الصين ولكن هل تلاحظون شيئا' من التفاعل العربي الفارسي حدث مع حضارة اخري' .

واضاف ان اكثر من 6 الآف عالم و باحث ايراني ساهموا في بناء الحضارة الاسلامية و لانريد الخوض هنا في الجانب القومي و ان نثير انتمائهم العرقي بقدر ما نشير الي انهم انطلقوا من هذه النقطة الجغرافية .

هل يمكن لمثل هذه الندوات ان تكون نواة لتلاقح ثقافي بين شعبينا ؟ هل يمكن لرابطة الصداقة التي تضم نخبة الثقافية الايرانية الكويتية ان تكون محورا' للتفاعل الادبي و تساهم في وضع اللبنة الاولي لهذا الصرح الذي سيعلو بسرعة اذا ما استلهم من التراث و اعتبر العبر و كان بنيه صادقة و روح متسامية.

وشدد بالقول ان الكويت بادبائها و شعرائها و مثقفيها و مكانتها في الساحة الفكرية العربية المعاصرة مؤهلة لأن تكون بوابة التلاقح الثقافي وهمزة الوصل بين ايران و دول آسيا الوسطي و بين العالم العربي و هي قادرة علي ان تكون الجسر الذي يربط الحضارات ببعضها و اذا كان لمثل هذا الامل ان يتحقق فتحقيقه بيد الرابطة و اعضائها الكرام.
 
 
 
 
انتهی/
رأیکم