الكشف عن تفاصيل جرائم مروعة ارتكبها قائد أميركي في العراق

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۰۶۴۴
تأريخ النشر:  ۰۸:۳۰  - الخميس  ۲۵  ‫أبریل‬  ۲۰۱۹ 
يواجه قائد في البحرية الأميركية محاكمة عسكرية من المقرر أن تبدأ نهاية الشهر القادم، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في العراق، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

الكشف عن تفاصيل جرائم مروعة ارتكبها قائد أميركي في العراقطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقال الكاتب دايف فيليبس في الصحيفة إن القائد العسكري الأميركي إدوارد غالاغر (39 عاما) ارتكب عدّة جرائم من قبيل طعن صبي أعزل حتى الموت، والقصف العشوائي للأحياء بالصواريخ ونيران المدافع الرشاشة.

وأشار فيليبس إلى أن أفرادا من فرقة "نافي سيلز" من الفصيلة "ألفا" التابعة للأسطول السابع في البحرية الأميركية شاهدوا قائد الفصيلة وهو يرتكب جرائم مروّعة في العراق، وما زاد إحباطهم مرور أشهر عدة دون اتخاذ أي إجراءات رسمية في حقه.

وأضاف التقرير أنه في ظل هذا التهاون، دعا بعض أفراد الفصيلة إلى عقد اجتماع مع قائد الفرقة في مارس/آذار 2018 بالقاعدة البحرية العسكرية في كورونادو في سان دييغو.

ووفقا لتقرير سري صادر عن خدمة التحقيق في جرائم البحريّة تحصّلت "نيويورك تايمز" على نسخة منه، قدّم هؤلاء الأفراد بعض التفاصيل عن الجرائم، وطالبوا بإجراء تحقيق رسمي.

تحذير

وعوضا عن فتح التحقيق في ذلك اليوم، اكتفى قائد الفرقة وكبار مساعديه - وهم رفاق قدامى لقائد الفصيلة المتهم قائد العمليات الخاصة إدوارد غالاغر- بتحذير أفراد الفصيلة السبعة من أن التكلّم بصراحة من شأنه أن يكلّفهم حياتهم المهنية.

في نهاية الأمر، أعرب أفراد الفصيلة عن مخاوفهم إلى سلطات أخرى غير الفصيلة البحرية، ونتيجة لذلك يواجه القائد غالاغر الآن محاكمة عسكرية من المقرر أن تبدأ يوم 28 مايو/أيار القادم.

وأوضح الكاتب أن فصيلة "سيلز" البحرية تعتبر من بين أقوى نخب مغاوير الجيش الأميركي، لكن هذه السمعة انهارت مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة من خلال التحقيقات في عمليات الضرب والقتل والسرقة غير القانونية وتقارير عن تعاطي المخدرات.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أمر القائد الأعلى لفصيلة السيلز الأميرال كولين غرين بإجراء مراجعة تمتد على فترة 90 يوما للثقافة السائدة داخل هذه القوة وتدريباتها، لكن لم تنشر أي نتائج بعد.

وبينما كان أفراد القائد غالاغر يدقون ناقوس الخطر بشأن عمليات القتل في العراق، كان رؤساؤه يثنون عليه حيث وصفه البعض بأنه أفضل قائد في الفريق.

مكافأة

وبعد أيام قليلة من اجتماع مارس/آذار 2018، تحصّل القائد على النجمة البرونزية للشجاعة في الحرب بالعراق. وبعد مرور شهر، نجح أفراد الفصيلة السبعة أخيرا في حث قادتهم على إبلاغ إدارة التحقيقات الجنائية البحرية رسميا عن مقتل العراقيين، من خلال التهديد بالتحدّث مباشرة إلى كبار ضباط البحرية ووسائل الإعلام.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، ألقي القبض على غالاغر بأكثر من 12 تهمة، بينها القتل العمد ومحاولة القتل.

وإذا ثبتت إدانته فسيقضي بقية حياته في السجن، لكنه دفع ببراءته ونفى جميع التهم. وفي الوقت ذاته، تجمّع بعض المحافظين للدفاع عن غالاغر وجمع المال والضغط علنا من أجل إطلاق سراحه.

كما ظهر شقيق القائد المتهم شون غالاغر وزوجته أندريا غالاغر عدة مرات على قنوات فضائية وطالبا بإطلاق سراحه، وصرحا بأن الادعاءات الموجهة ضده مختلقة من قبل الأفراد الساخطين الذين لم يتمكنوا من تطبيق معاييره الصعبة فأرادوا التخلص منه.

يُعرف غالاغر داخل فصيلته باسم "بلايد"، وأنه أحد أهم أفراد الفصيلة المميزين، كما أثني على شجاعته وحسن قيادته خلال خمس عمليات نشر عسكريّة، بالإضافة إلى أنه مؤهل كطبيب وقناص وخبير متفجرات، وأشرف على تجنيد مئات الجنود من سلاح البحرية.

وُكّلت إلى غالاغر أثناء وجوده في العراق مهمة التخطيط والإشراف على مهام الفصيلة، لكن أفرادها أكدوا أنه كان يقضي معظم وقته متواريا عن الأنظار حاملا بندقية قنص، ليطلق النار أضعاف ما يطلقه القناصة الآخرون. وذكروا أنه كان دائما يتباهى بعدد الأشخاص الذين نجح في قتلهم.

وأخبر قناصان المحققين بأنه في أحد الأيام أطلق غالاغر النار على فتاة ترتدي حجابا مزينا بالأزهار، كانت تسير مع فتيات أخريات على ضفة النهر. وقال أحدهما إنه من خلال منظاره شاهد هذه الفتاة وهي تقع أرضا ممسكة ببطنها، ومن ثم سحبتها صديقاتها بعيدا.

وذكر قناصان آخران أن القائد أطلق النار أيضا على رجل أعزل ليسقط إثر ذلك على الأرض.

وحسب ما رواه بعض أفراد فصيلة "سيلز"، فإنه في صبيحة يوم 4 مايو/أيار 2017، أحضرت القوات العراقية طفلا (15 عاما) أصيب في ساقه خلال المعركة، على أنه كان ضمن صفوف تنظيم داعش الارهابي.

ويظهر مقطع فيديو أن الشاب كان يكافح من أجل أن يتكلّم، لكن مسعفي الفصيلة أخبروا المحققين بأن جروحه لم تكن بتلك الخطورة. وقال شهود عيان إنه بينما كان أحد المسعفين يعالج هذا الطفل سار غالاغر دون أن ينبس بكلمة وطعن الشاب الجريح عدة مرات في رقبته وصدره بسكين الصيد، فأرداه قتيلا.

وأورد الكاتب أنه وجهت في السابق لغالاغر تهم خطيرة تتعلق بسوء التصرف. ووفقًا لتقرير التحقيق، أفادت قوات الجيش الخاصة التي خدمت في أفغانستان عام 2010، بأنه أطلق النار على فتاة أفغانية لإصابة الرجل الذي كان يحملها، فأرداهما قتيلين.

/انتهى

رأیکم