البرلمان العربي والاستراتيجية الموحدة للتعامل مع "اسرائيل"!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۴۶۸۱
تأريخ النشر:  ۲۱:۱۴  - الخميس  ۲۵  ‫یونیه‬  ۲۰۲۰ 
صوت البرلمان العربي في جلسة عقدها عن بُعد الأربعاء 24 حزيران 2020، بالموافقة على "الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع إيران"، و"الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع تركيا". الاستراتيجية لم تأت بجديد فيما يخص ايران فهي تجتر نفس الادعاءات التي دأب عليها النظام الرسمي العربي منذ عقود حول تدخل ايران ومايسميه "احتلال" الجزر الثلاث و"دعم الحوثي" في اليمن وتزويده بالاسلحة الذكية واستهداف منشآت النفط السعودية وتهديد الملاحة وغيرها من المزاعم التي باتت مملة وثقيلة على مسامع المواطنين العرب ناهيك عن غيرهم.

طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - فمع أية مناسبة ومؤتمر تتعالى الاصوات بوقف "تدخلات" ايران في الشؤون العربية. فهي ليست جديدة على أية حال ولن تكون الاخيرة، فهي اسطوانة مشروخة وشماعة لتعليق فشل التعامل مع التحديات أولاها تغول "اسرائيل" والتطبيع المتدرج معها من قبل بعض الدول الخليجية. بالمناسبة اين الاستراتيجية الموحدة للتعامل مع "اسرائيل" في هذا السياق؟

شنت السعودية حربا ضروسا على اليمن ظنتها خاطفة دون استشارة البرلمان العربي او حتى الجامعة العربية وهي اليوم في مستنقع يكاد يتحول لكابوس مزمن مع احتمالية انهيار الاقتصاد السعودي بسبب جائحة كورونا وتدهور مداخيله النفطية، بحجة أن ايران تدعم حركة انصار الله (الحوثيون) وهو بالتالي مكون يمني أصيل وتعنيه مستقبل بلاده والمشاركة في تقرير مصيرها بعيدا عن التبعية. فطهران أكدت مرارا دعمها لحل سياسي شامل لانهاء الازمة الانسانية المتفاقمة، بينما ثبت اليوم للعالم أن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا وسعوديا ما هو الى مشروع انفصال لتمزيق وحدة البلد السعيد، في ظل عجر حكومة هادي المسلوبة الارادة.

فيما يخص إدعاء تزويد الاسلحة والصورايخ الباليستية لحركة انصار الله. أليس التحالف الذي تقوده السعودية يحاصر اليمن بحرا وجوا وبرا، ويحكم الطوق على هذا البلد الذي يعاني نقصا حادا في الاغذية والادوية جراء هذا الحصار المستحكم؟ فمن أين تهبط ياترى هذه الصواريخ الباليستية المعقدة مع خطورة النقل والتخزين؟ وهذا في ظل المعلومات التي تزودها أقمار الولايات المتحدة الاميركية للسعودية عن كل شاردة وواردة تخص الحرب في اليمن وتقديم الدعم اللوجستي لها بهذا الجانب.

الادعاءات كثيرة والتفنيد مهمة سهلة، ولكن ما يلفت النظر حقا هي "الاستراتيجية الموحدة للتعامل مع تركيا" فهي المضحك المبكي في الموضوع. من أتى بتركيا للمنطقة؟ ومن سوق للدور التركي في المنطقة العربية بعدما كانت الشعوب العربية متنفرة منها بسبب الوجود العثماني؟ أليست السعودية نفسها وتحديدا الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز بهدف ايجاد ثقل "سني" امام ايران "الشيعية"؟ ألم تضح آلة الاعلام السعودية، الدعاية المكثفة بعقل المواطن العربي من مواد اخبارية الى المسلسلات التركية الى ترويج السياحة بهذا البلد الجميل لخلق "نوستالجيا" في وجدانه للحنين "للايام الخوالي" من زمن العصملي؟ ومن جهة ثانية لجر أنقرة لتحالف طائفي ضد طهران؟ الى أن إنقلب السحر على الساحر وبانت فشل الاستراتيجية المضادة، بل وصل الامر بضحالة التفكير الى منع بث المسلسلات التركية على القنوات السعودية والاماراتية بعد انكشاف فداحة قصر الرؤية الاستشرافية.

الاستراتيجية مطلوبة يا اعضاء البرلمان العربي ولكن الخطأ في البوصلة والتوجيه، فبالامس ايران واليوم تركيا وغدا ربما تكون "مدغشقر" مثلا، طالما الانظمة المسيرة للقرار العربي تختلق الاعداء وتخسر الاصدقاء، والمزاجية تتسيد المواقف.

عطفا على ما تقدم ايران لاتتدخل في الشؤون العربية. تركيا لها وجود عسكري في شمال العراق وسوريا دون موافقة دمشق وبغداد، ولديها قاعدة في قطر واليوم تتدخل عسكريا في ليبيا، فيما لايوجد جندي ايراني واحد على الاراضي العربية وإن وجد فيكون بطلب رسمي من الحكومات الشرعية وبصفة إستشارية لاقتالية كما حدث في العراق وسوريا إبان دحر تنظيم داعش الارهابي.

ما أصعب مهمة البرلمان العربي والذي من المفترض أن يمثل الشعوب العربية، باقناع الشارع بان ايران عدو فيما الصمت مطبق ازاء جرائم "اسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني المضطهد، بل كيف يقنع العرب بان تركيا تتوسع في المنطقة والانظمة المتحكمة بالقرار العربي وهي السعودية بالتأكيد، هي من سمحت للاتراك في التغلغل فيها بداية؟

البرلمان العربي يجب أن يتحرر من هيمنة الانظمة التي لاتعرف ما تريد بالمنطقة والى أين تجرها. فمع قدوم الرئيس الاميركي دونالد ترامب قدمت السعودية مئات المليارات الدولارات على شكل صفقات لشراء ذمته بالواقع، ظنّا منها سينفذ كل أجنداتها ضد ايران، وهذا هو ترامب على بعد خطوة ربما للخروج من البيت الابيض ولم يحقق لها مرادها لانه لايملك عصة سحرية فالواقع يفرض نفسه، ايران قوة اقليمية منفتحة على الحوار.

 

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم