ما شهدته الساحة السياسية خلال المرحلة الماضية من أحداث، أكدت لكل القوى السياسية أنه لن ينجح فصيل، فى إقصاء آخر، وأنه لن يستطيع الإطاحة برئيس منتخب يتمتع بظهير شعبى كبير.
وأن العنف الذى شهدته البلاد على يد مجموعة من البلطجية وفلول النظام السابق، وبعض الفوضويين المحسوبين على بعض قوى الثورة، وتنظيمات إرهابية كالبلاك بلوك، زج بالبلاد لحالة من الفوضى والاضطراب، نتج عنها تراجع واضح فى شعبية قوى المعارضة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ، كما نالت هذه الحالة أيضاً من التواجد القوى للقوى الإسلامية فى الشارع المصرى.
لذا وجدنا الجميع يهرولون نحو إيجاد مخرج لحالة التيه التى أضرت بالبلاد، والسعى بكل قوة نحو البحث عن مساحات من التوافق الوطنى بين هذه الفصائل، فتعددت المبادرات الوطنية، وكانت أهمها مبادرة الأزهر التى استهدفت وقف العنف، ثم مبادرة حزب النور التى حركت الماء الراكد بين القوى الإسلامية وجبهة الإنقاذ، وانتهت هذه المبادرات بالاجتماع التاريخى بين د. الكتاتنى ود.البدوى ود. البرادعى، الذى يعد البداية الحقيقية للتوافق الوطنى، ويكمل هذه المنظومة الوطنية التحركات الحثيثة للمناضل أيمن نور ولقائه مع عمرو موسى.
وتؤكد هذه الجهود الوطنية أن الجميع لديه نوايا حقيقية للم الشمل، والوصول لحلول توافقية تخرجنا من النفق المظلم، الذى أضر بالبلاد والعباد، وأن المرحلة القادمة ستشهد تصحيحا لمسار القوى الثورية، من أجل تحقيق أهداف الثورة، والقصاص لشهدائنا، كما سيذهب الجميع لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس النواب، وذلك بعد تعديل قانون الانتخابات بشكل توافقى، وأرى أن الكل سيسعى بكل قوة إلى إجراء انتخابات نزيهة، ستكون الكلمة العليا فيها للشعب، لكى يرجح فصيل سياسى على آخر.