فطوم الحصني أكبر معمرة لبنانية + صورة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۶۱۱
تأريخ النشر:  ۰۷:۱۳  - الأربعاء  ۱۲  ‫نوفمبر‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
تخفي تجاعيد وجهها وابتسامتها الصعبة الغارقة في ثنايا تلك التجاعيد، حكاية سنين طويلة وأزمان وأجيال عاصرتها الحاجة فطوم الحصني التي فاقت القرن من السنين لتشهد حياتها الطويلة على الكثير الكثير من التطورات والأحداث والتغيّرات التي عاشتها البلاد والمنطقة والتي لم تعد فطوم الحصني تتذكرها إلا كطيف خيال مر وانقضى.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء تكاد المعمّرة فطوم الحصني 110 سنوات من بلدة الشيخ عياش تكون الوحيدة من أبناء جيلها، التي تذكر بدقة كل تفاصيل طفولتها، فهي عاصرت فترة الحرب العالمية الأولى وتروي أدق التفاصيل عن قصص من أيام الطفولة. وتقول: "لا نذكر منها سوى الحروب والظلم، كنت أكبر إخوتي وسند العائلة وكنت أخت الرجال، كان والدي يتمنى لو أنني ولدت ذكراً لأنهم قديماً كانوا يفضلون الذكور على الإناث، لذلك كنت أعمل بجد، لأثبت لوالدي أنني أستحق تقديره وكي لا أجعله يشعر أنني قاصرة".

لم تخفف الأعوام الـ 110 من همة ونشاط المعمرة فطوم الحصني، فهي لا تزال تمارس حياتها الطبيعية، تأكل بشكل جيد وتتابع أخبار أولادها وأحفادها بدقة. كما تتباع وقبل كل شيء أخبار الرئيس سعد الحريري وتدعو له بإستمرار، كما تؤكد أنها تحبه مثلما تحب والده الشهيد رفيق الحريري. وهي قد ألفت له أبياتاً من الشعر تليق بمكانة صاحب الدولة.

تجلس فطوم في غرفتها تترقب أخبار لبنان والمنطقة، وتطمئن الى أحوال العسكريين الأسرى، وتؤكد"لم يؤلمني شيء في حياتي مثلما آلمني أسر العسكريين وذبح بعضهم، إن ما يجري لا يجوز، وأنا لم أسمع مثل هذه الحادثة طوال حياتي، وعلى الدولة أن تحرر أسراها وألا تتخلى عنهم على الاطلاق فهؤلاء أبناؤها وهي مسؤولة عنهم".

تضحك الحاجة أم محمد عند سؤالها عن عمرها. وتقول: "على الهوية أنا من مواليد العام 1926 أما في الواقع فأنا أكبر بكثير، لأن والدي لم يسجلني في النفوس إلا عندما أردت أن أتزوج وأنا تزوجت عندما كان عمري 22 عاماً".

في بلدة الشيخ عياش العكارية تعيش الحاجة فطوم الحصني وتمارس حياتها باعتياد، تجالس الصغار والكبار. الجميع يحترمها ويجالسها يومياً ليسمع منها مئات القصص والحكايا التي تختزنها ذاكرتها الضخمة عن ذكريات الزمن الجميل، ذكريات الآباء والأجداد وقصص أشبه بالخيال لم تعد مألوفة في عالمنا اليوم.

تسخر الحاجة فطوم من الواقع الذي وصلنا إليه فتقول: "واقع مرير ما نشهده اليوم لم نكن نعرف مثله في السابق. زاد الحقد والكراهية وانتشر البغض بين الناس، وطغت المصلحة والأنانية على كل ما عداهما فتحول الناس إلى ما يشبه الوحوش التي يأكل بعضها البعض. كم أحب عالمي القديم الذي كان أفضل وأجمل بكثير".

حال فطوم الحصني كحال الكثيرات والكثيرين من اللبنانيين الذين أحبوا هذا الوطن وقدّموا لأجله الكثير من جهد وتضحيات وأنجبوا رجالاً يحبون الوطن ويدافعون عنه بكل ما يملكون. لقد أفنى هؤلاء الكبار أعمارهم في خدمة دولتهم لكن دولتهم لم تفهم حقهم في الرعاية والعناية بعدما صاروا هم بحاجة إليها.

 

الكلمات الرئيسة
رأیکم