اميركا وضرب ايران.. بين "حركة حزب الشاي" والناتو العربي ( ج 1)

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۴۳۱۴
تأريخ النشر:  ۱۰:۴۹  - الأربعاء  ۱۶  ینایر‬  ۲۰۱۹ 
قبل ايام كشفت مصادر اميركية ان مستشار الامن القومي الاميركي "جون بولتون" طلب في ايلول-سبتمبر العام الماضي من وزارة الدفاع (البنتاغون) اعداد خطة لتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران، متحججا بان الاخيرة كانت وراء اطلاق قذائف على الحي الدبلوماسي في العاصمة العراقية بغداد حيث سفارة واشنطن.

اميركا وضرب ايران.. بين طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - قد لا تبدو تصريحات بولتون غريبة، خاصة وانه دعا اكثر من مرة الى اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، لكن ما جرى في مسالة طلبه خطة لضرب ايران ورفضها من قبل البنتاغون حينها، يدفع للبحث في الخلفيات والتبعات لطلب بولتون وكذلك لفشله في تمرير مشروع الاعتداء على طهران.

يعتبر بولتون من الاسماء التي تتبنى نظرية ما يعرف بحركة "حزب الشاي" المسيطرة على الحزب الجمهوري منذ عشرة اعوام تقريبا. والحركة التي تعتبر حركة سياسية اقتصادية محافظة ضمن الحزب الجمهوري، تحتوي على خليط من الليبراليين والشعبويين اليمينيين. كما كان لها الدور الابرز في حصول الجمهوريين على اغلبية مجلس الشيوخ عام الفين وعشرة ابان حكم باراك اوباما.

يقول الاكاديمي الاميركي "والتر راسل ميد" في مقال بعنوان (حزب الشاي والسياسية الخارجية) نشرته مجلة "فورين افيرز" في تعريفه لانصار هذه الحركة بانهم لا يحبون الحروب المحدودة لأهداف محدودة. ولا يؤمنون بالقيود المؤسسية على حرية الولايات المتحدة في التصرف، (أحاديا) للدفاع عن نفسها.

وهناك توجهان داخل حركة حزب الشاي، الاول "الباوليون" نسبة للسيناتور الجمهوري "رون باول" والثاني "البالينيون" نسبة "لسارة بايلن" وهي مرشحة سابقة كنائب لرئيس الولايات المتحدة. والتيار الثاني يعتبر الاخطر كونه يؤيد ما يسميه "راسل ميد" الاستجابة العسكرية العنيفة للحفاظ على التفوق الاميركي في العلاقات الدولية.

هذا الاساس النظري لنهج حزب الشاي هو اساس رؤية جون بولتون للتعاطي مع ايران لدرجة ان سلوكه بدأ يقلق البنتاغون بشكل جدي بسبب عدوانيته المنفلتة تجاه طهران، ما ينذر بمواجهة معها قد تخرج عن نطاق سيطرة واشنطن عليها.

غير ان نظرية التفلت من (القيود المؤسسية المتمثلة هنا برفض وزارة الدفاع تقديم خطة حرب ضد ايران لبولتون)، ونظرية التصرف بشكل احادي والاستجابة العسكرية العنيفة للحفاظ على التفوق الاميركي، ما زالت المحرك الاقوى لنهج بولتون واخرين من صقور الادارة الاميركية. وهو ما يتضح في تركيز بولتون ومعه مايك بومبيو وزير الخارجية على ايران منذ توليهما منصبيهما.

فبولتون وعد جماعات ما تسمى بالمعارضة الايرانية بان نظام الجمهورية الاسلامية سيسقط عام الفين وتسعة عشر. كما انه يعمل على استبعاد اي سيناريو او رؤية لا تؤمن بنهجه العدواني، ويمنع وصولها الى رئيسه دونالد ترامب.

لكن رغم قوة ونفوذ بولتون ومن معه من حاملي فكر حزب الشاي، يبدو ان مصالح اخرى ترتبط بما يعرف بـ “ESTABLISHEMENT” اي المجموعة التي تتحكم فعلا بالقرار الاميركي، وهذه المصالح تستدعي عدم المغامرة في شن حرب ضد ايران قد تحمل خسائر اكثر من المتوقع بالنسبة لهذا الكيان المتحكم بسياسة واشنطن.

لذلك كان لا بد من سيناريو اخر يمكن القول انه الارجح من وجهة نظر الاميركيين، ترافقا مع ابقاء المجال امام بولتون لممارسة دعايته العدوانية ضد ايران والتهديد بشن ضربة عسكرية ضدها. وهذا السيناريو يتمثل بتحقيق الولايات المتحدة مصالحها وتنفيذ مشاريعها على يد حلفائها، وبالتالي تكون اي ضربة او حرب ضد ايران على يد الحلفاء الاقليميين وتحديدا من خلال ما بات يعرف بالناتو العربي او الشرق اوسطي والذي بطبيعة الحال لا يغيب عنه كيان الاحتلال الاسرائيلي....

حسين الموسوي / العالم

انتهى/

رأیکم