هل تنفذ واشنطن تهديداتها؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۱۳۳۲
تأريخ النشر:  ۲۲:۵۳  - الأربعاء  ۱۱  ‫أبریل‬  ۲۰۱۸ 
تزداد احتمالات قُرب عدوان مشترك ضد سوريا، تحت ذريعة استخدام السلاح الكيميائي من قبل الدولة السورية التي بات أمرها معروفاً لدى الرأي العام السوري والعربي بشكل عام، الأمر الذي يُثبت إرادة الغطرسة الأمريكية، والتصريحات الخارجة عن الرئيس الأميركي تشير إلى قُرب تنفيذ هذا العدوان الذي لن يُؤثّر في المشهد العام السوري كثيراً لعدة معطيات، لذلك فإن انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة أمرٌ مُستبعد وغير وارد بالمطلق كما أنّ هذا العدوان لن يُغيّر المعادلة وموازينها أيضاً لمصلحة الجماعات الإرهابية بحسب ما يراه مراقبون.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-مصدرٌ سياسي سوري قال لموقع «العهد» الإخباري إنّ «التصريحات الأمريكية التي خرجت على لسان الرئيس ترامب والمندوبة الأميركية نيكي هايلي تُقرأ على أنها مؤشرات بحقيقة الواقع وعلى ما يبدو من كلامهم فقد تحدد الإطار العام لشكل العمل العسكري المحتمل من واشنطن وشركائها ضد الدولة السورية، لكن الخيارات الأمريكية ليست واسعة ويشير إلى ذلك كلام الرئيس الفرنسي عن عدم الرغبة الغربية بالصدام مع حلفاء دمشق، فلا يوجد عاقل يمكن أن يدفع الأمور نحو حافة المواجهة العسكرية مع الطرف الروسي».

وأضاف أنّ "هذا الأمر من شأنه أن يحدد الخيارات خاصة أن الروسي قد تحدث بشكل واضح أنه إذا حدث عدوان على سوريا فهناك التزام روسي اتجاه دمشق، وهذه إشارة روسية واضحة إلى أنّ حدود هذا العدوان يجب ألّا تتخطى عتبة معينة وإلّا فسينزلق المشهد نحو اشتباك ومواجهة شاملة، وفي هذه الحالة فالخيارات الأمريكية قد تعود إلى سيناريو مشابه بالعدوان السابق الذي استهدف مطار الشعيرات العسكري وقد يكون هذه المرة بشكل أوسع لكن لا يمكن للأمريكي أن يتجنب الحذر في عدة أمور أولها ألّا يكون هناك استهداف لقوات روسية، وثانيها ألّا يكون هناك عتبة معينة يتم توجهها بحيث يتم اشتعال المنطقة برمتها على أساس أن الأمر قد انزلق إلى ما يشبه المواجهة الشاملة، وثالثها يجب على الأمريكي شاء أم أبى أن يحسب أن هناك قوى تنشر الإرهاب في المنطقة و يجب ألّا تكون قادرة على البناء على هذا العدوان للتحرك نحو استعادة سيطرتها سواء إن كان داعش الإرهابي أو سواه من التنظيمات الإرهابية وهذا الأمر حينها سيستدعي مزيداً من التدخل من حلفاء دمشق على الساحة السورية لكي يضمن هؤلاء ألّا يكون هناك اختلال في المعادلات الموجودة حالياً وأن يكون استمرار في المعركة للقضاء على التنظيمات الإرهابية".

سوريا وروسيا دعتا إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق بخصوص استخدام السلاح الكيميائي في دوما، وقد أكد المصدر السياسي ذاته أنّ " الطرف الروسي ليس في موقف متردد أو ضعيف فقد قدم رفضاً مباشراً و حاسماً للمشروع الذي طرحه الطرف الأمريكي في مجلس الأمن و اقترح قراراً بديلاً و لو كان هناك الحد الأدنى من احترام المنظمة الدولية لدى واشنطن لكان المجتمع الدولي الطريق الوحيد للتحرك بإجماع دولي و وفق القوانين الدولية، و لكن استعداد الدولة السورية الذي عبر عنه المندوب السوري بشار الجعفري في مجلس الأمن و استعداد الطرف الروسي لاستقبال لجنة تحقيق وإيصالها إلى الأماكن التي يجب أن تعمل فيها على أرض الواقع لم يلقَ آذاناً صاغية فيما يتحرك الطرف الأمريكي في اتجاهين أساسيين، أولهما يريد من خلاله إيصال رسالة بأنه لا يمكن التقدم بخطوات جوهرية نحو محاربة الإرهاب والقضاء عليه دون أن يكون هناك ثمن سياسي أو بأقل المراتب دون أن يكون هناك تنسيق مسبق لتحصيل ما يريد الأمريكيون تحصيله فيما يتعلق بالمعادلة السياسية والعسكرية في المنطقة، ومن خلال الاتجاه الثاني يهدف ترامب لتجنب الاتهامات المتكررة بأنه يتراجع أمام الروس على الساحة السورية، وهذان الدافعان سيجعلان ترامب يتحرك باتجاه العدوان العسكري على دمشق ولكن خياراته العسكرية محدودة و لذلك يُرجّحُ أن يتكرر سيناريو اعتداء مطار الشعيرات العسكري أو أوسع بقليل كأن يتم استهداف مناطق أخرى وهذا ما يبدو الأقرب إلى المشهد الحالي".

وتابع المصدر ذاته قائلاً لـ"العهد" إنّ " أمريكا تجاوزت فكرة إمكانية إرسال لجنة لتقصي الحقائق وتاريخها مليء بتجاوز الاعتبارات القانونية الدولية في هذا الشأن وفي شؤون أخرى للخروج عن الشرعية الدولية، والأمر في سوريا أصبح خارج القانون الدولي وبات في حسابات توازن القوى ومعادلات الرد والردع المضاد ولذلك نتحدث هنا عن آخر المرات التي يستطيع فيها الأمريكي تجاوز القانون الدولي بهذا الشكل الفج، وسينطبق الأمر أيضاً على العدو الصهيوني إذ سيكون هناك موانع من ناحية القدرات القتالية ومن ناحية الموقف السياسي العام والاستقرار الاستراتيجي للدولة السورية الذي سيشكل رادعاً في مرات قادمة عن إعادة استخدام هذه الذريعة مرة أخرى خاصةً انّ محاولة البناء عليها لتدعيم موقف الإرهابيين سوف تتضاءل شيئاً فشيئاً ومهما كان حجم العدوان الأمريكي المرتقب فهو لن يجدي نفعاً في تغيير المشهد الاستراتيجي ولن يستطيع أن يُعيد زمام المبادرة للجماعات الإرهابية ولذلك فهو محدود النتيجة والانعكاسات من ناحية ما يمكن أن يتركه في إطار الصراع مع الإرهابيين وإطار الصراع على سوريا بصورة عامة وإفشال المشروع الأمريكي".

المصدر: العهد

الكلمات الرئيسة
رأیکم