السعودية ومصر تقودان حرب حفتر الإعلامية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۱۷۳۴
تأريخ النشر:  ۱۲:۲۸  - الأَحَد  ۱۲  ‫مایو‬  ۲۰۱۹ 
جبهة أخرى فُتحت مؤخراً في ليبيا غير الجبهة العسكرية أو الدبلوماسية: وهي جبهة الدعاية والإعلام، بحسب ما أشار إليه بحث حديث بعنوان "حرب المعلومات في ليبيا: تقدم حفتر عبر الإنترنت".

السعودية ومصر تقودان حرب حفتر الإعلاميةطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -البحث أجراه مركز الدراسات الدولية الإيطالي (Cesi) بالتعاون مع وكالة (Cultur-e) المتخصصة في التواصل والإعلام الرقمي وتحليل معطيات التخاطب على شبكة الإنترنت، ونشرت نتائجه صحيفة "أل فاتو كوتيديانو" الإيطالية، و"ترجمه الخليج أونلاين".

وأجرى البحث عملية تحليل لـ735 ألف محتوى إخباري حول التطورات الأخيرة في ليبيا، ليخرج بنتيجة وهي أن 73% من هذا المحتوى باللغة العربية.

كما توصَّل البحث إلى نتيجة مفادها أن 6 مواقع أنشأها مطور مصري ويديرها مواطن سعودي أنتجت 15 ألف خبر من نوع صحافة النسخ واللصق في 15 يوماً، والرسالة الأساسية لهذه المواقع الإخبارية هي أن حفتر الذي يهاجم طرابلس هو حصن منيع ضد الإرهاب.

إضافة إلى أن غالبية المحتوى حول ليبيا باللغة العربية، فقد حلل البحث المحتوى باللغة الإنجليزية والفرنسية وخاصة الإيطالية، ووجد أن بعضها أيضاً ينشر أخباراً بنفس طريقة النسخ واللصق حول الصراع في ليبيا.

وبحسب الصحيفة، فإن الاسم التقني لهذه الحرب الدعائية هو "حرب المعلومات" (Info Warfare) وتعريفه يتمثل في سلسلة أنشطة منسقة تهدف إلى الدفع نحو أجندة معينة.

"لسنا الآن إلا أمام العلامات الأولى لصراع حقيقي يجري على الإنترنت" يقول كاتب المقال "لورينزو بانيولي"، الذي يرى أن خليفة حفتر هو الأنشط في هذا المجال في مسعى منه للحصول على الإجماع داخلياً ودولياً.

وتنقل "أل فاتو كوتيديانو" عن "لورينزو مارينوني" أحد أعضاء فريق البحث قوله: "بهذا التقرير يجب التحذير حول ما يجب التحضير له"، ويتوقع أن الحرب الإعلامية ستتقدم بالتوازي مع تواصل النزاع على الأرض، وسيزداد حجم المحتوى المنشور بكل اللغات.

وتوصل البحث إلى أن الكلمات الأكثر تداولاً واستهلاكاً في المحتوى الخاص بليبيا، ضمن عاصفة المنشورات الإلكترونية الحالية، هي كلمة "حفتر" بالعربية واللاتينية تليها كلمة "إرهاب"، ثم يتداول بغزارة لفظ "وطني" وهو الوصف المسند إلى جيش حفتر.

الباحث "مارينوني" يؤكد أن هذا الجيش ليس جيش ليبيا لكن استخدام هذا الوصف باطراد كلما وقع التطرق إلى قوات حفتر "هو جزء من الحملة الإعلامية التي تجري لمصلحته"، وأحد أهم مرتكزات أسطورة "رجل برقة القوي"، الذي يقدم نفسه على أنه "الوحيد القادر على توحيد ليبيا" المقسمة حالياً.

وحول الدول الأكثر إنتاجاً للمحتوى حول الحرب في ليبيا يرى البحث أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأكثر في هذا الجانب حيث يتم إنتاج النسبة الكبرى من المحتوى حول ليبيا بـ34،1%، هذه المعطيات لا تعتبر مفاجأة، بحسب الصحيفة الإيطالية، فالمملكلة من أول وأهم الداعمين الممولين للواء حفتر.

في المرتبة الثانية من حيث نسبة المحتوى الخاص بمجريات الوضع الليبي، وجد البحث أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي بـ7،3% وليبيا نفسها بـ 6،9%، ثم إيطاليا بـ 4،9%.

وفي هذا الصدد قال "مارينوني": "نحن أمام عالمين منفصلين؛ أحدهما باللغة العربية والثاني باللغات الأخرى، نلاحظ انسجاماً واضحاً في بعض الرسائل الموجهة من خلال المحتوى، لكن ينقصنا رابط واضح للجزم أن المحتوى هو بلا شك جزء من حملة واحدة دائماً".

وحول المواقع الـ6 التي أنتجت 15 ألف محتوى في 15 يوماً يقول البحث: "إن المؤسستين اللتين أجرتا هذا البحث قامتا بالتركيز على مجموعة معينة من مواقع الإنترنت، على غرار: البلد نيوز، والعرب اليوم، وصحيفة سبق، والشرق تايمز، وميدان الأخبار ، والأخبار العربية".

ويشير البحث إلى أن جميع هذه المواقع الإلكترونية المفهرسة تملأ موقع جوجل بالأخبار، وقامت بإنتاج 15 ألف خبر من صنف صحافة النسخ واللصق، وهو حجم نشاط "مثير للريبة"، بحسب ما تنقل "أل فاتو كوتيديانو" عن فريق البحث.

المشترك الآخر بين هذه المواقع، بحسب البحث، هو أن الذي قام بتطويرها هو موقع (mubashier.com) المسجل في مصر، وهو موقع يقدم العديد من الخدمات من الإنشاء إلى التصرف في مواقع الإنترنت.

ويشير البحث إلى أن شخصاً سعودياً يدير جميع هذه المواقع، حيث إن المواقع والمدونات المذكورة سابقاً تشترك أيضاً في الرقم التعريفي لخدمة (Google Analytics) وحساب (AdSense)، الأول هو أداة لمراقبة حركة زوار الموقع والثاني يمكن من الحصول على الإشهار.

وبذلك تمكن المحللون من الوصول إلى مدير هذه المواقع أو على الأقل بعضها، وهو مواطن من المملكة العربية السعودية، لكن، يقول البحث إن من المبكر معرفة إن كان المواطن السعودي ناشراً مستقلاً أو فقط منتجاً للأخبار الزائفة.

صحيفة "ال فاتو كوتيديانو" الإيطالية حذرت من الخطر الذي برز من خلال البحث والمتمثل في أن محتوى بهذا الحجم الكبير، خاصة أنه مفهرس جيداً ويحتوي على مفاتيح الكلمات في الصراع الليبي ومن ثم يحتل موقعاً بارزاً على جوجل، من المؤكد أنه يحتل مساحة هامة من التغطية للشأن الليبي ويحجب كماً واقعياً من الإعلام التقليدي.

ويرى البحث - وفق الصحيفة - أن الصراع على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر شراسة، حيث ركز على أهم "الهاشتاغات" المتداولة حول الصراع في ليبيا، ولاحظ مؤشرات حقيقية على تداول كبير لتغريدات تثمن الدور المؤثر لحفتر.

كما تحمل الرسائل مضموناً أن حفتر هو الوحيد القادر على إعادة الهدوء والنظام في ليبيا، وهو الذي يتصدى لتنظيم داعش والقاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية، إلا أن نسبة هامة من الحسابات التي تنشر هذه التغريدات تستعمل تطبيقات التغريد التلقائي.

وتختم "أل فاتو كوتيديانو" بأن التدخل في المشهد الإعلامي والاستقطاب ليسا جديدين في ليبيا، ولم يبدآ مع هجوم حفتر الأخير على طرابلس، لكن المتورطين سابقاً كانوا دائماً فاعلين في الصراع الليبي بما فيها الصحف والمواقع الليبية التي تعتبر ملكاً لأطراف الصراع.

لكن الجديد في الموضوع هو أن المصدر الذي أصبح يغذي الإشاعات ويلوث المشهد الإعلامي يبدو أنه جاء من خارج ليبيا هذه المرة، فالمصالح والصراع حولها حالياً دولية أولاً ثم عربية وغربية.

 

انتهی/

رأیکم