دعا رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، الدول التي تدعم اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، في هجومه على طرابلس، للتراجع عن موقفها.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -جاء ذلك في مقابلة أجراها السراج، السبت، مع وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقال السراج، مخاطبا كلا من مصر والسعودية والإمارات التي ثبت دعمها لحفتر: "أدعو هذه الدول التي دعمت وما زالت تدعم حفتر إلى أن تراجع نفسها وتراهن على الشعب الليبي وليس على شخص، لأن الرهان على شخص هو رهان خاسر، ونتائجه معروفة".
وأكد السراج أن علاقات طرابلس مع هذه الدول "هي علاقات جيدة وعلاقات جيرة، وما زلنا حريصين على عودة تلك العلاقات لمسارها الطبيعي، ولكن للأسف بعض الدول انحازت بشكل غير منطقي لطرف على حساب طرف آخر".
وأضاف: "نحن لم نقفل الباب مع أي دولة. مصر دولة جارة شقيقة وستبقى. والدول العربية علاقاتنا بها طويلة ومتميزة، لهذا ندعو هذه الدول لمراجعة مواقفها حتى تستمر العلاقة بين الدول والشعوب، وقد تحدث هفوات أو أخطاء في المواقف ويمكن مراجعتها".
ولم يفوت السراج الفرصة ليهاجم بشدة اعتداء قوات حفتر على العاصمة الليبية، وقال إنه "اعتداء سافر" على طرابلس وعلى المدنيين، واصفا تحرك قوات اللواء المتقاعد بأنه "طعنة في الظهر"، و"نسف للمؤتمر الوطني الجامع والعملية السياسية" في البلاد.
ورفض السراج إمكانية وقف إطلاق النار من قبل القوات التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا قبل تراجع قوات حفتر إلى مواقعها السابقة من مشارف العاصمة الليبية.
وقال: "لو نظرنا إلى ما يحدث على أنه اعتداء وهجوم من طرف ومقاومة من الطرف الآخر، فحتى هنا مصطلح وقف إطلاق النار يجب تطبيقه بالضغط على الطرف المهاجم، وبعدها يمتثل الطرف المدافع لهذا الوقف، ولكن في حال استمرار الهجوم وعدم عودة القوى المهاجمة لقواعدها السابقة، يبقى الحديث عن وقف إطلاق النار غير قابل للتطبيق عمليا".
بالمقابل، أعرب السراج عن استعداده لمواصلة الحوار، وإيجاد حل سياسي للأزمة، وقال: "نحن لم ولن نفقد الأمل في جمع الليبيين على كلمة سواء، ولكن لن يأتي ذلك في ظل صوت المدافع، يجب أن تسكت المدافع، وأن تعود القوى المعتدية لقواعدها لاستئناف العملية السياسية، قد يحدث ذلك في وفق إعدادات مختلفة عما سبق، ولكن عودة الليبيين لطاولة الحوار مهم جدا لننسى حروبنا ونزاعاتنا وتكون من الماضي".
وانتقد السراج طريقة تعاطي الجامعة العربية مع الأزمة الليبية، وقال إن "دور الجامعة العربية كان غائبا، ولم يكن يوجد على الإطلاق طيلة ثلاث سنوات".
وأضاف: "لا نتوقع تحركا للأمين العام خلال الأزمة الحالية. طلبنا زيارة في ظل ظروف أفضل أمنيا، لكنه أرسل لنا مبعوثا باهتا لم يقم بأي دور إيجابي"، مشددا على أن "تصرفات الجامعة أصبحت غريبة، وأصبح هناك شكوك في دورها".
انتهی/