سوريا: ألعاب جديدة حول حل النزاع

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۳۳
تأريخ النشر:  ۱۶:۰۰  - الأربعاء  ۰۶  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
وجهت وزارة الخارجية السورية رسالة إحتجاج إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص قصف مركز للأبحاث في سوريا والذي يعتبر خرقاً من قبل تل ابيب لإتفاق الهدنة الموقع بين سوريا وإسرائيل في العام 1974.
وجاء في رسالة الإحتجاج "أن سوريا تعتبر أن إسرائيل ومن يحميها في مجلس الأمن يتحملون المسؤولية على تداعيات هذا الهجوم، وأن سوريا تتمسك بحقها في الدفاع عن أراضيها وسيادتها".
من جانبة عبر الأمين العام للأمم النتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ جراء التطور الأخير. ونقل المتحدث الصحفي للأمم المتحدة إدواردو دل بوي عن مون قوله أن "الغارة التي يتحدث عنها الجانب السوري تثير القلق وإنه يدعو جميع الأطراف المعنية لوضع حد للتوتر في المنطقة".
وتعليقاً على الأحداث الأخيرة كتبت صحيفة تشرين السورية "أن ما يجري الآن حول سوريا هو عدوان خارجي غير معلن ضدها، لأنه عندما تقوم إسرائيل وبموافقة من واشنطن بقصف مركز للابحاث العلمية، وعندما يقوم عشرات الألوف من المسلحين الذين يقاتلون الشعب السوري بتخطي الحدود فإن ذلك يعني شيئاً واحداً. وقد بدأت الدبلوماسية الأمريكية بالحديث مجدداً عن السلاح النووي كمبرر لغزو دولة ذات سيادة".
وإذا كانت الأزمة السورية شهدت الأسبوع الماضي خطر عسكري جديد تمثل في دخول سلاح الجو الإسرائيلي على خط الأزمة، فإنها الآن أصبحت في مركز مؤتمر ميونيخ للأمن والذي إستنفر الغرب نفسه للمشاركة فيه إلى جانب أولئك الذي يشجعون تواصل النزاع في سوريا.. ويمثل الغرب في هذا المؤتمر الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية ونائب الرئيس جون بايدن، والذي سيسعى خلاله إلى لقاء ممثلي البلدان الأوروبية- ومن بينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف- للحصول على إعتراف بضرورة نقل السلطة في سوريا إلى حكومة جديدة، كما صرح بذلك بن رودس نائب رئيس مجلس الأمن القومي خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، والذي أضاف ايضاً أن بلاده ترغب في أن تقوم بلدان أخرى بما فيها روسيا بالإعتراف بأن تنتقل السلطة في سوريا إلى حكومة جديدة، ولذلك سيبحث المسؤولين الأمريكيين مع مختلف الأطراف الفاعلة عملية نقل السلطة في سوريا التي من شأنها تلبية طموحات الشعب السوري في إستعادة الإستقرار.
وتعتبر الولايات المتحدة أن تسوية الأزمة في سوريا غير ممكنة طالما بقي الرئيس الاسد في السلطة وأنها ستحاول فرض وجهة نظرهما هذه على المشاركين في المؤتمر ومن بينهم روسيا. ولا يعترف الرئيس أوباما بأية وجهة نظر أخرى، بل ويحاول تحقيق ما يصبو إليه حتى على حساب الضحايا السوريين من خلال تقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري للمعارضة. وبالمناسبة فإن أغلبية هؤلاء المعارضين هم ممن غادروا البلاد منذ زمن طويل ولا يملكون تصوراً واضحاً عن الأوضاع فيها أو حتى عن تطلعات الشعب السوري.
وبالمناسبة وقبل 5 دقائق فقط من تقديم إستقالتها لم تقاوم هيلاري كلينتون رغبتها وحاولت مرة أخرى إلقاء اللوم على روسيا على موقفها من الأزمة السورية. ويبدو أن لدى كلينتون جينات إضافية معادية لروسيا تثيرها من وقت لآخر. وقد لقي هذا الإعلان من كلينتون الرد المناسب من موسكو. إذ أعلن ممثل الخارحية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية بخصوص عدم رغبة روسيا في تحقيق بيان جنيف بأنه تفسير غير صحيح لموقف موسكو. وفي مؤتمر صحفي له قال لوكاشيفيتش "أن وزيرة الخارجية الأمريكية أدلت بعدة تصريحات للإذاعة الأمريكية إدعت فيها أن روسيا لا تنوي المضي قدماً في تنفيذ بيان جنيف". واضاف أنها" ليست المرة الأولى التي تسمع فيها موسكو من المسؤولين الأمريكيين تصريحات متسرعة لا تعكس حقيقة الموقف الروسي بخصوص سوريا، ويتطبق هذا على تصريح هيلاري كلينتون المشار إليه الذي لا يمكن وصفه إلا بمحاولة قلب الموقف الروسي رأساً على عقب".
ومن المفهوم إعلان رئيس الإئتلاف الوطني للمعارضة معاذ الخطيب خلال مؤتمر ميونيخ والمتسلح بهذا الدعم القوي بأنه سيطالب بممارسة الضغوط على دمشق للإطاحة الرئيس الأسد. وأعلن الخطيب خلال المؤتمر "أن الشعب السوري يمر بمأساة وسنرحب بأي مساعدة تقدموها في هذا السبيل. ونحن نتحدث هنا عن محادثات سلمية للإطاحة بالنظام وهي الخطوة الأولى. وفي حال لم يتحقق ذلك فسوف نواصل ممارسة الضغط السياسي على الحكومة السورية والطلب من حكومات الدول الأخرى القيام بالشيء ذاته، وفي حال لم يتحقق ذلك فسنطالب بقطع الإتصالات الألكترونية لسلاح الجو السوري، إذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث في سوريا".
كما أعرب الخطيب عن أمله في لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكانت الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق أن لافروف سيلتقي في ميونيخ بجو بايدن وبحث الأوضاع في سوريا مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي.
في المقابل صرح مستشار نائب الرئيس الأمريكي ان بايدن سيلتقي بكل من الوزير لافروف والأخضر الإبراهيمي. ويبدو أن بايدن قد ساوى نفسه بلافروف ومعاذ الخطيب الذي نصبه الغرب على رأس هؤلاء الذين جلبوا المعاناة والبؤس للشعب السوري.
كما إعترف الإبراهيمي بأن السوريون لا يستطيعون بمفردهم تسوية النزاع الذي أودى بحياة 60 ألف شخص ما يتطلب مشاركة نشطة من المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن. وطالب بضرورة حل دقيق لمجلس الأمن لوضع جدول لتسوية الأزمة في سوريا بشكل سلمي، ويتوفر لذلك أداة مهمة تتمثل ببيان جنيف الذي أنجزه كوفي عنان. وتتلخص أسس إتفاق جنيف في التالي: تشكيل حكومة متفق عليها من قبل الطرفين وتتحمل المسؤولية خلال الفترة الإنتقالية وإجراء إنتخابات.
وبالمناسبة يتوافق هذا الموقف مع الخطة التي تطرحها روسيا لحل الأزمة السورية. وليس في مؤتمر جنيف بل فقط وراء طاولة المفاوضات بمشاركة جميع المعنيين يمكن حل هذه المسألة المعقدة وبالتالي وقف إنزلاق الشرق الأوسط نحو مرحلة جديدة من التصعيد.
 
فيكتور ميخين
رأیکم