برهان غليون يعلن وفاة المعارضة السورية "سياسياً"

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۸۳۵۰
تأريخ النشر:  ۱۱:۵۵  - الأَحَد  ۱۷  ‫مارس‬  ۲۰۱۹ 
قال الكاتب والمفكر السوري برهان غليون إن المعارضة السورية "تُوفيت سياسياً"، مبيناً أن التجربة السياسية التي مرّت بها "فشلت".

برهان غليون يعلن وفاة المعارضة السورية طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - جاء ذلك خلال إطلاقه كتابه "عطب الذات.. وقائع ثورة لم تكتمل، سوريا 2011-2012"، يوم السبت، خلال ندوة في مدينة إسطنبول التركية، بالتزامن مع الذكرى الثامنة للثورة السورية التي انطلقت في 2011.

وبيَّن غليون في حديثه بالندوة التي حضرها مراسل "الخليج أونلاين"، أن "هذا الكتاب ليس بحثاً أكاديمياً"، قائلاً: "إنه من أكثر الكتب التي أخذت جهداً مني، كتبته لأنه واجب ودَين، حتى يعلم السوريون أين وردت الأخطاء في تجربتنا السياسية التي فشلنا فيها".

وعن ماهية الكتاب، قال الكاتب السوري: "الكتاب ليس تأريخاً للثورة السورية، بل تاريخها موجود على لسان أبنائها الذين قادوا معاركها في كل مجالاتها الثورية، هذا ليس عرضاً نهائياً وكلياً وشاملاً للتجربة السياسية في الثورة السورية؛ بل يعكس وجهة نظري بما حصل، قراءة ذاتية وليست موضوعية".

وتكمن أهمية الكتاب، وفق غليون، في أنه كان حاضراً بتفاصيل عاشها وشارك فيها، وقال: "لذلك من الواجب نقلها للناس".

عطب الذات

ودعا الكاتب كل من عاش تجارب سياسية أو عسكرية أو ثورية إلى أن ينقلها للناس، مبيناً أن "الحقيقة ليست واضحة تماماً، الحقيقة هي مقاطعة ما جرى ثم الخروج بنتيجة واضحة".

وقال: "افتقرنا إلى العمل السياسي الحقيقي، لم تكن لدينا تجربة سياسية، حتى إنه لم تكن لدينا تجربة مدنية، عشنا في أجواء إرهاب كاملة، كان من الممنوع مناقشة أوضاعنا السياسية".

وأشار إلى أن "أهمية الكتاب لا تكمن في أسماء الأشخاص الواردة فيه، بل في العجز الكبير الذي مررنا به".

وقال غليون: "نحن نعيش أيديولوجية إسلامية منذ 30 إلى 40 عاماً، بسبب سقوط النظريات القومية واليسارية والشيوعية، وهذا مرتبط بأسلمة الثورة السورية، بالإضافة إلى أن الحرب كانت تحتاج الإسلام من أجل التضحية والفداء وهذا إيجابي، ليس سلبياً عسكرة الثورة، وتحوُّلها من السلمية كان بسبب عنف النظام".

وبيّن أن "الأحزاب السياسية فشلت في تحقيق إطار سياسي، لم تكن هناك أي أحزاب سياسية حقيقية في سوريا.. (إنما) تجمعات شخصية، وضحالة نخبوية سياسية".

الكتاب لم يُكتب لكي تصحح الأحزاب مسارها، وفق غليون؛ إذ إن هذه الأحزاب أصبحت من الماضي وانتهت، وإنما كُتب للجيل القادم، حتى لا يقع في أخطاء السياسيين السابقين الذين سقطوا في الثورة السورية.

جدير بالذكر أن الكتاب مكوّن من 528 صفحة، وصدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ويعرض فيه غليون بدايات الثورة السورية، وكيف تكوَّن المجلس الوطني، والظروف التي أحاطت بقيامه وتفاصيل رئاسته، باعتباره أول رئيس للمجلس، ثم استقالته بعد ذلك، والأسباب التي أدت إلى الاستقالة.

وبنى غليون كتابه على قسمين رئيسين: القسم الأول يشبه المذكرات، حيث يسرد فيها مسيرته السياسية والأكاديمية، مروراً بتجربة ربيع دمشق (وهي فترة نشطت فيها المعارضة السورية عقب وفاة حافظ الأسد وتولي بشار السلطةَ)، التي يرى غليون أن ثورة مارس 2011 كانت امتداداً له، وانتهاء باندلاع الثورة والسعي لإسقاط نظام الأسد وتجربة المجلس الوطني.

أما القسم الثاني فيحلل ويشرح فيه ما حصل للثورة السورية وتفاعل اللاعبين الخارجيين معها.

وبرهان غليون مفكر فرنسي - سوري، وأستاذ علم الاجتماع السياسي، ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون الفرنسية.

يعتبر غليون من أبرز معارضي نظام الرئيس بشار الأسد، تولى رئاسة المجلس الوطني السوري المعارض عقب الثورة السورية في الفترة ما بين 2 أكتوبر 2011 حتى 24 مايو 2012.

 

انتهی/

رأیکم