أثارت الدعوة التي تلقاها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، لحضور القمة الطارئة لمجلس التعاون الخليجي في مكة المكرمة، في الثلاثين من الشهر الجاري، تساؤلات بشأن حجم التمثيل القطري، في حال قررت المشاركة، واحتمالية مشاركة الأمير شخصيا في القمة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وكانت القمة الخليجية الأخيرة، شهدت مشاركة قطرية، لكن بمستوى تمثيل منخفض، مثّله وزير دولة قطر للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي.
وكان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تسلم رسالة الدعوة السعودية، من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني في الدوحة الأحد.
وطرأ تطور على صعيد المشاركة القطرية في قمتي مكة، بعد نشر حسابات قطرية صورة طائرة قالت: إنها "أميرية وتهبط للمرة الأولى في مطار جدة، منذ فرض الحصار على قطر عام 2017".
وكان العاهل السعودي، وجه السبت الماضي دعوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية، لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة، في 30 أيار/ مايو الجاري، في ظل تعرض سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالسعودية لهجمات، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
تناقض
المحلل السياسي الدكتور حسن البراري، أعرب عن اعتقاده أن الدعوة السعودية، "غير جادة" تجاه قطر لحضور القمة وخاصة مشاركة الأمير فيها.
وقال البراري لـ"عربي21": إن دعوة أمير قطر لحضور قمتي مكة، "لا تتناسق مع الاتهامات المتواصلة للدوحة، بدعم الإرهاب".
وتساءل: "لماذا تدعو الرياض دولة تمول الإرهاب كما تتهمها؟" مضيفا "هناك تناقض في الموقف السعودي، بين المعلن والواقع، لكنها في الوقت ذاته معنية بحشد التأييد السياسي من كل الدول، بما فيها قطر، دون تقديم تنازلها لها بشأن الأزمة الخليجية".
وشدد على أن الرياض تسعى لحشد العرب خلفها، من أجل إدانة إيران، أكثر من إدانة الضربات الحوثية، وهو أمر "صعب بسبب تناقضات سياساتها، فضلا عن تمزيقها الصف العربي بتدخلاتها في دول الثورات العربية، ودعم الثورات المضادة".
واستبعد البراري مشاركة أمير قطر في قمتي مكة، رغم أنه لم يصدر عن الجانب القطري، أي تصريح حتى الآن سلبا أو إيجاب بشأن المشاركة.
إحراج للرياض
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أحمد نوفل: إن "من مصلحة قطر المشاركة في القمتين، وخاصة أميرها".
وأوضح نوفل لـ"عربي21" أن "سياسة أمير قطر "ليست سلبية وسعت للعب دور إيجابي في العلاقة مع السعودية، لكنها في المقابل لم تتراجع عن شروطها، لفك الحصار ولم تنفذ الإملاءات التي طرحت عليها، وموافقتها على المشاركة ربما تكون بادرة محركة للمياه الراكدة".
وأضاف: "اعتقد أن قطر ستشارك في القمة، على أعلى مستوى فيها، وربما يحضر الأمير شخصيا، الأمر الذي سيسبب حرجا كبيرا للرياض".
ولفت نوفل إلى أن استمرار الخلاف السعودي الإماراتي مع قطر، "أساء للرياض بالدرجة الأولى، وبدلا من إضعاف موقف الدوحة حدث العكس، وباتت السعودية طرفا في الخلافات العربية، بدلا من دور الوسيط الذي كانت تلعبه سابقا".
لكن نوفل، شدد على أن توجيه الدعوة للدوحة بالدرجة الأولى "أمر بروتوكولي، ومن الغريب عدم توجيه الدعوة"، مشيرا إلى أن مصر "كانت سابقا في أوج خلافاتها مع بعض العرب، توجه دعوات لحضور اجتماعات الجامعة العربية، دون أدنى مشكلة".
المصدر: عربی21
انتهی/