محللون: هناك محاولات لإحياء الإرهاب في جنوب آسيا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۰۳۸۳
تأريخ النشر:  ۱۸:۱۶  - الأَحَد  ۲۱  ‫أبریل‬  ۲۰۱۹ 
قال الدكتور وائل عواد، الخبير في الشئون الأسيوية، أن "ما حدث في سريلانكا يعد عملا إرهابيا، خاصة أن من قام بهذه العملية أراد سقوط أكبر عدد من الضحايا، وسط الأبرياء من المدنيين، فضلا عن أن الحوادث تزامنت مع أعياد المسيحيين في الجزيرة".

محللون: هناك محاولات لإحياء الإرهاب في جنوب آسياطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وعن الاشتباكات المتكررة بين المسلمين والبوذيين في سيرلانكا، أوضح عواد في حديثه مع برنامج "بين السطور"، المذاع عبر "راديو سبوتنيك"، أن "سيريلانكا تعرضت لحرب أهلية استمرت لأكثر من 17 عاما، في شمال وشرق الجزيرة، مكان تمركز حركة نمور التاميل الانفصالية، ولكن في 2009 استطاعت الحكومة القضاء عليها، ومن ثم بدأت حالة الهدوء تعود إلى مجاريها، لذلك فإن الخلافات والتصعيد الديني في سريلانكا، كان لوحظ في الأونة الأخيرة، مع ارتفاع حدة الخطابات الدينية المعادية من الإقليات، لذلك لا يمكن النظر لحوادث سريلانكا اليوم بمعزل عن التطورات، في منطقة جنوب آسيا، خاصة في ميانمار والهند وبنغلاديش وغيرهم من دول الجوار".

وحول طبيعة الجماعات الإرهابية في آسيا ونقاط تمركزها، اعتبر عواد، أن "هناك محاولة لإعادة إحياء الإرهاب في جنوب آسيا، وكانت أفغانستان وباكستان المركزين الأساسيين لهذه الحركات النشطة، فضلا عن تنوع التنظيمات الإرهابية هناك، ما بين القاعدة و"داعش"، بالإضافة لوجود حركات إرهابية أخرى، تتخذ منحى آخر، كما يظهر في ميانمار وبعض الجماعات التابعة للأغلبية السنهالية في سريلانكا".

وحول دور الحكومة السريلانكية لاحتواء الموقف، خاصة مع وجود ماضي عنيف مع الحرب الأهلية، أكد الدكتور وائل عواد، المتخصص في الشئون الآسيوية، أن "هناك خللا أمنيا كبيرا، ظهر فى قدرة الجماعات الإرهابية المتطرفة على اختراق كل هذه الكنائس والفنادق الخمس نجوم، لذلك تم رفع حالة التأهب القصوى، وإغلاق المدارس، وتأخير مواعيد إقلاع الطائرات".

وفيما يخص الموقف الدولي من تزايد الهجمات الإرهابية حول العالم، قال ناصر زهير، الباحث في العلاقات الدولية وقضايا الإرهاب، إن "هناك تسارع خطير في وتيرة الإرهاب اليميني على مستوى العالم، وأيضا الطرف الأخر الذي يستهدف الكنائس ودور العبادة، ومن الواضح أن الإرهابيين نصبوا تركيزهم على الأماكن البعيدة عن التوقع، كما حدث في نيوزيلندا سابقا، والآن في سريلانكا".

وأضاف زهير في حديثه مع برنامج "بين السطور" المذاع عبر "راديو سبوتنيك"، أن

"الجماعات الإرهابية بدأت تعتمد على استراتيجية الذئاب المنفردة، أي استبعاد وسائل الاتصالات، التي قد تكون مراقبة من قبل أجهزة الأمن، فضلا عن عدم تعاون شركات الانترنت بالشكل الكافي مع الدول، مما صعب الأموربشكل كبير على أجهزة مكافحة الإرهاب".

وحول تشكيك البعض في إعلانات القضاء على الإرهاب في كل من سوريا والعراق بعد حادث سريلانكا، وصف زهير إعلان بعض الدول القضاء على الإرهاب؛ بأنه سياسي وليس واقعيا، خاصة أن الخطر بات أكبر وأكثر انتشارا بعد إعلان القضاء على الإرهاب، في كل من سوريا والعراق، وهروب عدد كبير من العناصر الإرهابية لمناطق متفرقة، لا يمكن اكتشافها بسهولة، إلا بعد وقوع الحوادث، كما اليوم في سريلانكا، بعد أن كانوا محجوزين في بقعة جغرافية واحدة أو محددة".

وعن كيفية مواجهة هذا الخطر العالمي، شدد زهير "على ضرورة إيجاد استراتيجية عالمية في مواجهة الإرهاب، إذ نشهد دائما اجتماعات لمنظمات عالمية، ولمسئولين عن مكافحة الإرهاب من كل الدول، لكن دائمًا هناك فشل، والدليل على ذلك اجتماع وزراء داخلية الدول السبع الكبرى في باريس، ولم يخرجوا بقرارات متناسقة ورادعة ضد الإرهاب".

وحول تزامن إحياء الإرهاب في آسيا مع إعلان ترامب الانسحاب من الشرق الأوسط والاستدارة نحو آسيا وفق خطة المحافظين الجدد، لفت إلى أن "هناك توجه حقيقي نحو آسيا، ولكن دور الولايات المتحدة هناك، سيأتي كخطوة ثانية بعد الشرق الأوسط، ولكن حتى الأن لم تنتهي المهمة الأولى، فضلا عن اعتماد دونالد ترامب على البروباجندا الإعلامية في سياساته، ولذلك إذا بقت خطة مكافحة الإرهاب في يد الولايات المتحدة فمصير كل الجهود الفشل".

وأردف ناصر زهير، الباحث في العلاقات الدولية وقضايا الإرهاب، قائلا: "الرئيس الأمريكي يعتمد على سياسية أمريكا أولا، أي أن طالما العمليات الإرهابية بعيدة عن الولايات المتحدة، فهذا جيد لواشنطن، لذلك لابد من تنسيق عالمي فعلي لمواجهة الإرهاب، وأن يكون وزراء داخلية الدول غير تابعين في هذا الملف لسياسات حكوماتهم، فلابد من فصل السياسية عن أجهزة مكافحة الإرهاب، وأن يكون التنسيق عالمي غير تابع للمزاجية السياسية وقطع العلاقات بين الدول؛ كون الخطر بات يهدد الجميع".

 

انتهی/

رأیکم