ايران ترفض اي مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۷۶۸۳
تأريخ النشر:  ۱۱:۴۷  - الأربعاء  ۲۳  ‫دیسمبر‬  ۲۰۲۰ 
اعلن سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي بان ايران دفعت ثمنا باهظا للحفاظ على الاتفاق النووي واكد رفض ايران لاي مقترح لتغيير الاتفاق النووي او التفاوض حوله من جديد او تمديده، معتبرا ذلك مناقضا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي.

ايران ترفض اي مفاوضات جديدة حول الاتفاق النوويطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -جاء ذلك في كلمة القاها تخت روانجي يوم الثلاثاء خلال اجتماع مجلس الامن الدولي لدراسة التقرير العاشر للامين العام لمنظمة الامم المتحدة حول القرار الاممي 2231 الذي صدر عقب توقيع الاتفاق النووي عام 2015 .

وتابع سفير ايران: انه وبعد خروج اميركا من الاتفاق النووي في 8 ايار/مايو عام 2018 اعادت اميركا فرض كل اشكال الحظر النووي وبادرت عبر اتخاذ سياسة عدائية تجاه الاتفاق النووي وايران الى ايذاء شركاء ايران التجاريين علنا وسرا بصورة مستمرة وواسعة.

واضاف: ان اميركا بارتكابها مثل هذا "الانتهاك الصارخ" للاتفاق النووي، قد ارتكبت نقضا جوهريا وممنهجا ومستمرا لالتزاماتها القانونية في اطار القرار 2231 وميثاق منظمة الامم المتحدة والقوانين الدولية.

واشار الى ان اميركا بتهديداتها الوقحة للحكومات الاخرى، لتنتهك القرار 2231 او ان تصبح مشمولة بالعقوبات، لم تصبح غير ملتزمة بتعهداتها في اطار القرار فقط بل منعت عمليا ايضا تنفيذ تعهدات الدول الاعضاء الاخرى في الاتفاق "كما ان اميركا تنصلت من تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 3 تشرين الاول / اكتوبر عام 2018 الذي يلزمها برفع العقبات من طريق التجارة مع ايران في مجال السلع الانسانية".

وأضاف: أنه رغم ذلك فان ايران وبدلا من اتخاذ اجراءات تعويضية مسموحة لها في الاتفاق النووي، اتخذت بناء على طلب الدول الاوروبية الثلاث (بريطانيا والمانيا وفرنسا) الحد الاقصى من ضبط النفس والصبر الاستراتيجي لفترة عام الا ان ضبط النفس الاقصى من جانب ايران واجه ما يسمى بـ "الحد الاقصى من الضغوط" من جانب اميركا واجراءات حظرها اللاقانونية المتزايدة وكذلك العجز المطلق للدول الاوروبية الثلاث والاتحاد الاوروبي في تنفيذ التزاماتهم.

وقال: انه في مثل هذه الظروف لم يبق سبيل امامنا سوى اتخاذ خطوات تعويضية للتطبيق الكامل للبندين 26 و36 للاتفاق، وبناء عليهما أنه في حال فرض حظر جديد او فرض الحظر السابق فإن ايران لها الحق في وقف تنفيذ التزاماتها بشكل كامل او جزئي، لذلك فإن خطوات ايران تتطابق تماما مع حقوقها والتزاماتها ضمن الاتفاق، والاهم أنها قابلة للعودة.

*اميركا نفذت 1500 حظر ضد ايران خلال 4 اعوام

واشار الى انه خلال الاعوام الاربعة الماضية نفذت اميركا اكثر من 1500 حظر ضد ايران استهدفت من خلالها جميع قطاعات الاقتصاد الايراني وقضت تقريبا على جميع مصالح ايران في الاتفاق النووي وقال: ان مثل اجراءات الحظر هذه والتي من المتوقع ايضا ان يزداد عددها حتى الدقائق الاخيرة من استمرار الحكومة الاميركية الراهنة في سدة الحكم تعد في الواقع حربا شاملة تستخدم فيها الاداة الاقتصادية بدلا عن السلاح.

ولفت الى ان الهدف من الحظر وفقا لتصريحات المسؤولين الاميركيين هو "فرض المجاعة" على الشعب الايراني عبر استخدام اداة الاغذية والادوية كسلاح وهو امر يعتبر محظورا حتى في زمن الحرب واضاف: ان اجراءات الحظر تمنع استيراد السلع الانسانية مثل المعدات الطبية والادوية الحيوية للامراض الخاصة والصعبة وفي الوقت الذي تواجه فيه ايران اسوأ انواع انتشار كورونا فان اجراءات الحظر تعيق بصورة واسعة اجراءاتنا الوطنية في مواجهة هذه الجائحة.

واعتبر مزاعم اميركا بان السلع الانسانية معفاة من الحظر بانها كاذبة تماما وقال: انه على سبيل المثال حتى اليوم ايضا يصعب استيراد بعض الادوية المسكنة لمشاكل التنفس لدى المصابين بالاسحة الكيمياوية التي زودتها بعض الدول الغربية لنظام صدام الذي استخدمها ضد ايران.

واضاف: ان اميركا تدعي بان الحظر ليس مفروضا على الشعب الايراني. هذا الامر نفاق واضح ايضا ذلك لانها تستهدف اضعف الشرائح في المجتمع؛ الفقراء اكثر من الاغنياء، المرضى اكثر من الاصحاء، الاطفال والرضع اكثر من الكبار.

واعتبر الحظر بانه لا يسبب مصاعب اقتصادية فقط بل يؤدي ايضا في الكثير من الحالات الى موت الابرياء من مختلف شرائح المجتمع واضاف: انه باي معيار كان فان الحظر الاميركي هو حظر غير قانوني وغير مشروع ولااخلاقي ولاانساني وظالم ولا يمكن ان يطلق عليه سوى بانه ارهاب اقتصادي وجريمة ضد الانسانية.

كما اعتبر الحظر بانه يشكل جانبا واحدا فقط من السلوكيات والسياسات الاميركية البلطجية والهدامة ضد ايران والتي تتضمن التخويف الممنهج تجاه ايران (ايرانوفوبيا) ونزعة الحرب والمغامرات العسكرية في الخليج الفارسي والتدخل في شؤون ايران الداخلية والكثير من الاجراءات الاخرى اللاقانونية والاستفزازية.

وقال في جانب اخر من كلمته: ان السبيل الوحيد الممكن هو العودة الى التنفيذ الفوري والكامل للاتفاق النووي دون قيد او شرط، وبمجرد ان يبدأ اعضاء الاتفاق النووي تنفيذ التزماتهم دون قيد او شرط، فإن ايران ستستأنف تنفيذ التزاماتها بالاتفاق.

*لا يمكن ربط الاتفاق النووي باي موضوع اخر

وأردف تخت روانجي انه لا يمكن ربط الاتفاق النووي بأي موضوع آخر، لأن جدول أعمال المفاوضات كان منذ البداية حول الموضوع النووي، ولقد قررنا ان لا نسمح للقضايا الاخرى بأن تزيد في تعقيد المفاوضات، مضيفا اننا ووفقا للقوانين الدولية لدينا الحق كأي دولة اخرى في تنمية مشروعنا الصاروخي التقليدي، مشددا على ان ايران لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي الباليسيتي المشروع.

*اغتيال الشهيدين سليماني وفخري زادة

واضاف: من الامثلة الحية على السياسات الاميركية الفاشلة، الاغتيال الوحشي للشهيد قاسم سليماني قبل حوالي سنة.. ان هذا العمل الارهابي الذي تم بإيعاز مباشر من الرئيس الاميركي، هو انتهاك سافر للقوانين الدولية.

وأضاف تخت روانجي: ان هناك خيوطا تكشف ان اغتيال العالم الايراني البارز محسن فخري زادة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، تم تنفيذه من قبل الكيان الصهيوني أقرب حلفاء اميركا في المنطقة، والذي لديه ماض أسود وطويل في تنفيذ الاغتيالات الارهابية ضد العلماء النوويين الايرانيين.

*سياسات بعض القوى لن ترعب ايران لتتخلى عن وسائلها الدفاعية المشروعة

وفي جانب آخر من حديثه، صرح تخت روانجي: اننا وبسبب وقوع بلدنا في منطقة حساسة كالشرق الاوسط، لن نسمح بتعرض امننا وقدراتنا الدفاعية التقليدية للخطر او التقييد او الإضعاف، مشددا على السياسات المتغطرسة لبعض القوى لن ترعب ايران لتتخلى عن وسائلها الدفاعية المشروعة.

*تواجد القوات الاميركية في المنطقة هو مصدر عدم الاستقرار فيها

وأردف ان المصدر الوحيد لانعدام الامن والاستقرار بالمنطقة هو تواجد عدد كبير من القوات الاميركية في اغلب الدول المجاورة لإيران والخليج الفارسي وبحر عمان، وسيل الاسلحة الاميركية والاوروبية الذي يتدفق نحو هذه المنطقة، مصرحا ان الوقت قد حان لتتعاون دول المنطقة مع بعضها بحسن نية، وأن مبادرتنا للسلام في الخليج الفارسي تهدف لتقريب دول المنطقة وحل خلافاتها وإرساء علاقات اكثر ودية بينها، معربا عن امله بأن تحظى هذه الدعوة الصادقة باهتمام دول الجوار في الخليج الفارسي من اجل فتح صفحة جديدة من التعاون الاقليمي.

رأیکم