موقع اسرائيلي: السعودية ومصر ونتنياهو يديرون الحرب على غزة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۹۶۸
تأريخ النشر:  ۱۴:۱۸  - السَّبْت  ۲۶  ‫یولیو‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
كشف موقع “ديبكا” الاسرائيلي الشهير، والمقرب من دوائر الأمن ووزارة الحرب في الكيان الصهيوني، إن ثمة غرفة عمليات اقليمية عليا على مستوى المنطقة هي “المدير الحقيقي” للحرب على غزة وهي التي تتخذ القرارات بشأن ما يجري، وقال إن هذه القيادة العليا تضم ثلاثة أشخاص هم: الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمشير عبد الفتاح السيسي، وبنيامين نتنياهو.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء قال الموقع في التقرير الذي نشره اليوم الجمعة 25-07-2014 تحت عنوان (الحرب على غزة: البعد الإقليمي) إن "القيادة العليا المشتركة المشار اليها هي التي يصدر عنها فعليا كافة القرارات، وإن هؤلاء الرجال الثلاثة لا يثقون لا بالاتصالات الهاتفية ولا الانترنت خوفاً من تسرب المعلومات، حيث يعتمدون اسلوب ارسال أشخاص وبحوزتهم الرسائل المراد تبليغها”.

ويقول التقرير: "ظاهر الأمر هو أن الحرب الاسرائيلية يديرها ثلاثة رجال: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز. إلا أن هذه ليست القصة الكاملة. على المستوى الإقليمي، وبحسب معلومات حصرية حصل عليها موقع ديبكا من مصادر استخباراتية، هناك قيادة عليا مشتركة هي التي تصدر عنها فعلياً كافة القرارات، وتتكون من العاهل السعودي الملك عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

ويتابع: "هذه الترويكا في حالة تواصل دائم حول مجريات الأمور في الحرب وتتشاور فيما بينها بشأن الخطوات القادمة. تكشف مصادرنا عن انعقاد مؤتمرات يومية، وربما بوتيرة أكبر، بين الملك عبد الله والرئيس السيسي من خلال خط هاتف آمن”.
 
وفيما يلي الترجمة الكاملة لتقرير موقع "ديبكا” الاسرائيلي:
 
الحرب على غزة: البعد الإقليمي

في الظاهر، ثلاثة رجال هم الذين يديرون عملية " الجرف الواقي” الإسرائيلية في غزة: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز. إلا أن هذه ليست القصة الكاملة. على المستوى الإقليمي، وبحسب معلومات حصرية حصل عليها موقع ديبكا من مصادر استخباراتية، هناك قيادة عليا مشتركة هي التي تصدر عنها فعلياً كافة القرارات، وتتكون من العاهل السعودي الملك عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وهذه الترويكا في حالة تواصل دائم حول مجريات الأمور في الحرب وتتشاور فيما بينها بشأن الخطوات القادمة. تكشف مصادرنا عن انعقاد مؤتمرات يومية، وربما بوتيرة أكبر، بين الملك عبد الله والرئيس السيسي من خلال خط هاتف آمن.

يبذل الملك عبد الله ونتنياهو جهوداً مضنية للحفاظ على سرية الاتصالات بينهما، وذلك بسبب الحساسية السياسية والدينية للعلاقة بينهما. تجري هذه الاتصالات بشكل مباشر وسري بين كل من الأمير بندر بن سلطان، الذي عينه الملك عبد الله مؤخراً مستشاراً ملكياً خاصاً لشؤون الدولة الإسلامية (داعش سابقاً) في سوريا والعراق من جهة ورئيس الموساد تامير باردو من جهة أخرى.

كما أن حوار السيسي مع نتنياهو يجري بشكل غير مباشر من خلال فريق يتشكل من ثلاثة رجال من قسم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هم: رئيس الشين بيت يورام كوهين، والذي يتردد على مصر بشكل منتظم، والجنرال الاحتياط عاموس جلعاد، الذي يبقي مدير المخابرات المصرية محمد أحمد فريد التهامي الباب مفتوحاً أمامه على مصراعيه، والمنسق السياسي لوزراة الدفاع الإسرائيلية إسحاق مالخو، كبير مستشاري نتنياهو وموضع ثقته.
 
تخطيط إقليمي للحرب بصمت وسرية

ما من أحد من هؤلاء يثق بشكل كامل بأكثر خطوط الهاتف أو الإنترنيت أماناً لإجراء اتصالاتهم السرية. ولذلك، يتم نقل الرسائل الهامة والمفاوضات عبر أشخاص يبتعثون لهذا الغرض. تحتفظ إسرائيل بطائرة خاصة مركونة في مطار عسكري بالقاهرة على أهبة الاستعداد للانطلاق كلما استدعت الحاجة نقل رسائل فائقة السرية بين السيسي ونتنياهو. مسافة الطيران بين القاهرة ومصر تقل عن ساعة ونصف الساعة.

وكان نتنياهو قد نقل مركز عملياته طوال فترة الحرب من مكتب رئيس الوزراء في القدس إلى مجمع محصن في المقر الرئيسي للقيادة العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي.

إنها المرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط التي تشن فيها حرب إسرائيلية ضد عدو عربي ومسلم بشكل مشترك مع دولتين عربيتين. والأكثر من ذلك، أن داعمي حملة إسرائيل الحربية ضد غزة هم أكثر الدول العربية ثراءاً وأكبرها حجماً: المملكة العربية السعودية ومصر.

في الأسبوع الأخير من يونيو (حزيران) الماضي نقلت مصادر موقع ديبكا معلومات مفادها أن هذه الترويكا صاغت مبادئ عامة لتسترشد بها شراكتها الناشئة في الحرب على غزة وذلك تمهيداً لشن هذه الحرب في الثامن من يوليو، وهذه المبادئ هي:

١) ستقاتل إسرائيل وجيش دفاعها بهدف تحطيم قوة حماس العسكرية وتحجيم نفوذها السياسي.
٢) ستنتهي العملية العسكرية فقط حينما تتحقق جميع أهدافها
٣) لن يسمح القادة الثلاث لأي طرف خارجي، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالتدخل في تسييرهم للحرب
٤) تتعهد المملكة العربية السعودية، الثرية نفطياً، بتغطية جزء من تكاليف الحرب التي تتكبدها إسرائيل
٥) حينما تنتهي الحرب، سوف تقوم المملكة العربية السعودية وبعض إمارات الخليج، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، بتحمل نفقات إصلاح الدمار الذي ألحقه القتال بقطاع غزة
٦) تتفق المملكة العربية السعودية ومصر إسرائيل على أن من الضرورة بمكان تفكيك قدرات حماس العسكرية، بما في ذلك مخزونها من الصورايخ وشبكة الأنفاق والملاجئ.
٧) بعد أن ينتهي جيش الدفاع الإسرائيلي من تدمير حماس كقوة إرهابية، ستعكف مصر والمملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية على إقامة حكومة جديدة ووضع آليات أمنية في مدينة غزة لملئ الفراغ الذي سينجم عن اندحار حماس.
 
وقاية جيش الدفاع الإسرائيلي من الضغوط الدولية

من خلال إقراره بهذه الاتفاقية، يتخلى نتنياهو عن هدف مركزي من أهداف سياسته تجاه الفلسطينيين، ألا وهو إبقاء الضفة الغربية وقطاع غزة كيانين منفصلين. ففي سبيل تأمين تحالفه مع مصر والمملكة العربية السعودية يكون قد وافق من حيث المبدأ على نشأة كيان فلسطيني أو دولة فلسطينية تحت وصايتهم.

والمكافأة التي حصل عليها مقابل ذلك هي تشكيلة من الحلفاء الذين يوفرون لإسرائيل وجيش دفاعها وقاية من الضغوط الدولية الشديدة المعتادة التي تطالبهما بإيقاف الحرب قبل تحقق أهدافها.

ونتيجة لذلك، فإن لدى إسرائيل متسع من الوقف لتنجز مهمتها دون ضغوط دولية تذكر، بحيث تستمر في القتال في غزة من خلال تجمعاتها العسكرية الخمس التي تتشكل كل واحدة منها من نصف فرقة تعدادها مجتمعة ما يقرب من ٧٥ ألف جندي. وذلك أن التقدم البطيء والحذر، وخاصة في المراحل الأولى من العملية الأرضية، حالت دون أن يتكبد جيش الدفاع الأسرائيلي خسائر كبيرة في الأرواح.

دفعت رياض والقاهرة والقدس عن نفسها ضغوطاً دبلوماسية توالت عليها من اتجاهات كثيرة بهدف وقف الحرب بشكل عاجل وبلا تأخير، بل لقد عمدوا إلى صياغة مقترح لوقف إطلاق النار صدر عن القاهرة كانوا يعرفون للوهلة الأولى أن حماس لا يمكن أن تقبل به أبداً في الوقت الذي وافقت عليه إسرائيل بكل ارتياح، مما عاد عليها ببعض المكاسب السياسية.

من المثير للانتباه أن أوروبا التي عادة ما تكون أول من يمارس ضغوطاً على إسرائيل حينما تقوم بعمل عسكري ضد كيان عربي تم إقناعها من خلال علاقاتها التجارية مع الرياض بأن تتخلى عن ذلك الدور.

في الثاني والعشرين من يوليو أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشدة "إطلاق الصواريخ العشوائي على إسرائيل من قبل حماس والمجموعات العسكرية الأخرى في قطاع غزة، والتي تسبب الأذى المباشر للمدنيين. فهذه أعمال إجرامية وغير مبررة” كما صرحوا بعد اجتماعهم في بروكسيل مؤكدين على أنه "ينبغي على كافة المجموعات الإرهابية في غزة أن تنزع سلاحها” وأن تتوقف عن استخدام السكان المدنيين في غزة "دروعاً بشرية”.

المملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل عيونها على أعداء آخرين مشتركين

يعمل الثلاثي معاً دون مشاكل حتى هذه اللحظة. ونجح الملك عبد الله والسيسي ونتنياهو معاً في إقامة جدار مرتفع لصد الطلبات الأمريكية المنهالة عليهم بوقف لإطلاق النار ينقد حماس من الهزيمة. وقد ارتطم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بهذا الجدار حينما هبطت طائرته في القاهرة يوم ٢١ يوليو حاملاً معه خطة لوقف إطلاق النار بشكل عاجل، وهذا ما حدث أيضاً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حينما حاول شيئاً مشابهاً. والأهم من ذلك أن مثل هذه الجهود تعطلت بسبب التراجع الكبير في نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.

لقد أثبتت الحرب على غزة أنها تعميد بالنار للحلف السعودي المصري الإسرائيلي ونموذج في التعاون يمكن أن يحتذى في المستقبل في مواجهة أعداء مشتركين آخرين في المنطقة مثل إيران والإسلاميين.

ولعل أحد المؤشرات على ذلك ما اقترحه نتنياهو في معرض تصريحاته بعد لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة في تل أبيب يوم الثلاثاء الثاني والشعرين من يوليو. فرداً على مناشدة بان كي مون "آن أوان وقف القتال والبدء في الحوار” قال نتنياهو: "حماس مثلها مثل المتطرفين في داعش والقاعدة وحزب الله وبوكو حرام. ليس بإمكانك التحاور معهم”.

كانت كلماته موجهة بنفس القدر إلى واشنطن وإلى محاولات إدارة أوباما إنقاذ حماس – مذكرة إياهم بأن التحالف السعودي المصري الإسرائيلي على استعداد للوقوف في وجه كافة الإسلاميين المتطرفين وقتالهم، بما في ذلك حزب الله المدعوم إيرانياً.

رأیکم