اصابع الكيان الصهيوني الخفية في كارثة بيروت

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۵۲۹۹
تأريخ النشر:  ۲۱:۳۰  - الأربعاء  ۰۵  ‫أغسطس‬  ۲۰۲۰ 
رغم ان الشواهد الاولية تدل على ان الانفجار الاخير في بيروت وقع بسبب نشوب حريق في مخزن للمفرقعات وتسرب النيران الى عنبر ضخم كان يستخدم لخزن اكثر من 2700 طن من "نيترات الصوديوم"، ولكن الشكوك تحوم حول تورط الكيان الصهيوني في الانفجار.

طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء -منذ فترة ساد التوتر بين الكيان الصهيوني وحزب الله، وحسب إفادات بعض الشهود العيان، تكررت عمليات تحليق الطائرات الصهيونية فوق المنطقة خلال الاسبوع الاخير. حتى ان بعض الشهود العيان قالوا انهم شاهدوا طائرة او طائرتين حربيتين كانتا تحلقان في المنطقة قبل الحادث.

ومن جهة اخرى، غرد الرئيس الاميركي على تويتر مدعيا ان الحادث وقع بسبب انفجار قنبلة في مرفأ بيروت.

ففي حين يواجه الجميع وحتى المسؤولين اللبنانيين شحة في المعلومات عما حدث، فإن تغريدة الرئيس الاميركي بهذا الشأن تثير العديد من الشبهات، فما هي المعلومات التي يمتلكها ولا يمتلكها غيره؟

وعلى أي حال فإن اجهزة مخابرات اميركا وحلفائها ناشطة للغاية في لبنان.

ويكتسب هذا الموضوع اهميته عندما نعلم أن عددا من الصهاينة أبدوا سرورهم بعد الانفجار، حتى ان بعضهم وصف هذا الانفجار بأنه "تحية من نتنياهو الى نصر الله" أو "رسالة مختارة من اسرائيل الى لبنان".

كما ان الشبهات تحوم حول ان الحرائق المتتالية التي تحدث في ايران وفي لبنان، ليست مجرد حوادث عفوية، ان هناك بعض الايادي تتسبب بها بشكل لا ينتبه احد الى كونها متعمدة.

ومهما يكن، ففي هكذا ظروف لا يمكن الاكتفاء بالتحققات الاولية المرتبطة بالحادث، إذ لم تبدأ بعد تحقيقات موثقة بشأن هذه الكارثة الضخمة. ولابد من الالتفات الى ان هناك احتمالا كبيرا بعدم توفر رغبة لدى الحكومة اللبنانية لاعتبار القضية عمدية، لأنه لو كان الحادث ناجما عن هجوم ما، فعندذاك قد يعمل اللبنانيون على الانتقام من الكيان الصهيوني وقد تنشب حرب لا يرغب فيها لبنان مطلقا في الظروف الراهنة.

كل هذه الاحداث جاءت في حين ان نتنياهو يواجه وضعا متأزما في الداخل، وقد تيقن تقريبا ان حظوظ ترامب في إعادة انتخابه لولاية ثانية اصبحت شبه معدومة، لذلك يسعى نتنياهو لتأجيج نار حرب شاملة في المنطقة يجر إليها أميركا قبيل انتخاب رئيسها الجديد، بحيث يواصل اي رئيس منتخب نهج الحرب بدلا من السلام.

من جهة اخرى تفيد التقارير الاولية ان المفرقعات التي انفجرت في البداية، تعود لشركة يملكها شخص يدعى طبارة وهو من الداعمين الكبار لسعد الحريري وتيار ما يسمى 14 آذار، وقد استورد بدعم مالي سعودي اميركي مقادير ضخمة من المفرقعات ليوزعها مجانا على المتظاهرين اللبنانيين لاستخدامها في ألعابهم النارية.

كما ان المقادير الضخمة من "نيترات الصوديوم" المصادرة منذ 6 سنوات وتخزن في مرفأ بيروت، تعود لشركة يملكها شخص تابع لقوات الكتائب اللبنانية بزعامة فريق سمير جعجع، وكانت هذه الشركة تدفع الغرامة شهرا بشهر. وقد أصدرت المحكمة حكما بمصادرة هذه المواد لشكوك بشأن إمكانية استخدام هذه المواد في صنع المتفجرات. واللافت ان مخزن المفرقعات التي كان يملكها السيد طبارة كان في مكان آخر من المرفأ، وقد تم نقلها الى مخزن مجاور لمخزن نيترات الصوديوم، قبل اسبوعين، بذريعة ان المخزن السابق مرطوب وقد يفسد المفرقعات. فهل الذين نقلوا هذه المفرقعات كانوا على علم انهم ينقلونها الى جنب مخزن لمواد كيميائية خطيرة وأن ادنى حريق قد يتسبب بكارثة؟ ام لم يكن لديهم علم؟ ام انهم كانوا يدركون تماما ما يفعلون؟

وكان خبراء مرفأ بيروت قد حذروا قبل قرابة شهر، من أنه يمر وقت طويل على تخزين هذه المواد، ونظرا للظروف المناخية فهناك احتمال كبير من تضررها، ولابد من حل وإخراجها من لبنان تماما، ولكن من خلال الضغوط السياسية لتيار ما يسمى 14 آذار، وتزامن هذا الامر مع قضية افتراءات السفيرة الاميركية ضد الشعب اللبناني والاحداث التي تبعت ذلك، غطت على تلك التحذيرات.

والآن مع وضع جميع هذه القضايا جنبا الى جنبا، فهل يبقى هناك تصور بأن الحريق في مرفأ بيروت جنب مخزن المفرقعات وعنبر المواد الكيميائية كان مجرد حادث غير عمدي؟

الجدير بالذكر، ان الصهاينة نفذوا مئات الهجمات والعمليات العسكرية في سوريا ولبنان وسائر الدول الاخرى، وفي وقتها لم يعلنوا مطلقا عن مسؤوليتهم عن العمليات، ولكن تبين بعد ذلك أنها من تنفيذهم.

ولو تبين في هذه القضية، ومثلما قال ترامب ان انفجارا تسبب بالكارثة، فمن المؤكد تتجه اصابع الاتهام نحو الكيان الصهيوني. وفي هذه الظروف هل يمكن الاطمئنان بأن ترامب ونتنياهو اللذين يتحكمان بترسانات نووية ضخمة، لن يستخدماها ضد المدنيين؟

في هكذا ظروف، لعله حان الوقت لينتبه العام اكثر مما مضى الى خطر الترسانات النووية الموجودة في الكيان الصهيونية، وأن يتحمل العالم مسؤوليته تجاه نزع السلاح النووي من هذا الكيان، الذي أثبت تنصله من مسؤولياته ولا يمكن الثقة بتصرفاته، واذا اقتضت المصالح الشخصية السياسية للحاكم، فإنه قد يرتكب امورا من شأنها ان تتسبب بكوارث انسانية.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم