هذا موقف ايران ان لم تقم اوروبا بما عليها ؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۲۳۴۷
تأريخ النشر:  ۱۴:۵۹  - الثلاثاء  ۲۱  ‫مایو‬  ۲۰۱۹ 
اكد مساعد وزير الخارجية ان ايران لم تلمس من الجانب الامريكي اي حسن نوايا او جدية على صعيد الدعوة للتفاوض وخفض التوتر .

هذا موقف ايران ان لم تقم اوروبا بما عليها ؟طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - واضاف بهزاد صابري انصاري في مقابلة مع قناة "العالم" ان ايران لم تلمس اي حسن نية او جدية من قبل الجانب الامريكي للتحرك باتجاه خفض التوتر وقال : ان كان قد بقي اي عقلاء في امريكا فان عليهم اتخاذ موقف جاد حيال التحركات الخطيرة وغير البناءة التي تقوم بها الادارة الامريكية الراهنة ، كما ان على دول العالم ايضا ان تتخذ ما يلزم وتتعاون فيما بينها لايقاف هذه الوتيرة التي تهدد السلام والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي .

وفي هذا اللقاء الذي تطرق لقضايا عدة استعرض مساعد وزير الخارجة وجهات نظره فيما يخص الهوة القائمة بين اوروبا وامريكا ، واخر مستجدات الالية المالية بين ايران واوروبا والاتفاق النووي والعجز الغربي واخر مستجدات احداث المنطقة .

ففي معرض رده على سؤال مفاده ان الاتفاق النووي ادى الى حدوث فجوة بين اوروبا وامريكا فهل استطاعت ايران استثمار هذه المسالة لصالحها قال : لاشك ان فجوة كبيرة حدثت في العلاقات بين اوروبا وامريكا وخير دليل على ذلك تضارب المواقف والتصريحات بين الجانبين خلال العام الماضي ، لاسيما بعد ان حاولت امريكا فرض املاءاتها على النظام الدولي . وفيما يخص استفادة ايران من هذه الهوة ينبغي القول ان هيمنة امريكا على المجالات الاقتصادية والبنكية والمالية حالت دون استثمار هذه الهوة . ولكن من الناحية السياسة والاستراتيجية والدولية ومنها الوكالة الدولية ومجلس الامن ، فان ايران استفادت من هذه الفجوة على أفضل وجه .

وحول مستجدات الالية المالية بين ايران واوروبا قال صابري انصاري ان الجلسات فيما يخص تفعيل هذه الالية تطوي مراحلها الطبيعية وتعقد بانتظام وقد توصلنا الى نتائج جيدة ، ولكننا لا زلنا بعيدين جدا عن التزامات الجانب الاخر. وبما ان الجانب الاوروبي لم يحقق ما كانت تبتغيه ايران خلال العام الماضي فلذلك رات ايران بأن تتخذ خطوة تؤدي الى تحفيز الجانب الاخر للقيام بالتزاماته ، ومن هذا المنطلق اعلنت عن سياستها الجديدة لتعيد التوازن الى الاتفاق النووي.

وتابع ان ما سيحدث للالية المالية بعد الاعلان عن السياسة الايرانية الجديدة امر منوط بالجانب الاوروبي ، فعلى اوروبا ان تتحمل تكلفة موقفها ، فان اتخذوا مواقف ايجابية لتفعيل الالية فبها ونعمة ، والا فان المسؤولين الايرانيين رسموا خارطة الطريق ، وستكون ايران مرغمة على اتخاذا خطوات اخرى ، طبعا ليس بهدف الابتزاز ولكن فقط لاعادة التوازن على التزامات الجانبين، فضلا عن ان هذه الخطوات ستكون في اطار الاتفاق النووي .

وردا على سؤال مضمونه هل لازال يعتقد بان البقاء في الاتفاق النووي افضل من الخروج منه قال مساعد الخارجية الايرانية : لو لم يكن كذلك لانسحبنا من الاتفاق مسبقا ، النظام لا يجامل احد ، الخطوات التي نتخذها لا زالت في اطار الاتفاق النووي. ولكن الاتفاق الذي يكون مبينا على اساس قاعدة "ربح-ربح" .

وعن المبالغة في التفاؤل حيال اوروبا و التصور بانهم لم يغيروا مواقفهم خلال العام الماضي ، ونظرا الى الامال التي كانت تعقدها ايران على اوروبا ولم تتحق ، اجاب صابري انصاري : انا لا اتفق معكم حين تقولون باننا كنا نعقد الامل على اوروبا ، نحن يجب ان يكون بامكاننا اللعب باوراقنا واستثمار طاقاتنا ، فاختبار الخيارات المتاحة امامك لا يعني عقد الامل . وكما اعلن المسؤولون الايرانيون على مدى العام الماضي ، فان ايران لا تضع كل بيوضها في سلة واحدة .

وردا على سؤال مضمونه هل ستواصل ايران حوارها مع اوروبا ان لم تحقق مطالبها قال : الحوار قائم الان ولكن هذا الحوار قد يكون هادئا او في بعض الاحيان عاصفا نظرا للظروف ، لان قناة تواصلنا مع اوروبا هي قناة مباشرة ورسمية وكانت قائمة دائما . اي مسالة جديدة تطرا يتم مناقشتها في هذا الاطار .

وعن الطاقات التي يمتلكها القطاع النووي الايراني قال صابري انصاري : انا لست فنيا ولكن انقل عن مسؤولين في منظمة الطاقة الذرية الايرانية ، هؤلاء الزملاء يعتقدون ، بانه منذ التوقيع على الاتفاق النووي وقبله وما بعده فان الالتزامات التي وافقت عليها ايران في اطار الاتفاق النووي لا تاثر كثيرا وبشكل ملموس على قدراتها النووية السلمية . بعبارة اخرى فان احتياجات البلاد في المجالات النووية ، البحثية والتنموية والتخصيب لم تتعطل ابدا.

وعن الخطوة الايرانية الجديدة اوضح مساعد الخارجية قائلا ، ان ايران وبشكل طوعي وافقت على تطبيق بعض الالتزامات ، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نبقى كذلك دائما . اجمالا ينبغي القول بان الطاقات والامكانيات الفنية متوفرة والامر رهن بالقرر الوطني او الداخلي او الفني .

وفند مساعد الخارجية الانباء التي تتوارد بشأن امكانية ممارسة امريكا الضغط على ابران من خلال التشبث بمعاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل (ان بي تي) واضاف : لقد توصلنا فيما سبق الى نتيجة ان بقاءنا في معاهدة حظر الانتشار النووي هو لصالحنا ولكن ما سيحدث في المستقبل سيكون كفيلا باتخاذ قرارنا في مواصلة البقاء في هذه المعاهدة او الانسحاب منها .

وعن استراتيجية ايران فيما لو لم تتخذ اوروبا خطوة ملموسة قال صابري انصاري : استراتيجيتنا هي اعادة الوضع الى حقبة ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي ، بل واعلى من ذلك .

وعن الموقفين الروسي والصيني بعد القرار الايراني الجديد وهل هناك تشاور بين الاطراف قال : كانت ولا زالت لدينا علاقات طيبة مع روسيا والصين على جميع الاصعدة ، ونتبادل بانتظام وجهات النظر فيما يخص العديد من القضايا ، ونحن نعتبر هذه الالية بانها بناءة وايجابية ، واخر مصداق لها زيارة ظريف لموسكو وبكين ، لدينا تنسيق جيد في المواقف مع روسيا والصين .

وردا على سؤال فما يخص استراتيجية ايران اذا بقي ترامب في السلطة لولاية اخرى افاد مساعد الخارجية قائلا : بمنأى عن الجدل الذي يثار بشأن امكانية استمرار ترامب في السلطة من عدمها ينبغي القول ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تعول ابدا على مسالة الانتخابات الامريكية المقبلة وعلى من سيتسنم سدة الحكم ، هذا لا يعني أننا لم نفكر بالسيناريوات المختلفة ، بل يعني أننا لا نرسم سياستنا بناءا على السياسات الداخلية الامريكية .

وراى مساعد الخارجية ان مسالة الحوار مع امريكا من عدمه لا علاقة له بالوضع الاقتصادي لايران بل هو موضوع اساسي ومبدئي ويتوافق مع المنطق، موضحا : نحن في مواجهة شخص ينكث عهوده السابقة بكل سهولة وينتهكها ويدوس على المعاهدات التي طرحت في الكونغرس ومجلس الشيوخ وتم الموافقة عليها . فكيف يمكن الحوار مع مثل هذا الشخص ؟ .

وبشان ارسال حاملة الطائرات الامريكية الى المنطقة قال صابري انصاري : هذا الامر ليس بجديد ، فمتى كانت المنطقة فارغة من القوات الامريكية خلال العقود الماضية . لا شك ان الخرائط التي تنشر على الانترنيت تبين بوضوح القواعد الامريكية في المنطقة ، كما لا ننسى بانه في عالمنا الراهن لا حاجة لان نشارك بشكل مباشر في اي حرب ، اساسا نظرا الى التقنيات والاسلحة المتوفرة ، فانه حتى الجمهورية الاسلامية أيضا حصلت على تقنية الصواريخ الباليستية والدقيقة فما بالك بامريكا وغيرها من الدول ، لذلك لا فرق بين وجود و عدم وجود حاملة الطائرات هذه في المنطقة ، ونحن نعتقد بان هذه الخطوة تاتي في اطار الحرب النفسية .

 

رأیکم