سيطرة السعودية بالخليج (الفارسي) اهتزت كثيرا وهي تسعى يائسة لإنجازات سياسية والمحادثات مع انصار الله اعتراف منها بمحدودية قوتها وإبن سلمان يأمل بالعودة لواشنطن عن طريق اليمن.
طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء-نقلا عن مصادر سياسية وأمنية عليمة ورفيعة بالكيان الاسرائيلي، قال المستشرق الإسرائيلي، د. تسفي بارئيل، إن سيطرة السعودية في الخليج (الفارسی) اهتزت كثيرا وهي تسعى يائسة لتسجيل انجازات سياسية، وفق تعبيره، ولفت بارئيل، الذي يعمل محللا للشؤون العربية في صحيفة (هآرتس) العبرية، إلى أن هبوط المنتخب السعودي بالدوحة هو حدث تاريخي، مشددا على أن هذه الطائرة هي الأولى التي كسرت الحصار.
وشدد على أن جهود ترامب في السنتين الأخيرتين لعقد مصالحة بين السعودية وقطر لم تنجح، لكن يبدو أن قراره الاستراتيجي ببدء الانسحاب من الشرق الأوسط هو الذي حرك قرار السعودية بالدفع قدما بالمصالحة مع قطر، مشيرا إلى أن ترامب رفض الرد على إسقاط إيران للطائرة الأمريكية بدون طيار وأبلغ السعودية بأن الهجوم على منشآت النفط فيها هو شأن سعودي، وأنه سيكون مسرورا حقا في مساعدتها، لكن سيكون على المملكة الدفع مقابل هذه المساعدة.
علاوة على ذلك، أكدت المصادر للمستشرق بارئيل أنه في الوقت عينه، فإن السيرك البهلواني، الذي بات يعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والذي كانت السعودية ستلعب فيه دورا رئيسيا، قام بطي خيمته، والقوات الأمريكية بسورية تنوي الانسحاب، وبالتالي فإن أمام هذه المستجدات، شددت المصادر بتل أبيب، يتحتم على المملكة إعادة فحص إستراتيجيتها.
وتابع: يلوح في الأفق تهديد للمستقبل القانوني والسياسي لترامب، وإذا تم عزله أوْ فشل بالانتخابات وفاز مرشحا ديمقراطيا فإن السعودية ستجد نفسها أمام حاجز معاد ومزدوج: في الكونغرس وفي الإدارة، ومن اجل استباق هذه “الكارثة” يجب على محمد بن سلمان، العمل بسرعة من اجل استقرار مكانة المملكة بالشرق الأوسط وتحسين صورتها بواشنطن.
وأشار المستشرق إلى أن جبهة اليمن يمكن أنْ تكون الهدف القادم لمبادرة سياسية سعودية، التي سيمكن نجاحها ولي العهد عرض انجاز سياسي واحد، وأنه وقع بالرياض على اتفاق بين حكومة اليمن المعترف بها برئاسة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وبين “الحكومة الانتقالية الجنوبية”، الذي يطالب بتشكيل دولة مستقلة بجنوب اليمن، ولكن الاتفاق لا يضمن النجاح، حيث أنه سواء حكومة اليمن أوْ الحكومة الانتقالية غير متسرعتين لحل جيوشهما وتشكيل جيش مشترك.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن المسؤولية المباشرة من الآن تقع على شقيق ولي العهد خالد، الذي حصل على الإذن للبدء في التفاوض مع أنصار الله، وهنا يكمن التطور الأهم الذي يمكن أنْ يثمر نهاية للحرب التي استمرت خمس سنوات تقريبا. وبحسب مصادر عربية فإن العلاقة المباشرة بين خالد بن سلمان وبين رئيس المجلس السياسي الأعلى لانصار الله، مهدي المشاط، بدأت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد فترة قصيرة على ضرب منشآت النفط السعودية في منتصف نفس الشهر، حيث اقترح ابن سلمان على المشاط تشكيل لجنتين، سياسية وعسكرية، تناقشان مباشرة وقفا طويلا لإطلاق النار وخطة لحل سياسي.
واختتم المستشرق، نقلا عن مصادره والواسعة الاطلاع بتل أبيب قائلا إنه بالنسبة للسعودية، قرار فتح القناة الدبلوماسية مع انصار الله، هو اعتراف متأخر لكنه صحيح، بحدود قوتها، واليمن تحولت الآن إلى الاختبار السياسي المهم لابن سلمان، الذي من خلاله يأمل بتمهيد طريق عودته إلى واشنطن.
المصدر: العالم