سنودن جاسوس أميركي متهم بالتجسّس على وكالته.. القضية من البداية حتى بداية النهاية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۵۲۵
تأريخ النشر:  ۲۳:۵۷  - الأَحَد  ۳۰  ‫یونیه‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
إدوارد جوزيف سنودن شاب أميركي عمل في السابق عميلاً وموظفاً تقنياً، ومحللاً للبيانات والمعلومات في "وكالة الإستخبارات المركزية" بالولايات المتحدة الأميركية، ثم ما لبث أن انتقل للعمل كمتعاقد مع "وكالة الأمن القومي"، وذلك قبل أن يقوم بتسريب تفاصيل برنامج التجسس "Prism"، ثمّ سرب مواد سرية للغاية من "وكالة الأمن القومي"، إلى صحيفة "الغارديان" و صحيفة "الواشنطن بوست".
لقد كان إدوارد شخصاً عادياً، قبل وقوع الحادثة التي أثارت ضجة شغلت معظم دول وشركات العالم، أما الآن فـ سنودن هو أحد أبرز الأشخاص الذين عملوا على فضح أسرار الدولة، وزعزعة ثقة الشعب الأميركي بإدارة باراك أوباما، من خلال تسريب تفاصيل برنامج التجسس "Prism".



فمشروع برنامج "Prism" يعتبر سرياً للغاية، وأحد أخطر وسائل التجسس الإلكتروني التي تم الكشف عنها حتى يومنا هذا، في ظل المعطيات الكبيرة التي أظهرتها معلومات مسربة عنه، ولا يعمل الا بموافقة الشركات الكبرى حول العالم، وذلك عبر برنامج يتم تنصيبه على خوادمها يتيح لـ "وكالة الأمن القومي" الأميركية متابعة كافة المعلومات التي تمر من خلال بيانات هذه الشركات، وقد بدأ العمل على برنامج "Prism" مع بداية العام 2007، ليتمكن من جلب أي معلومات تريدها المخابرات الأميركية عن أي مستخدم لتلك الشركات بدون أي عقبات.

 



يعمل برنامج "Prism" من خلال تحميله على أنظمة الشركات العالمية، ليسمح لأجهزة الاستخبارات من الحصول على كافة المعلومات التي تملكها شركات الإنترنت مثلاً، تاريخ المحادثات، والمكالمات الصوتية، و مكالمات الفيديو، والأسماء،  والصور، والملفات المرسلة، وأوقات دخول المستخدم وخروجه وبشكل فوري.


 

أيضاً يقدم معلومات كاملة، ويتيح للوكالة الدخول الى الايميلات، والبحث في محتوياتها، من صور، ومحادثات، كما يتيح البحث في صور الاصدقاء،  والدخول الى "فيسبوك" وكشف محتوياته من محادثات مباشرة، وأي بيانات يمكن الدخول اليها، "سكايب"، "واتساب"، وجميع برامج المحادثة المماثلة،والملفات المنقولة، ومعلومات الانترنت في أكثر من 35 دولة، معرضة للتجسس عبر مشروع "Prism".



وقد شارك في مشروع برنامج "وكالة الأمن القومي" الكثير من الشركات بعد "مايكروسوفت" -التي كانت أول مشارك- منذ انطلاقه في كانون الأول من عام 2007، من هذه الشركات العالمية شركة "ياهو" حيث دخلت على خط "Prism" عام 2008، لحقتها "غوغل"، و "فيسبوك"، و "بالتوك" في العام 2009، ثم دخلت "يوتيوب" عام 2010، و "سكايب" و "AOL" عام 2011، ودخلت شركة "ابل" على البرنامج العام الماضي 2012، علماً أن المشروع ما يزال مستمراً ليضم شركات أخرى منها "دروب بوكس" حسبما جاء في الوثيقة التي سربها سنودن.

 

 

سنودن هو شاب أميركي ترعرع في ولاية كارولاينا الشمالية، في مدينة إليزابيث سيتي، وما لبث أن انتقل مع أسرته إلى ماريلاند ليسكن قرب المقر الرئيسي لـ "وكالة الاستخبارات المركزية"، وقد صرح أنه لم يشعر يوماً بأن الحكومة الأميركية ستشكل تهديداً لقيمه السياسية. لم يكن سنودن من المتميزين خلال فترة الدراسة، وقد التحق بكلية مجتمع في منطقة ماريلاند ليدرس علم الكمبيوتر، ويحصل على شهادة الثانوية العامة، لكنه ترك الكلية، ليحصّل شهادته في وقت لاحق.



التحق سنودن بالجيش الأميركي في عام 2003، ليبدأ خوض برنامج تدريبي للالتحاق بالقوات الأميركية. وقد كانت أول وظيفة يحصل عليها في مكتب "وكالة الأمن القومي" حيث عمل في البداية حارس أمن بـ "جامعة ماريلاند" التابعة للوكالة، وبعدها عمل في "وكالة الاستخبارات المركزية" في قسم "الأمن الإلكتروني"، بسبب خبرته الواسعة باستخدام الإنترنت وبرمجة الكمبيوتر، وقد تمكن من التقدم بسرعة في وظيفته رغم أنه لا يملك حتى شهادة ثانوية.



انتقل بعدها للعمل ضمن بعثة دبلوماسية خاصة في جينيف، بسويسرا، حيث تولى مسؤولية الحفاظ على أمن شبكة الكمبيوتر، ما أوصلهُ إلى مجموعة كبيرة من الوثائق السرية. ومع كل الكم الهائل من المعلومات التي وصل اليها، إضافةً الى اختلاطه بعملاء وكالة الاستخبارات، راجع إدوارد نفسه بعد 3 سنوات، حول صحة ما يقوم به من أعمال، وصار يفكر بالكشف عن أسرار الحكومة الأميركية منذ ذلك الوقت، غلا أن أمرين منعاه من الإقادم على هذه الخطوة، الأول هو أنه أراد التغطية على أشخاص كانوا مراقبين من قبل الاستخبارات الأميركية، والأمر الثاني هو أمله في ايجاد اصلاحات في  المستقبل بعد فوز أوباما بالرئاسة الأمريكية عام 2008.


 

ترك إدوارد "وكالة الاستخبارات" في العام 2009، ليعمل بعدها مع متعاقد من القطاع الخاص للتعاون مع "وكالة الأمن القومي" في قاعدة عسكرية على الأراضي اليابانية، إلا أنه شعر بعدم وجود تغييرات في حكومة أوباما، عندها عزم على التغيير.. انتظر بعد ذلك 3 سنوات، مدركاً أن ما يحول بينه وبين كشفه للحقائق مسألة وقت لا أكثر. علماً أنه عمِل براتب 200 ألف دولار سنوياً، ولديه منزله الخاص الذي شاركته فيه صديقته في هاواي، ولكنه عزم على التضحية بكل هذا، لأن التجسس على حد قوله: "يشكل تهديداً حقيقياً للديمقراطية".



يجدر الذكر أن آخر ما تم تداوله من أخبار حول سنودن أنه حجز على متن طائرة متجهة إلى هونغ كونغ، حيث أقام لمدة 3 أيام، ليختفي بعدها هو وحبيبته في نفس الوقت. وقد بلغت مطاردة سنودن -اثر تسريبه معلومات "وكالة الأمن القومي"- ذروتها، بعد أن اختفى أثره عند وصوله إلى موسكو، في حين طلبت الولايات المتحدة   من الدول التي يحتمل أن يتجه اليها تسليمه الى السلطات الأميركية ليمثل أمام المحكمة، فيما أشار مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانغ الى أن سنودن وحبيبته في مكان آمن، وتجري مساعدتهما على طلب  اللجوء السياسي الى الاكوادور.
رأیکم