قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران ستواجه "قوة هائلة" إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن. وأمس الاول كان ترامب كتب في تغريدة له: اذا "أرادت إيران القتال فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا".
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - في الحقيقة ليس هناك من يأخذ "تغريدات" دونالد ترامب على محمل الجد، حتى ترامب نفسه، فالرجل يقول الشيء ونقيضه ، ليس في اليوم الواحد، بل حتى في التغريدة الواحدة. والسبب في تذبذب مواقفه وتناقضها ، يعود الى ان الرجل تاجر وسمسار ودون مبادئ، يرفع منسوب كلامه، تهديدا كان ام تهدئة، وفقا للعرض والطلب، المهم ان يبتز من يمكن ابتزازه.
وهنا فإن الابتزاز موجه الى السعودية، فالجميع يعرف ان ترامب يخاطب السعوديين بالتحديد عندما يهدد ايران، من باب اياك اعني واسمعي يا جارة، للاستمرار بحلبهم، وإلا فانه يعرف ليس هناك من يؤيده حتى في اطلاق التهديدات اللفظية ضد ايران، حتى بين اقرب حلفائه في الاتحاد الاوروبي ولا حتى الناتو، ناهيك عن روسيا والصين، باستثناء الفريق "ب" طبعا، الذي يسعى لتوريط ترامب في حرب مع ايران.
واللافت في الامر، ان تقارير غربية، وخاصة اميركية، تحدثت عن تخوف الامارات وحتى الكيان الصهيوني، وتراجعهما عن التأييد المطلق لجر اميركا الى حرب في المنطقة خوفا من تداعياتها التي ستكون كارثية عليهما. خاصة اذا تبين ان ايران توجه آلاف الصواريخ نحو المصالح الحساسة في الخليج الفارسي والكيان الصهيوني والقواعد الاميركية بالمنطقة، وهي تنطلق آليا بمجرد تلقي ايران اول ضربة معادية.
ويعرف ترامب وقبله الكونغرس والعالم اجمع، أن اي مغامرة عسكرية، حتى لو كانت محدودة، في الخليج الفارسي فإنها تعني قطع الشريان الذي يمد العالم بالطاقة، وبالتالي ضرب الاقتصاد العالمي بالصميم.
ويرى المراقبون أن ترامب يحاول فقط الضغط على ايران من خلال اطلاقه مثل هذه التهديدات، ويؤكدون أنه آخر من يجازف في إشعال حرب، لأنها قد تقضي على مستقبله السياسي، وتضرب بعرض الحائط بكل وعوده الانتخابية التي انتخب على اساسها، مثل اعادة الجنود الاميركيين الى الوطن، والحفاظ على الاسعار المتدنية للنفط، وتوفير وظائف، وبالتالي وقف اهدار المال الاميركي في الحروب العبثية.
وقد أثار تهديد ترامب لإيران حتى سخرية الاميركيين انفسهم، فهذه وندي شيرمن ، المسؤولة الكبيرة في الخارجية الاميركية في عهد اوباما، ردت عليه بالقول: ان طريقة تعاملك مع كوريا الشمالية لا تنفع مع ايران، بل انها لم تنفع حتى مع كوريا الشمالية نفسها.
اما السيناتور الاميركي كريس مورفي فقال اذا كان إبني، التلميذ في الرابع الابتدائي، قائدا عاما للقوات المسلحة، لكتب مثل هذه التغريدة.
في حين قال مايك مكفال سفير اميركا السابق في روسيا: ان ايران عمرها "رسميا" آلاف السنين، ومن المؤكد انها ستبقى بعد رئاسة ترامب ايضا.
ومهما كان ترامب يبدو احمقا ومتهورا، ولكنه ماض حتى الآن بتنفيذ وعوده الانتخابية، ومنها انه وعد بـ"حلب السعودية" لأن عليها ان تدفع لقاء الخدمات الاميركية، ومنها الحفاظ على العرش السعودي، إذ أن آل سعود لن يتمكنوا من البقاء اسبوعين في السلطة دون الدعم الاميركي. وهنا لابد من بعبع يخوفون منه، ومن افضل من ايران، يخوفون به أنظمة الخليج الفارسي. وسيبقى الحبل على الجرار، كلما اراد ترامب، بل حتى الرؤساء الاميركان القادمين، حلب هذه الانظمة يلوحون لها بوجود الخطر الايراني عليهم.
انتهی/