كيف سيكون مصير عناصر "داعش" المطرودين من سوريا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۶۴۲۲
تأريخ النشر:  ۱۶:۱۵  - الأَحَد  ۱۷  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۹ 
مع اقتراب لحظة القضاء على آخر جيب لجماعة "داعش" الارهابية في دير الزور، وتضييق الخناق على مسلحيها المحاصرين في الجيب، هناك اسئلة تطرح نفسها فضلا عن باقي التحديات التي ستواجه سوريا والمجتمع الدولي بخروج هؤلاء الارهابيين من الاراضي السورية، وعن مصيرهم.. وأين ستكون وجهاتهم التالية؟ وما هو مصير الاطفال والنساء لدى هذه الجماعة الارهابية؟ وهل هناك دولة تتبناهم؟

كيف سيكون مصير عناصر طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -تستعد "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) للإعلان عن إنهاء تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات بعد التقدم الكبير الذي أحرزته في الايام الماضية. وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، قوات قسد استولت على آخر جيب للتنظيم الارهابي في شرق سوريا، بعد استسلام الارهابيين الذين ما زالوا هناك.

وأضاف المرصد أن المئات الآخرين من مسلحي التنظيم ومعظمهم أجانب استسلموا في اليومين الماضيين لـ "قسد"، مشيرًا إلى أن بعض المسلحين ما زالوا يختبئون في أنفاق تحت الأرض.

هذا وتم القبض في ريف عفرين شمالي سوريا الأسبوع الماضي على خمسة دواعش من أصول روسية وطاجيكية مع عائلاتهم، وذلك أثناء محاولتهم العبور إلى محافظة إدلب بطريقة غير شرعية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث باسم ما يسمى "الجيش الحر" المدعوم من تركيا "الرائد يوسف الحمود" قوله إن قوات الشرطة والأمن السوري، تمكنت من إلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم داعش الارهابي كانت تحاول التسلل نحو محافظة إدلب، قادمة من دير الزور، التي تشهد معارك ضارية.

وأشار المتحدث إلى أن الخلية قدمت إلى عفرين عن طريق مهربين عبر مناطق "قوات سوريا الديمقراطية"، متهما الفصائل الكردية بتسهيل مرورها.

ووفقا للمصادر المحلية، فإنه تم إيقاف السيارة التي كانت تنقل عناصر الخلية عند مقبرة "مشعلة" على طريق إعزاز عفرين في ناحية شران بعفرين، وبعد إلقاء القبض عليهم تم تحويلهم إلى الشرطة للتحقيق ثم إلى القضاء العسكري.

وحسب المصادر، تتألف الخلية من خمسة أشخاص بينهم اثنان من أصول روسية وثلاثة من طاجيكستان، إضافة إلى ثلاث نساء وسبعة أطفال.

وفي السیاق ذاته، يؤكد مسؤول في “قسد”، على وجود أكثر من 500 مسلح أجنبي من داعش في السجون لديهم، بالإضافة لـ550 امرأة و1200 طفل أجنبي، وينتقد المسؤول عدم استجابة الدول الغربية لمطلب إعادة مواطنيها، قائلا: «يجب أن تتحمل هذه الدول المسؤولية عن مواطنيها. إنها جزء من جهودنا المشتركة لهزيمة داعش نهائيا».

بريطانيا خيبت آمال هؤلاء لأنها جردت بعض مواطنيها من جنسيتهم البريطانية. وإن فرنسا وافقت، مؤخرا، على أخذ الأطفال، لكن ليس الوالدين. وإن الحكومة الأميركية دعت كل حكومات الدول، خصوصا الدول الأوروبية، إلى الموافقة على نقل مواطنيها من معسكرات الاعتقال. لكن، لم توافق الحكومة الأميركية على قبول كل مواطنيها، ومؤخرا، قبلت اثنين فقط».
يقول مسؤولون في “قسد” إنهم من المستحيل أن يطلقوا «سراح النساء والأطفال المحتجزين، والسماح لهم بمغادرة أراضيهم، وذلك لأن كثيرا من هؤلاء لا يحملون جوازات سفر، أو وثائق سفر أخرى، ولأن بعضهم يظل يؤمن إيمانا قويا بمبادئ داعش».

ما هو مصير مسلحي "داعش" الاجانب؟

يتطلع المجتمع الدولي لمعرفة مصير مسلحي داعش من الأجانب، والمحتجزين في سجون القوات المناهضة للتنظيم (الجيش السوري وقسد والجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البيشمركة).

وكان وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان،قد أجاب على هذا السؤال في ديسمبر الماضي، قائلا إن مصير نحو 700 مسلح أجنبي معتقلين في سوريا ستحدده البلدان التي ينحدرون منها، مضيفا أنه يتعيّن على كل البلدان أن تتبع الآليّة الخاصّة بها، مشيرًا أنّ جهوداً كثيرة بُذلت فى مراكز الاحتجاز للتأكّد من ملاءمتها المعايير الغربية.

وقامت قوّات سوريا الديمقراطيّة بسجن هؤلاء المعتقلين الذين يتحدّرون من نحو 40 بلداً، بحسب المصادر المطلعة. وهناك بعض البلدان الأعضاء فى التحالف الدولى التى لا تريد إعادة هؤلاء المسلحين إلى أراضيها نظراً إلى صعوبات جمع أدلّة حولهم فى منطقة حرب وتفادياً لحصول تطرّف داخل سجون هذه البلدان.

وبحسب تقارير أجنبية، فإن واشنطن تأمل أن تقوم البلدان التى يتحدّر منها المسلحين بإعادتهم لأنّ قوّات سوريا الديمقراطية ليس بمقدورها فعلاً أن تعتقل هؤلاء على المدى الطويل".

وفي وقت سابق، ذكر تقرير جديد صادر عن جهاز المخابرات السويدي (سيپو)، أن حوالي 100 أشخاص يحملون الجنسية السويدية، سافروا إلى سوريا والعراق، للقتال مع داعش، لا زالوا على قيد الحياة، واختاروا البقاء هناك والقتال الى جانب التنظيم حتى النهاية، أو الانتقال إلى منطقة حرب جديدة.

وقالت كبيرة المحللين في جهاز المخابرات السويدي "آهن زا هاغستروم"، كان هناك اعتقاد شائع أن سقوط التنظيم والخسائر التي مني بها ستدفع هؤلاء الى العودة وترك التنظيم لكن هذا لم يتحقق تماما.

وبحسب هاغستروم فإن المعلومات المتوفرة لدى جهاز المخابرات سيپو تشير إلى أن النساء والأطفال يعبرون عن رغبتهم في العودة الى السويد، لكن معظم الرجال الذين معهم يرفضون ذلك، ويريدون البقاء الى الأخير.

وأضافت أن هناك دلائل على أن مسلحي داعش السويديين عزلوا أنفسهم في جيوب متناثرة في الصحراء، فيما يُحتجز عدد منهم من قبل المسلحين الأكراد.

نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، اليوم الأحد، تقريرا يقول إن "انهيار تنظيم داعش بدأ يؤدي إلى موجات ارتدادية في منطقة الشرق الاوسط كلها مغيرا حسابات القوى المتصارعة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي".

ويوضح الكاتب أن "ثمن النصر الباهظ في سوريا قد يؤدي لأزمات لاحقة، خاصة مسألة أسر وأطفال مسلحي التنظيم"، مضيفا أن "التقديرات تقول إن نحو 4 آلاف شخص يتجهون إلى مخيم الحول للاجئين شمال شرق سوريا." ويضيف أن "المخاوف تتزايد من إمكانية انتقال مَن تبقى من مسلحي التنظيم إلى إدلب، حيث يوجد آخر تجمع ضخم للفصائل المسلحة الارهابية ونحو 3 ملايين مدني نصفهم من المهجرين داخليا ويسيطر عليها مسلحون إرهابيون".

ويعتبر كاتب التقرير أن "ذلك سيؤدي إلى اختفاء هؤلاء المسلحين هناك، واختفاء ما يعرفون من معلومات وتفاصيل دقيقة عن الجرائم التي ارتكبها التنظيم الارهابي"، مطالبا بضرورة "تقديمهم للمحاكمة".

 

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم