نتنياهو يلتقي بوتين في العاصمة الروسية موسكو

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۹۲۹۲
تأريخ النشر:  ۱۳:۴۵  - الخميس  ۰۴  ‫أبریل‬  ۲۰۱۹ 
لم يبق سوى خمسة ايام على دخول بنيامين نتنياهو معترك الإنتخابات البرلمانية القادمة، حتى وصل رئيس وزراء كيان الإحتلال الاسرائيلي للمرة الثانية الى العاصمة الروسية موسكو منذ شباط الماضي. زيارة جاءت بعد مهاتفة مطولة بين الرجلين يوم الإثنين الماضي حيث أثارت الكثير من التساؤلات، باتت ثلاثة منها اكثر ترجيحا من مثيلاتها.

نتنياهو يلتقي بوتين في العاصمة الروسية موسكوطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ومن الطبيعي ان يركز المراقبون على ان زيارة نتنياهو تهدف الى دعايات انتخابية خاصة وان نتنياهو اكد في اجتماعه الأخير بحزبه "الليكود"، بأنه مازال يتمتع بمكانة عالمية وان كبار زعماء العالم يطلبون وده ويفخرون بالتحاور معه، وبإمكانه ان يلتقيهم متى ما شاء، وأين ما شاء!!!.... ليعزز بذلك صورته امام الناخب الإسرائيلي. لكن مما لاشك فيه ان هناك تيار اخر من المراقبين لايسبتعد طرح قضايا أكثر أهمية في التحاور الإسرائيلي مع موسكو، وهو الدور الإيراني في الملف السوري. هذا على الصعيد العلاقات الإسرائيلية الروسية، والأبعد من ذلك هي صورة اخرى لم يظهر لها اي طابع في الزيارة، لكنها تشكل المحور الأساس لنتنياهو المقبل على خوض الانتخابات النيابية وهي ان الأخير وبعد الهبة التي قدمها له غريمه الأمريكي ترامب، في إستكمال السيادة على الجولان المحتل، أصبحت الكفة الأخرى لموازنة قوى الداخل الإسرائيلي.

ففي الوقت الذي سلب فيه نتنياهو كل خيارات السلطة الفلسطينية، لتبىقى لاحول لها ولا قوة في الأراضي التي كان من المقرر ان تكون هي الحاكمة فيها، بات كيان الإحتلال يعبث ويقتل البشر والشجر وكل ما هب ودب لمعارضة قراراته، ولم تكن جريمته يوم امس بقتل الفلسطيني الشاب اول أو اخر جريمة يتذرع بها قطعان المستوطنين بأنهم حصلوا على سكين بحوزة الشاب الفلسطيني بعد قتله!!!... فما الذي فعلته السلطة الفلسطينية أمام تكرار مثل هذه المزاعم التي لايكاد اسبوع واحد يخلو من تكرارها؟

هذا الصمت الرسمي الفلسطيني في الداخل، يؤازره الصمت والتنديد الخجول للموقف العربي الرسمي امام إنتهاكات كيان الإحتلال لقرارات الإمم المتحدة ومجلس الأمن أمام سياسة توسيع رقعة الإحتلال والتهويد في كل المساحات التي يحتلها كيان الإحتلال الإسرائيلي، بحيث ما ان قدم ترامب الجولان على طبق من ذهب لنتنياهو، حتى سارع الأخير للإعلان عن عزمه البدء بتوطين 250 ألف مستوطن صهيوني في الجولان قريبا، فكيف كان الرد العربي على ذلك؟

وفي الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو كسب الناخب في الداخل، ليعينه في الإنتخابات القادمة، يعمل على إنشاء قرارات الأمم المتحدة خاصة القررا 338 الذي ينص على عدم السماح بتوسيع الإستيلاء على الاراضي حتى لو كانت خالية او دون راع، ويدين بناء المستوطنات عليها، والقرار 497 لمجلس الأمن الذي صادق عليه كل أعضاء مجلس الأمن عام 1981 بمن فيهم المندوب الأمريكي، والذي ينص على ان الجولان عربية سورية محتلة، وعلى اسرائيل الإنسحاب منها.

ويرى المراقبون ان نتنياهو ومن خلال المراهنة في العمل على جبهتين داخلية وخارجية في وقت واحد، يحاول كسب أحدهم على اقل تقدير، فإنه قد حسب الف حساب وحساب قبل الدخول في مثل هذه المراهنة، بحيث يطرح قضية بدء عملية الإستيطان في الجولان، ولو واجه إثرها مشاكل وإحتجاجات داخلية، تمكن من تجميد العملية بشكل مؤقت، وتظاهر بأنه يواصل العمل في الجبهة الثانية وهي تكريس سيادته على القدس، التي منحها له غريمه سمسار البيت الابيض قبل الجولان لتكون عاصمة كيانه الأبدية.

وبما أن السلطة الفلسطينية باتت محنطة دون أي حراك امام كل الإعتداءات والتجاوزات الإسرائيلية على كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، فإنه سيعمل على تكريس هذا الجانب من تطلعاته التي ستضاعف مكانته لدى الناخب الإسرائيلي في الانتخابات القادمة دون شك.

وإذا ما تمكن من إسكات الإحتجاجات ضد العملية الإستيطانية في الجولان فسيكون هو الناجح على الجبهتين في الضفة والجولان، وهو ما سيشكل دعما أكبر لموقفه الانتخابي. وفي كلا الحالتين يكون هو الرابح في المواقف السياسية الداخلية منها والخارجية. وهذا ما يمكن ان يكون موضع تصالح ضمني مع الزعماء السياسيين في موسكو الذين قد لايزعجهم أي تغير بمصير القدس وهضبة الجولان التي مضت عقودا على احتلالهما دون ان يحرك الموقف العربي ساكنا إزاءهما، فما بالهم وهم بعيدون عنها. وعليهم ان يراهنوا على التعامل السياسي مع رجل قد ينفعهم في تعديل موازنة القوى، وتصحيح المواقف مع سمسار البيت الأبيض ولا غير، والأيام بيننا.

عبدالهادي الضيغمي

انتهى/

الكلمات الرئيسة
رأیکم