باحث اميركي: افضل امل لمستقبل سوريا تسوية سياسية وإلا فسيعمها الانتقام والفوضى بعد الاسد

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۳۴
تأريخ النشر:  ۱۶:۰۳  - الأربعاء  ۰۶  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
شرت صحيفة "ذي انترناشونال هيرالد تربيون" الاميركية اليوم الاثنين مقالا للكاتب الصحافي رمزي مارديني، محلل شؤون الشرق الاوسط في مؤسسة جيمس تاون والموظف في وزارة الخارجية الاميركية سابقا.
يقول فيه اذا اذا مات الرئيس السوري بشار الاسد او اطيح به فان المعارضةليست ذات مصداقية وليست على استعداد لوضع البلاد على سكة الاستقرار. وفي ما يأتي نص المقال:
"مع اقتراب الثورة السورية من ذكرى سنوية اخرى، فان المعارضة السورية تظهر دلائل قصور فيها. ذلك انه من دون مقاربة جديدة، وخاصة من اميركا، فان عدم وجود معارضة ذات مصداقية سيجعل تسوية سياسية امراً لا يمكن بلوغه، وهو ما سيزيد من صعوبة انطلاق سوريا في مسار نحو مستقبل مستقر.
وكان الرئيس الاميركي اوباما وقادة اخرون في العالم قد اعترفوا في كانون الاول (ديسمبر) بالائتلاف الجديد للمعارضة الذي تشكل في الدوحة، وذلك على أمل ان يكون اكثر تمثيلا من المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من أسطنبول مقرا له. غير ان الائتلاف الذي يضم 71 عضوا، من بينهم كثيرون من المجلس الوطني السوري، ليس على استعداد لاجراء مفاوضات مع الحكومة السورية، كما انه ليس مهيئاً باي صورة لتولي السلطة. وهو يواجه احتمال الانشقاق، بل ما هو الاسوأ وهو الانقسام. فالمصالح الضيقة اصبح لها الاولوية: الاسلاميون يتغلبون على العلمانيين، والمنفيون يصعدون على اكتاف من في الداخل، والقلة من الاعضاء هي التي تحظى بالمصداقية على الارض داخل البلاد.
ويقول عدد من المراقبين انه اذا مات الرئيس بشار الاسد او غادر سوريا، فان المعارضة ستتمكن من ادارة عملية انتقال سهلة الى حد ما، مثلما حدث مبدئيا في ليبيا بعد الاطاحة بالعقيد معمر القذافي. وعلى ضوء التركيبة السكانية والانقسامات في سوريا، فان من غير المحتمل ان يخفت ضجيج العنف خلال الفترة الانتقالية، خاصة لعدم وجود حكومة انتقالية تمتاز بالشعبية وتستطيع السيطرة على الجماعات المسلحة. ففي ليبيا هناك ستة ملايين نسمة يعيشون على امتداد الخط الساحلي لدولة اكبر من ولاية ألاسكا. اما سوريا فان مساحتها تبلغ واحداً على عشرة من مساحة ليبيا وفيها من السكان اربعة اضعاف سكان ليبيا، ينقسمون على اساس طائفي، وتحيط بها دول اقليمية تسعى وراء النفوذ. وقد ابتليت سوريا بحرب اهلية اطول واكثر دموية. وهناك احتمال ان يلعب الخوف والانتقام دورا كبيرا في فترة ما بعد الاسد اكثر مما وقع في ليبيا بعد القذافي. واكثر الاحتمالات ان تبدو سوريا مثل العراق.
قال احد المنشقين الرئيسيين ان "الولايات المتحدة تشد أزر احمد شلبي سوريا" ملمحا الى المغترب العراقي الذي عرض نفسه، قبل الغزو الاميركي العام 2003، على انه زعيم ذو شرعية سياسية لتسلم مقاليد الحكم من صدام حسين. وكثيرون من زعماء المعارضة السورية يعملون مثل شلبي: يحبطون المفاوضات العملية على اسس انتهازية وليس على اساس المبدأ، على امل تأمين المغانم التي سيحصلون عليها عندما يسقط نظام الاسد.
وقد برز زعيم الائتلاف الشيخ احمد معاذ الخطيب، وهو امام سابق في مسجد أمية في دمشق، كزعيم رمزي، لكنه لا يملك الخبرة في لعبة المناورة في سياسة المعارضة. وجرى تهميش رياض سيف، وهو حليف
رئيسي لاميركا ومنشق منذ مدة طويلة عن سوريا. وقد دفع رجل الاعمال المغترب مصطفى الصباغ بهما كليهما بعيدا عن دائرة الضوء، ومن المعتقد ان "منتدى الاعمال السوري" الذي يقوم بتمويله هو مجموعة قطرية. ولا يعرف معظم السوريين الصباغ لانه قضى فترة طويلة خارج سوريا ولا يحظى بصفة المنشقين المعاصرين.
كما ان التمثيل لا يعطي الاقليات السورية حق قدرها. فالاحزاب الكردية السورية لم تنضم الى الائتلاف، وليس هناك الا ثلاثة اعضاء من المسيحيين. ويمثل الاشوريين اثنان مضت عليهما عقود في اوروبا. وينظر الى جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، على انه شيوعي. كما ان غالبية الـ2.5 مليون مسيحي في سوريا هم من السريان وليسوا ممثلين. ولم يسمح لبسام اسحق، وهو سرياني بارز، بالانضمام الى المجموعة. فسجل اسحق لا يدل على ولائه للمجلس الوطني السوري، وهو ما اصبح شرطا مسبقا لقبول العضوية.
ويضم الائتلاف ثلاث نساء فقط. وقد فصلت ريما فليحان، التي فرت من سوريا في العام 2011، من منصب رئيس اللجنة الاعلامية. وحل محلها عضو في المجلس الوطني السوري قضى كل حياته خارج سوريا.
وما يزيد الطين بلة، ان انظمة الائتلاف محشوة باحكام مستقاة من المجلس الوطني السوري، ويحظر احدها التفاوض مع اصحاب المراكز العليا في نظام الاسد. وما ان اصدر الخطيب مبادرته التي تدل على استعداده للتفاوض حتى قيل انها تعبر عن رأيه الشخصي، ما يكشف عن رفض الائتلاف السير في طريق التفاهم.
ومن المعتقد ان الاخطاء المبكرة في العملية الانتقالية ستخلف اثارا دائمة. لكن الحل لا يكمن في تشكيل مجموعات واقية، ما يزيد في الغيوم التي تحبذ المنافسة على التعاون.
وعلى الولايات المتحدة ان تعترف بالمعارضة بشرط ان يمثل الائتلاف تمثيلا حقيقيا الشعب السوري، مع بيان العقوبات في حال عدم الالتزام. كما انه يجب الا تقتصر الاتصالات بين الحكومة الاميركية وزعماء المعارضة على السفير واعضاء سفارته. ولا يدرك الاميركيون كما يبدو مدى قوة العلاقات الشخصية في انحاء العالم العربي. واخيرا فان على اميركا ان تعزز العناصر السياسية المستقلة المعتدلة والعلمانية التي تدعو الى الحلول والاعتدال.
ان افضل امل لمستقبل سوريا هو تسوية سياسية وليس نصرا عسكريا. ويظل هذا الامل في مهب الريح اذا لم تكن هناك معارضة تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا".
رأیکم