ما أجمل أن تقرأ القرآن واقعاً.. بقلم الدکتور أحمد الشوابكة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۵۰
تأريخ النشر:  ۲۳:۵۲  - السَّبْت  ۰۹  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
من يقرأ سورة الأحزاب بشيء من التمعّن والتدبّر، سينتقل به المشهد مباشرة إلى ما يدور على الساحة المصريّة في هذه الأيام.
فالسورة تتحدّث عن تجمّع سمتهم «الأحزاب»، مختلفون في كل شيء في الأسماء والمواقع والأهداف، ولا يجمعهم سوى هدف واحد هو الحقد على الكيان الإسلامي الجديد الذي ما يزال في دور نشأته، ولم يستكمل بعد مؤسساته وليس له من المقومات الظاهرة سوى عنوانه، فهذا الوضع ينذر بخطر كبير على ما حوله إذا ما استمر، ويغري بضرورة إجهاضه واستئصاله قبل أن يتمكّن ويترسّخ.
أما أطراف هذا التجمّع، فكل عناصر الحقد والكفر، لم تشذّ عنه قبيلة من قبائل الجزيرة المحيطة بالكيان الجديد. وكان ليهود المدينة سهم كبير ودور خطير في هذا الحلف، فهم أصحاب مشروع ومال وقدرة على التخطيط والتدبير، وأدركوا يقيناً أن المشروعين متعارضان ولابد من أن يكون قيام أحدهما على حساب الآخر، والحل هو الحسم وليس مجرد الحزم.
أما العدو الأخطر وأداة التنفيذ الأكبر فهم أعداء الداخل (المنافقون) يتولون مهمة التشكيك والتخذيل والتشويش ونقل المعلومات ورفع اللافتات والشعارات. كانت هذه ظروف تجمّع (الأحزاب) بأهدافها وأطرافها وأحداثها ونتائجها، وهي تتشابه والحالة المصرية الآنيّة إلى حدّ التطابق.
فالنظام الجديد في مصر، ترى فيه أطراف عدّة، داخليّة وخارجية، تهديداً لمصالحهم وتحطيماً لمشاريعهم وتحدياً لمخططاتهم الآنيّة والمستقبلية، فلا بدّ من التحرّك السريع وتجميع كل الأطراف وتحديد الأدوار؛ لعدم إعطاء النظام الجديد فرصته للاستقرار، والتمكين ثم الانتشار إلى الجوار بالتأثير لا بالتصدير، ثم تعمّ الفكرة وتتسع وتنتشر حتى تصبح أمراً واقعاً لا مفرّ من الاعتراف بها، والتعامل معها من قبل المحبّ والمبغض والقريب والبعيد. فحَسَم «الأحزاب» الجدد أمرهم ورسموا مخططهم واتجهوا صوب تحقيق أهدافهم كل حسب دوره وإمكاناته، فالدول الكبرى تخطط وتهيئ وتجنّد وتطيّر البرقيات وترسل الإشارات وتعدّ المسرح الدولي للقادم من الأحداث. واليهود يتعهدون بأدوار يعجز الشيطان عن الإتيان بمثلها، وليس أقلّها عصابات الوجوه الكالحة والقلوب السوداء، وما هو خفيّ ولم يُعلم أو يُعلن بعد أشدّ خطراً وأعظم سواداً.
والمال العربي الذي سيُحمى عليه في نار جهنّم فتكوى به جباه أصحابه وجنوبهم وظهورهم، يفعل فعله في الشوارع والساحات والميادين.
والنتيجة في الحالتين ستكون واحدة، فصناديد الكفر في الحالتين هلكوا وسيهلكون وسيردّون بغيظهم لم ينالوا خيراً، واليهود استُؤصلوا في الأولى وسيُستأصلون لاحقاً، أما الحرب مع المنافقين فهي طويلة ومستمرة، لكنهم في كلا الحالين سيُكشفون وستتم تعريتهم والتعامل معهم على أنهم معزولون ومنبوذون.
رأیکم