مقدمات و نتائج انتقال السلطة في قطر

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۴۷۸
تأريخ النشر:  ۲۳:۰۳  - الثلاثاء  ۲۵  ‫یونیه‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
انتهت مرحلة مهمة في تاريخ قطر والمنطقة عموما بانتقال السلطة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لابنه الشيخ تميم.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء مع توافد القطريين لمبايعة الأمير الجديد تتسابق وسائل الإعلام للحصول على معلومات إضافية تبيّن أسس التغيرات التي ستطرأ على سياسة دولة قطر، لاسيما السياسة الخارجية التي يحسب لها حساب في السنوات الأخيرة.

محمد المسفر: انتقال السلطة سابقة تاريخية ستكون لها أصداء  

يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر أن السياسة الخارجية لقطر لن تتغيّر، ذلك أن الأمير الجديد تميم بن حمد آل ثاني هو من صنّاع السياسة القطرية خلال السنوات الـ 5 الأخيرة، إن كان إقليميا على المستوى الخليجي، أو من خلال الجامعة العربية، أو الحراك العربي، وكذلك على مستوى العلاقات الدولية.

 وأضاف المسفر أن الشيخ تميم قد يلقي خطابا الأربعاء يوضح فيه هذه السياسة.

 واشار المسفر إلى عملية انتقال السلطة التي شكلت سابقة تاريخية بتسليم القيادة للصف الثاني، في وقت "نرى فيه بعض القيادات في اشتباك مع شعبها الرافض لها" منوها بأن هذا الانتقال للسلطة ستكون له أصداء على المستوى العربي وفي منطقة الخليج تحديدا.

 كان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد تولى مقاليد الحكم في 27 يونيو/حزيران 1995 إثر انقلاب على والده الشيخ خليفة الذي بدوره كان قد أطاح بحكم ابن عمه بانقلاب، فبعد استقلال قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت تحت حكم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الذي أطيح به بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.

 أمين قمورية: 3 أسباب لانتقال السلطة

 وقال الكاتب والصحفي أمين قمورية إن الأمير القطري كان بحاجة لقوة تحميه بعد الإطاحة بوالده، فأقام تحالفا قبليا وقرّب المعارضة بزواجه، ودعا الأمريكيين ووضعهم بينه وبين السعودية، وتحالف مع الإخوان في مواجهة التحالف السعودي – السلفي.

لكن الخلافات السعودية القطرية لم تعد اليوم من مصلحة الأمريكيين. وأعاد قمورية عملية انتقال السلطة إلى 3 أسباب أولها الحالة الصحية للأمير حمد بن خليفة، حيث جعله المرض يخشى حالة طارئة يمكن أن تدفع أولاده للاقتتال في ظل ضعفه، ووجد الأفضل أن يجري تسليم السلطة لولي العهد تحت إشرافه الشخصي.  

أما السبب الثاني فهو تضخّم حجم رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم سياسيا وماليا، ويرى قمورية أنه ظهر خوف لدى الأمير من أن يكون كبر حجم رئيس الوزراء على حساب الأمير الشاب، وذهاب الـ "حمدين" يفتح الطريق لقدوم أمير جديد مع فريق عمل شاب يناسبه.

 وثالثا، برأي الكاتب، ما أشيع حول وجود ضغوط أمريكية على الدوحة نتيجة تضخّم دورها بما يزيد عن حجمها، لاسيما الدور المالي الذي خرج عن الرقابة الأمريكية، وكذلك الخلاف غير المعلن مع السعودية، والذي ظهر واضحا في دعم المعارضة السورية وكان له تأثير على أدائها.
 ارتبط حجم النفوذ الذي تتمتع به قطر بالتحولات الاستراتيجية التي تمر بها المنطقة منذ نهاية عام 2010، والتي أدت إلى إعادة توزيع الأدوار.

 سياسة قطر النشطة في خدمة مصالح الولايات المتحدة ظهرت بقوة في المنطقة العربية، حيث حاولت أن تكون رأس الحربة أو كما عبّرت صحيفة تونسية "مخلب القط الأمريكي"، من أجل إيصال الحركات الإسلامية المتصدرة لحركة الشارع الثائر إلى سدة الحكم في إطار أجندة الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في وصول الإسلاميين إلى الحكم على حساب المد القومي أو الليبرالي تجربة جديدة تستجيب لمصالحها وفقا للتصور الذي قدمه الكاتب والمفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل بأنها "سايس بيكو" جديدة في إطار ناعم عنوانه المعلن هو "الربيع العربي".

 في عام 2008 وقع اللبنانيون "اتفاقية الدوحة" وظهرت قطر في حلة جديدة كوسيط مقبول بين الأطراف المحلية والإقليمية المتصارعة. ساعدها في ذلك احتفاظها بعلاقات جيدة مع إيران والنظام السوري و"حزب الله" وحركة "حماس".

 كان الدور القطري وقتذاك مطلوبا أميركيا وغربيا، لأنه ينفتح على دول وأحزاب ذات علاقات متوترة مع الغرب، وبالتالي شكلت المبادرات القطرية نافذة مفتوحة للغرب كي يطل على هذه القوى السياسية بطريقة غير مباشرة.

ومع أن قطر فشلت في الوساطة بين حماس وإسرائيل عام 2008، وفي الأزمة اليمنية بين النظام والحوثيين، ورغم بقاء الفتيل مشتعلا في دارفور عام 2010، فقد جرى تنصيب قطر "وسيطا" بين الأطراف المتنازعة. ومنذ بداية الانتفاضات العربية، تخلت قطر عن "أدوار الوساطة" كي تلعب "أدوارا جديدة".

 ومنذ اندلاع الثورة التونسية أواخر عام 2010، واكبت "قناة الجزيرة" الحدث التونسي لحظة بلحظة وبرعت في إضاءته. وعند انتقال "الربيع العربي" إلى مصر مع بداية 2011، أصبحت المحطة التلفزيونية القطرية محركا رئيسا للأحداث وتوجيهها لمصلحة "الإخوان المسلمين". وبحلول صيف 2011 كانت الدوحة في مقدمة صفوف مناوئي النظام السوري.

 ودعت إلى تدخل عسكري في سورية، وحاولت تمرير قرار في مجلس الامن يطالب الأسد بنقل سلطاته الى نائبه. ومثلما تفعل في مصر وتونس، تتحالف قطر مع "الإخوان المسلمين" في سورية، وهم مكون أساس لـ"الائتلاف الوطني"، الذي ترعاه الدوحة وتملك علاقات تعود إلى سنوات خلت مع بعض أقطابه.

لقد فتح "الربيع العربي" الآفاق أمام قطر لتوسيع دورها عبر التحالف مع الإسلام السياسي في دول الانتفاضات الشعبية، ووصول الإسلاميين المدعومين قطريا إلى السلطة في تونس ومصر أمر إيجابي لها ولقدرتها على لعب دور "العراب" بين الإسلام السياسي والغرب.

 لكن "الربيع العربي" أظهر محدودية قدراتها وسحب منها إمكانية الوساطة كطرف محايد في النزاعات الإقليمية بعد اصطفافها الجديد الذي حوّل معارضي الإسلاميين في تونس وليبيا ومصر وسورية إلى معارضين لقطر.

كما أن موقع الدوحة الجديد أبرز تناقض دعمها للديموقراطية خارجها، في ظل عدم وجود مجالس منتخبة فيها من أي نوع. وتحولها من راع للوساطة إلى ماكنة تفريخ لحركات الربيع العربي يهدد بظهور أعراض ما تروج له خارجيا عندها في الداخل.
رأیکم