الفكر الإصلاحي للإمام الحسين "عليه السلام" في منظور النزاهة ومكافحة الفساد

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۶۱۸
تأريخ النشر:  ۲۰:۲۶  - الجُمُعَة  ۱۴  ‫نوفمبر‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
حرصت العتبة الكاظمية المقدسة على احتضانها ورعايتها للعديد من الندوات والمؤتمرات لأجل إثراء الساحة الثقافية والعلمية والمعرفية والتي تسعى من خلالها أن تساهم في عملية التغيير والتطوير النوعي لبناء المجمتع العراقي والإسلامي.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء تسعى العتبة الكاظمية المقدسة لتحقيق النزاهة ومكافحة الفساد المستشري في مفاصل المؤسسة الحكومية، الذي أمسى ظاهرة اجتماعية سيئة الصيت، وبالأحرى جريمة رسخت جذورها العميقة في نفوس وسلوك البعض من موظفيها، لذا فقد كرست الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة اهتمامها لوضع الخطط الكفيلة لمعالجة الفساد بشتى أشكاله وأنواعه وكيفية الوقاية منه وتصدي الأجهزة الرقابية له وفرض العقوبة الصارمة على مرتكبيه من أجل خلق مجتمع ينعم بالهدوء ويرتقي للسلام والأمن والأمان، انطلاقاً من الفكر الإيماني والقيم الإنسانية التي أكد عليها أئمة الهدى "عليهم السلام"، لذا استضافت قاعة سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف صباح الخميس 19 محرم الحرام 1436هـ الموافق 13/11/2014م الندوة العلمية التي أقامتها هيئة النزاهة بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة والموسومة: " الفكر الإصلاحي للإمام الحسين (عليه السلام ) في منظور النزاهة ومكافحة الفساد " تزامناً مع ذكرى عاشوراء الأليمة واستشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين "عليه السلام" بحضور أ . د "جمال عبد الرسول الدباغ" الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدس وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من مدراء الدوائر الحكومية في مدينة الكاظمية وكوكبة من موظفي هيئة النزاهة وخَدَمَة الإمامين الجوادين، استهلت الندوة بتلاوة آيات مباركات من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الحاج "همام عدنان " أسماع الحاضرين بعدها ارتقى المنصة الأمين العام للعتبة الكاظمية أ . د "جمال الدباغ" وألقى كلمة بهذه المناسبة ورد فيها : " إن الإمام الحسين "عليه السلام" هو الامتداد المشرق للدوحتين المحمدية والعلوية، وها نحن في رحابه نستذكر دائماً أنه خرجَ من أجل الإصلاح في المجتمع، وبذل كلّ شيءٍ من أجل ذلك، فكان هذا الخلود الأبدي، وعلينا أن نقف معه من أجل الإصلاح، مستمدين قوتنا من روحه وعزيمته وتضحياته. وعلى محبي الإمام الحسين "عليه السلام" أن يجسدوا صرخته الخالدة: هيهات منا الذلة بأن لا يذلوا أنفسهم باتباع هواها وإعطائها شهواتها ومنها المال"

بعدها ألقى معاون مدير البحوث والدرسات الأستاذ "صبري جعفر الساعدي" كلمة هيئة النزاهة وجاء فيها : أمامنا فرصة عظيمة لكي نستفيد من القيم التي أرساها الإمام الحسين"عليه السلام" في مجالات حياتنا كافة، ونرى في هذه المشاركة نوعاً من بناء المجتمع بناءً قيمياً لإشاعة ثقافة النزاهة بوصفها مسؤولية الجميع لمكافحة الفساد ومنظومة القيم المفسدة، وهي فرصة كبرى للتحول والنهوض استلهاماً من القيم الصالحة التي دعت لها نهضة الإمام الحسين "عليه السلام" ..

بعدها بدأت وقائع الندوة التي ترأس إدارتها عضو مجلس الإدارة المهندس "جلال علي محمد"، وقدم فيها أهداف ومضامين هذه الندوة البحثية وسبل توظيفها لمعالجة وضعنا الراهن، ثم استمع الحضور إلى الباحث سماحة السيد "محمد صادق الخرسان" الذي قدم بحثاً قيّماً رفدنا به من غزير علمه ونمير فهمه وهو يحلل نص وصية الإمام الحسين "عليه السلام" التي قال فيها : " يا أيها الناس:نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم ، ولا تحتسبوا بمعروفٍ لم تُعجِّلوا واكسبوا الحمدَ بالنُجح،ولا تكتسبوا بالمطلِ ذماً؛ فمهما يكن لأحدٍ عند أحدٍ صنيعةٌ له،رأى أنه لا يقوم بشكرها، فاللهُ له بمكافأته ؛ فإنه أجزل عطاءً وأعظم أجراً.. " وبيّن فيها معاناة المجتمع من الفساد المالي والإداري والصناعي والفكري والسياسي والاقتصادي والاسري والفردي والفساد الالكتروني وما من أوجه كثيرة أخرى، فعبء مسؤوليتها يقع على الجميع، مستشهداً ببعض الأحداث الواقعية في مجتمعنا، مبيناً فيها يجب على الإنسان أن يسأل نفسه بماذا خدم وقدم لبلده ومجتمعه، وأن نبتعد عن التنافس غير المشروع وأن يوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، ضرورة تحصين النفس من مظاهرة الرشوة بكل أشكالها ومسمياتها وعدم التجاوز على المال العام، مؤكداً في حديثه يجب أن يكون عمل كل إنسان لله وفيه مخافة الله لأجل قضاء حوائج الناس..

بعدها جاء دور الباحث الأستاذ "محمد المسعودي" مدير قسم التحليل والتقييم في هيئة النزاهة ليقدم بحثه الموسوم " توظيف معطيات الثورة الحسينية في استراتيجيات مكافحة الفساد" ووضح فيه رؤية الإصلاح في بلدنا العزيز ليست من اختصاص الجهات الرقابية فحسب، وإنما هي مسؤولية العلماء والكتل السياسية والمجتمع بمثقفيه وإعلامييه ومنظماته الاجتماعية التي لها الدور المهم يمكن أن يرسم وفق الدستور والقوانين لنتمكن من صياغة إنموذج إصلاحي يناسب المرحلة وتوزع فيه الأدوار، كما تطرق الباحث إلى الحركة الإصلاحية للإمامين الجوادين "عليهما السلام" ودورهم الكبير في الحفاظ على المكاسب الإصلاحية الحسينية من خلال مؤسستهم الدينية والعلمية ..

وقد شهدت فقرات جلسة الندوة مداخلات من قبل السادة الحاضرين أثرت الندوة العلمية من حيث الطرح والحوار.

واختتمت بعدد من التوصيات :

ـ إقامة الندوات العلمية والفكرية المتخصصة بترجمة الحركات الإصلاحية بما يخدم بناء المجتمع ومكافحة الفساد .

ـ تقوية دور المنبر الديني الحسيني في إشاعة النزاهة ومكافحة الفساد بالتواصل مع المختصين وتوجيه المسارات المناسبة.

ـ دعم مراكز البحوث التخصصة في تقديم نماذج للإصلاح في العراق ومراعاة التخصص العلمي والخبرة في إعداد وصياغة استراتيجية الإصلاح.

ـ أن يتم اختيار العاملين في الجهات الرقابية على مستوى عالٍ من الالتزام السلوكي والأخلاقي.

ـ التركيز على التثقيف والتوعية كوسيلة مهمة في إشاعة ثقافة النزاهة في العراق.

ـ تنمية المسؤولية الاجتماعية كوسيلة مهمة للإصلاح.


رأیکم