بروين اعتصامي رمز من رموز الشعر الفارسي الحديث ولافونتين العصر

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۳۱۳۱
تأريخ النشر:  ۱۱:۲۸  - الأَحَد  ۱۵  ‫مارس‬  ۲۰۲۰ 
 تعتبر بروين اعتصامي من رموز الشعر الفارسي الحديث والتي دعت الى انتشار ثقافة المرأة ومنحها مزيدا من الحرية الشخصية.

طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء -والشعر الإيراني يحمل كثير من الإنجازات والابداعات التي تفسح المجال امام التواصل الحضاري والتعايش السلمي ولعب الشعر دورا كبيرا في الثقافة الإيرانية، ونال كبار الشعراء الايرانيين بمن فيهم ابوالقاسم فردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة وعمر الخيام وجلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي شهرة عالمية.

وتعتبر بروين من شعراء العصر الحديث في إيران، أدخلت في شعرها مضامين جديدة استلهمتها من الثقافة الاسلامية.

"بروين" (كلمة فارسية تعني ثريا) ولدت في مدينة تبريز عام 1906 وفقدت والدتها وهي صغيرة وكان أبوها يوسف خان الأنشياني الملقب باعتصام الملك (اعتصامي) قد انتقل بها إلى طهران حيث تلقت بروين في العاصمة دروس اللغة العربية وآدابها إلى جانب اللغة الفارسية والأدب الإيراني، فأحاطت علما ومعرفة بكبار الكتاب والأدباء وأعمالهم.

تزوجت بروين عندما بلغت الثامنة والعشرين من عمرها من ابن عمها لكن حياتها الزوجية كانت قصيرة حيث انها طلقت بعد شهرين ونصف فقط من الزواج.

توفي والدها عام 1937م الذي كان من أفاضل زمانه في الأدب، وكان هذا الحدث كارثة في حياتها باعتبار والدها كان معلمها ومرشدها فبكته بكاء مريرا مؤثرا، ولقد توفيت بروين في شبابها عام 1941م عن عمر ناهز 35 عاما.

سيدة الشعر الايراني المعاصر

كانت " بروين " تتمتع بخصال حميدة وأخلاق فاضلة جعلها موضع اهتمام واحترام العديد من الوجوه الأدبية والاجتماعية في ايران وخارجه و كانت تلك الشاعرة التي دعت إلى انتشار ثقافة المرأة وإعطائها مزيدا من الحرية الشخصية، ومزيدا من التنفس، والاستماع إلى رأيها، وتلبية حقوقها التي ترهلت مع الزمن، وأساء الناس فهمها.

انها شاعرة مُلتزمة ومُتدينة وهبت قلمها لحرية شعبها ونشدت الحياة السعيدة له. لقد أحب الناس شعرها لطهارة قلبها ونبل مقاصدها واستقطب اسلوبها القصصي المؤثر والوعظي المعبّر شغف المُتلقين حتي لقبها بعضهم بـ " لافونتين العصر".

وقد تميز اسلوبها بالوضوح المُفعم برصانة شعراء القرنين الخامس والسادس للهجرة حيث تأثرت باسلوب ناصر خسرو وسعدي الشيرازي من القدماء، ومن المتأخرين الكبار فقد كانت مُعجبة بملك الشعراء بهاركما ترك علي أكبر دهخدا الأديب واللغوي المعروف بصمات علي قصائدها.

أشعار بروين زاخرة بالمشاعر الصادقة والرومانسية الحزينة الهادئة خاصة في قصيدتها (الطفل اليتيم) إذ أنها تعبر عن حالتها الحزينة بعدم رؤيتها لوالدتها وحرمانها من حنانها وعطفها تقول الشاعرة:

" أشياء رأيتها ولم أحبها

لم أر وجه أمي أبدا

والطفل اليتيم عيونه ليست فرحة

كم جميل نور وجه الأمهات

لكن لماذا لا أرى نورا أمامي"

وتطرقت بروين في اشعارها الي كثير من جوانب الحياة وتحدثت عن الابرة والخيط والحمص والعدس لتبسيط فكرتها لدي المتلقي واستخدمت بعض الألفاظ العامية لأفهام الناس وتقريب الفكرة.

اهتمت بالمواعظ والحكم وعبّرت عنها بالمناظرات والحواريات لجذب القارئ، ونقتطف علي سبيل المثال لا الحصر قصيدة السكير والعاقل حيث تقول:

صادف المحتسب سكيراً في الطريق

فجذبه من قميصه

قال السكير: هذا قميص أيها المحتسب وليس لجاماً

قال: فمالي أراك أيها السكير تسير مُتأرجحاً؟

أجاب: ليس الخلل في مشيتي ، بل في الطريق الوعرة.

قال: فلابد من استدعائك الى المحكمة

اجاب: ان القاضي نائم فلنذهب صباحاً

قال: منزل الوالي قريب، تعال نقصده

أجاب: ألا تعلم بأن بيت الوالي خمارة ايضاً؟

قال: اذاً فعلى العقلاء ان يُقاضوك

اجاب: فائتني بعاقل... وأين هو

 

خاضت في اشعارها العديد من الموضوعات السياسية والاجتماعية حيث كانت اشعارها صرخة في وجه الاستبداد.

وخلقت بروين في اشعارها مفاهيم اسطورية مستمدة من التراث الاسلامي ودعت الي انتشار ثقافة المرأة وخاضت في اشعارها موضوعات سياسية واجتماعية متشعبة وكانت اشعارها صرخة في وجه الاستبداد حیث انها خطفت بجدارة لقب "سيدة الشعر الإيراني المعاصر".

 

المصدر: ارنا

رأیکم