بعد هزيمتهم في سوريا.. ما مصير اسرى 'داعش'!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۸۷۶۴
تأريخ النشر:  ۱۵:۳۸  - الأَحَد  ۲۴  ‫مارس‬  ۲۰۱۹ 
بعد إعلان ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الانتصار الكامل على تنظيم "داعش" الارهابي في الباغوز بريف دير الزور، شرقي سوريا، في آخر معقلها، وسقوط "دولة الخرافة"، التي امتدت في وقت من الأوقات على مساحة تصل إلى ثلث أراضي العراق وسوريا، يدور الحديث عن ما هو مصير اسرى "داعش" وخاصة الأجانب منهم الذين لا ترغب الدول التي قدموا منها باسترجاعهم ؟

بعد هزيمتهم في سوريا.. ما مصير اسرى 'داعش'!طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقال البيت الأبيض في بيان، اليوم الأحد: "هناك أكثر من ألف مسلح أجنبي من أكثر من 40 دولة محتجزون لدى قوات سوريا الديمقراطية".

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، في وقت سابق أمس السبت 23 مارس، أنها حققت انتصارا كاملا على "داعش" في الباغوز بريف دير الزور، شرقي سوريا.

وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، في بيان على موقع وزارة الدفاع الأمريكية: "نشيد بالانتصار، الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية، على تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق"، مضيفا: "بيان قوات سوريا الديمقراطية أكد أن 100 في المئة من الأراضي، التي كان يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق تم تحريرها".

وتابع: "هذه مرحلة فارقة في مسار الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، ونحن نفهم أن عملنا ما زال لم يكتمل"، مضيفا: "سنواصل العمل لمواجهة أي محاولة من بقايا التنظيم للظهور ثانية".

 

ولفت البيان إلى أن "داعش" كان يسيطر على مناطق تصل مساحتها إلى 20 ألف ميل مربع في الدولتين، وأن تلك المناطق تم تطهيرها من التنظيم منذ يناير عام 2017، مشيرا إلى أن "داعش" لم يعد يسيطر على أي مناطق سكنية.

وادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة الأمريكية حررت 100 في المئة من الأراضي، التي كانت خاضعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا.

وكان ترامب قد دعا في وقت سابق الدول الأوروبية إلى "استعادة" إرهابيي التنظيم الذين احتجزوا في سوريا وتقديمهم للمحاكمة، لكن حتى الآن لم يوافق أحد على ذلك. وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة ، أناتولي أنتونوف، إن روسيا تفضل حل قضية المسلحين الذين تم أسرهم في سوريا خارج أراضيها.

دول ترفض تسلم رعاياها

وفي حوار مع بي بي سي، قال عبد الكريم عمر، رئيس هيئة العلاقات الخارجيّة في "قسد"، إن بعض الدول الأوروبية " ترفض تسلُم مواطنيها الذين حاربوا مع التنظيم الارهابي في سوريا والعراق، رغم النداءات المتكررة لهم باقتناص الفرصة الذهبية ومحاكمة المنتمين للتنظيم، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً".

وأضاف عمر:" لاتقتصر حملة مواجهة الإرهاب على محاربتهم بالسلاح، بل حل هذه المسألة الخطيرة أيضاً من أولويات مكافحة الإرهاب وعليهم العمل معنا لحل مشكلاتهم، فلا نستطيع تحمل الأعباء وحدنا".

وأضاف:" تطلب منا الدول الرافضة لتسلم مواطنيها أن نتصرف، لكننا لن نأخذ القرار والمسؤولية لوحدنا".

وردا على سؤال عن أماكن وجود الأسرى لديهم وعددهم يقول:" بحسب احصائيات أجرتها مؤسسات الإدارة الذاتية لأعداد أسرى التنظيم في أواخر يوليو/تموز 2018، تجاوز عدد الرجال الـ 500 عنصر، بينما يبلغ عدد النساء 550 امرأة، أما الأطفال فتجاوز عددهم 1200 طفل، وهذه الأعداد في تصاعد لأن الحملة ضد التنظيم لم تنتهِ بعد".

وأضاف :" هذه الأعداد الكبيرة من الأسرى موزعة في ثلاثة مخيمات، لكنها موجودة جميعها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهي مخيم روج والهول وعين عيسى".

وكان قد صرح عمر في مؤتمر صحفي أن الأسرى لديهم ينتمون إلى أكثر من 44 دولة عربية وغربية بالإضافة إلى السوريين.

وقال عمر :" يشكل هؤلاء عبئاً كبيرا على إدارتنا، ولسنا قادرين على تحمل الأعباء ، وخاصة أن دولهم لا ترغب في تسلمهم". وأضاف:" نحن في هيئة العلاقات الخارجية لمقاطعة الجزيرة على تواصل مع الدول التي لها أسرى من التنظيم لدينا، يجب أن يتعاونوا معنا، فليست لدينا موارد كافية لإعاشتهم".

دول تسلمت رعاياها

إلا أن قوات سوريا الديمقراطية في مدينة القامشلي، تمكنت في العشرين من سبتمبر/أيلول الحالي، من تسليم امرأة سودانية مع طفلها البالغ من العمر أربعة أسابيع، إلى الدبلوماسيين السودانيين لاصطحابها إلى السودان.

وكانت المرأة أسيرة لدى "قسد" بتهمة انتمائها إلى تنظيم "داعش" الارهابي، وسُلمت إلى سفارة بلادها بناءً على طلبها.

وخلال الأسابيع الماضية، نقلت قوات سوريا الديمقراطية، ما لا يقل عن 280 عنصرا بداعش إلى العراق بعد اعتقالهم في سوريا، رغم أن الأغلبية الساحقة من المعتقلين عراقيون"، وان "من بينهم ما لا يقل عن 13 فرنسي بينهم".

كما تسلمت روسيا في وقت سابق عددا من نساء وأطفال الشيشان الذين كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم الارهابي مع نسائهم وأطفالهم. وتسلمت أندونيسيا حوالي 30 أسيراً من رعاياها.

وسلمت وحدات حماية المرأة الكردية امرأة أمريكية مع أربع من اطفالها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وذلك في وقت سابق بحسب تصريحات عبد الكريم عمر.

وأبدت كندا تجاوبها ورغبتها في تسلّم مواطنيها أيضاً ومحاكمتهم في كندا.

وعن جنسيات مسلحي التنظيم الموجودين في قبضة الأكراد، يقول عمر إن هناك "دواعش" أكراد أيضا لكنهم ليسوا من سوريا بل من إقليم كردستان في العراق وتركيا إلى جانب العديد من الجنسيات الأوروبية والآسيوية".

وثيقة تكشف خطة "داعش" الجديدة

كشفت وثيقة عثر عليها مراسل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية شرقي سوريا، أن تنظيم "داعش" الارهابي الذي مُني بهزيمة كبيرة في سوريا والعراق مؤخرا، وضع خططا لعملياته المستقبلية في أوروبا.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، عن تمكنها من السيطرة على آخر معقل كان يتحصن فيه مسلحو تنظيم "داعش" في بلدة الباغوز شرقي نهر الفرات في سوريا.

إلا أن سقوط "داعش" في العراق وسوريا، لن يشكل على ما يبدو نهاية لهذا التنظيم الارهابي، إذ كشفت الوثائق التي عثر عليها في آخر معاقله شرقي سوريا عن تحضيرات لتسليح وتمويل متشددين وخلايا نائمة في أوروبا.

ووصف الصحيفة ما جاء في الوثيقة من خطط بأنها "تقشعر لها الأبدان"، وتضمنت أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم، بالإضافة إلى مراسلاتهم التي عكست وجود نظام بيروقراطي داخل التنظيم.

وفي رسالة مكتوبة في كانون الثاني، موجهة إلى زعيم "داعشي" محلي في سوريا، يظهر اسم "أبو طاهر الطاجيكي" الذي لديه خطة لمساعدة أعضاء "داعش" في أوروبا على شن هجمات، وتجنيد أفراد من الخارج إلى سوريا.

وتقول الرسالة المكتوبة، إن لدى الطاجيكي أفرادا يريدون العمل في مناطق بعيدة عن العراق وسوريا، وتعطيه الإذن بالتواصل معهم من أجل تنفيذ عمليات داخل أوروبا.

وتشير الرسالة، التي تم العثور عليها في قرص مدمج يحتوي على عشرات المراسلات، إلى طلب الإذن لإنشاء مكتب للعلاقات الخارجية لإدارة عمليات داعش في أوروبا وغيرها من المناطق.

وتقول الرسالة "قبل أن ينفذوا العمليات يرسلون لنا الأهداف إن كان التواصل آمنا، وإلا فلينفذوا. ولن نقصر معهم بما يحتاجون، ولكن الأمر يحتاج إلى واقعية ومصداقية".

وتظهر الوثائق أن الطاجيكي كان يعتزم تقديم خططه إلى لجنة أرسلها زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، لكن تم تأجيل الاجتماع بعد مقتل أحد أفراد اللجنة، وفي الرسالة، يسأل كاتبها عن فرصة أخرى لتقديم الاقتراح.

ويُعتقد أن البغدادي يقبع في مخبأ صحراوي سري مع كبار مساعديه بين العراق وسوريا، ويتنقل بين الفينة والأخرى في محاولة للتخفي عن الأنظار في منطقة لا تغادرها طائرات التحالف ضد التنظيم الارهابي.

في الختام .. يرى مراقبون أن أسرى تنظيم "داعش" الارهابي وخاصة منهم الأجانب بمثابة قنبلة موقوتة في مناطق "قوات سوريا الديمقراطية"، وسيشكلون خطراً على المجتمع الدولي إذا ما استطاعوا الهروب.

/انتهى

رأیکم