الأردن : نهجٌ جديد يهدد بانشقاق "الإخوان"

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۴۶۷
تأريخ النشر:  ۲۲:۱۷  - الاثنين  ۱۲  ‫مایو‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
أثار قرار المحكمة المركزية داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، القاضي بفصل ثلاثة من قيادات الحركة الإسلامية من التنظيم في ابريل 2014 غيابياً، وهم الدكتور ارحيل الغرايبة (نائب المراقب العام للإخوان عام 2002) والدكتور نبيل الكوفحي والدكتور جميل الدهيسات، أزمةً داخل بيت الجماعة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء قرار الفصل برّرته جماعة الإخوان المسلمين بتمسّك القيادات الثلاث بمبادرة البناء والتنمية "زمزم"، التي اعتبرتها الجماعة مبادرة انشقاقية، والتي لم يستجب مؤسسوها المفصولون لطلب الجماعة بعدم استكمال المشروع.

وقد حظيت مبادرة "زمزم" عند إشهارها في سبتمبر 2013 بترحيب حكومي بطريقة غير رسمية، إذ أُطلقت المبادرة برعاية قيادات حكومية بارزة معروفة بعلاقتها المتوترة مع جماعة الإخوان المسلمين. الترحيب الذي اعتبره المراقبون إشارات من قبل الحكومة للمبادرة لم تصل إلى حدّ التبنّي، ما يسهل تشكيل أرضية لاستغلال واستثمار المبادرة لإحداث نوع من الانشقاق.

القيادي المفصول من الحركة الاسلامية الدكتور نبيل الكوفحي انتقد قرار الفصل، وقال إن "القرار لم يتخذ على أساس تنظيمي كما تدّعي جماعة الإخوان وإنما هو قرار سياسي وفكري".

ويحق للمفصولين استئناف قرار الفصل أمام محكمة الجماعة، غير أن الكوفحي أكد أن الأمر متروك للوساطات المبذولة لحل الخلاف داخل البيت الإخواني، ويجب أن يسبقه توافق على إصلاح العديد من القضايا داخل الجماعة، معتبراً أن "التوافق يجب أن يحل الخلاف التاريخي بين التيار المعتدل (الحمائم)، وتيار الصقور"، وأن "زمزم" ليست القضية الأبرز في الخلاف داخل الجماعة.

وحول رؤية الإصلاح واختلافها بين الحركة و"زمزم"، أكد الكوفحي أن "الأهداف واحدة والاختلاف حول لأدوات"، وقال: "نسعى لتجاوز حالة الماضي والانتقال من كيف كنّا إلى كيف يجب أن نكون، وعلى الأطراف جميعاً أن تتنازل للوصول إلى رؤية واضحة للإصلاح في الأردن اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا".

ويرى المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، أن قيادات زمزم المفصولين لم يشكلوا حزباً سياسياً أو يقدموا استقالاتهم، ليعلنوا انشقاقهم، مشيراً إلى أن "أخوان الأردن بدأوا حراكاً داخلياً لرأب الصدع والإصلاح ما بين قيادات زمزم والإخوان، لحرص الجماعة على عدم الانشقاقات وعودة القياديين المفصولين".

وأضاف الباحث أبو هنية أن "إعلان مبادرة زمزم كشفت مشكلة كبيرة داخل الحركة الإسلامية على الصعيد الفكري والتنظيمي الهيكلي للجماعة، خصوصاً وأن الجماعة طلبت بمذكرة داخلية من أعضائها عدم المشاركة في المبادرة".

وحول رؤية المبادرة والحركة الإسلامية للإصلاح بالأردن، أشار أبو هنية إلى أن هناك تقاطعات وتناقضات في الطرح، حيث إن زمزم تطرح أفقاً سياسياً يختلف عن رؤية الحركة، فالمبادرة عملها ليس تقليدياً أو شكلياً ويتناقض مع الهيكل التنظيمي للحركة، حيث تركز على قضايا ذات طابع سياسي اجتماعي واقتصادي، وتبتعد عن الدعوة الدينية.

ورأى أبو هنية أن أطروحة زمزم تشبه أطروحات العدالة والتنمية التركي والمغربي.

وتعتبر قيادات زمزم أن المبادرة أكبر حدث سياسي في الأردن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهي ليست بديلاً عن الدولة والمجتمع، لكنّها تبحث عن كيفية الاستفادة من كل مؤسسات المجتمع ولا تعادي أحداً، في حين ناصبتها جماعة الإخوان المسلمين العداء، وهو عداء رحّبت به دوائر في النظام وحاولت تغذيته، خاصةً وأن العلاقة بين الإخوان والنظام الأردنيي تمر بمرحلة توتر منذ انطلاق الربيع العربي مطلع 2011، حيث يتهم النظام الإخوان بمحاولة زعزعة الأوضاع طمعاً في السلطة.

وتقدر زمزم عدد منتسبيها من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بحوالي 200 عضو، وهو الأمر الذي سيشكل هزّة عنيفة داخل الجماعة إذا قررت فصل جميع من لهم علاقة بالمبادرة.

رأیکم